تفعيل أوامر الدفاع والاستعداد للأسوأ

ان كثرة التصريحات الإعلامية وتناقضها احيانا، من بعض اعضاء لجنة الاوبئة، فيما يتعلق بالحظر والاغلاق اربك الناس وسبب حالة من الهلع والرعب بينهم، و ساهم في انتشار الاشاعة واتساع نطاقها وكثرت التوقعات والتحليلات من قبل البعض الذين نصبوا انفسهم خبراء، مستغلين او مستفيدين من الوضع الاجتماعي العام الذي يتقبل كل شيء دون فحص او تدقيق .

اننا الان في حالة انتشار مجتمعي للفيروس حسب المختصين قد يصعب السيطرة عليه بسهولة او في الوقت المنظور على الاقل، وان اي حظر او اغلاق جديد لن يجدي نفعا ولن يحقق الهدف المنشود على المدى البعيد، الا انه قد يحقق جزءا بسيطا على المدى المنظور سرعان ما يعود مع فتح الحدود والمعابر والمطارات التي يمكن ان يتسلل الفيروس من خلالها وعن طريقها، على الرغم من جميع الاجراءات والبروتكولات المتبعة.

كما اننا مقبلون على انتخابات نيابية يفصلنا عن يوم الاقتراع ثمانية ايام يتوقع الجميع السيناريو الاسوأ.

لهذا علينا ان لا ننسى وان لا تغيب عن ذاكرتنا تجربتنا السابقة في الحظر الشامل والاغلاقات التي اثرت بشكل كبير على الاقتصاد والاوضاع المعيشية للناس، الذين ما زالو يئنون لغاية الان من تبعاته واثاره بعد ان فقد البعض وظائفهم واعمالهم واستنفدوا كل مدخراتهم، واغلقت العديد من المتاجر والمنشآت الصناعية والتجارية لعجزها عن الايفاء بالتزاماتها على الرغم من الإجراءات الحكومية التي اتخذتها للحد من ذلك .

ومع وجود التأكيدات الحكومية بان موضوع الحظر والاغلاق لم يدرس لغاية الان، مؤكدة التزامها بقراراتها السابقة بموضوع الحظر ليوم الجمعة فقط حتى نهاية العام، الا ان التصريحات وانعدام الثقة اخذ يضرب في الاسواق ويؤثر على جميع القطاعات التجارية، وما حدث الامس في سوق عمان المالي لهو دليل على حالة التخبط التي يعيشها الناس . لذلك فان اي اغلاق جديد لا يستطيع اي منا تحمل كلفته الباهظة وقد تشكل اقداما على انتحار اقتصادي لا قدر الله.

ومن هنا فاننا امام مرحلة صعبة جدا تحتاح الى رؤية والية جديدة اهمها المحافظة على قطاعنا الطبي وحمايته من الانهيار لا قدر الله بتوفير جميع ادوات الحماية والسبل الكفيلة لاستمراره، والاستفادة من تجارب الاخرين وتكثيف التواصل مع جميع المصابين ومخالطيهم وتقديم الرعاية الصحية والتوعية والمساعدة عن طريق وسائل التواصل الاحتماعي وزيادة اعداد محطات الفحص والعمل على سرعة الانجاز واستخراج النتائج وتخصيص مستشفيات ميدانية باقصى سرعة ودون تردد او انتظار حتى لا نجد انفسنا في وسط الارباك، كما علينا ان نكون مستعدين للاسوأ حتى لا نفاجأ .

ولا بد من تفعيل اوامر الدفاع التي وجدت للردع والالتزام، ومخالفة غير الملتزمين وايقاع كل العقوبات القانونية عليهم دون تهاون .

وبغير ذلك فاننا سنبقى ندور حول انفسنا ولن نحرز اي تقدم. الدستور