اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

زيد أبو زيد يكتب: حديثُ الملكِ شهدٌ عندَ الذائقِ الفَهِمِ

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/22 الساعة 09:34
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

كالعادة في كل مقامٍ كان حديث جلالةِ الملك عبدالله الثاني ابن الحسين كالماء القراحِ في حلقِ الظامئ يتصببُ مندفعًا اندفاعَ نهرِ السين العظيمِ في نقائهِ وصفائهِ، مترجمًا عظمةَ الأمةِ، وعبقرية الإنسانية في تطلُّعِها إلى العدالةِ والحريةِ والديمقراطيةِ والرخاء، وهو حديثٌ شهدٌ عندَ الذائقِ الفَهِمِ في كل الموضوعات التي يطرقها حول قضايا الصراع في المنطقة، وأنسنة العولمة، وتوفير الغذاء والدواء والتعليم لأبناء الإنسانية، وعن السلام والإسلام مستشهدًا في مرات عديدة بمرتكزات رسالة عمان في الوسطية ومذكرًا أن كل الأديان حثت على التسامح.

وفي حوار بورلوغ الذي تنظمه مؤسسة جائزة الغذاء العالمية ومنظمة الأغذية العالمية للاحتفاء بالذين يوفرون الطعام ويحافظون على وصوله للبشرية، ويحافظون على سلامة أبناء الإنسانية خلال جائحة كورونا، تحدث الملك عبدالله الثاني ابن الحسين مستغلًا كلَّ مناسبة لتذكير الأنظمة السياسية والمنظمات الدولية والانسانية جمعاء بأن ملايين البشر يقضون جوعًا ومن سوء التغذية بسبب نقصَ الغذاءِ في القرنِ الحادي والعشرين، ومطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك لمواصلة بذل الجهود لمعالجة شح الغذاء، قائلًا إن الخطر لم يبدأ مع "كورونا"، ولكن الجائحة أثرت بشكل كبير في النظم الغذائية التي يعتمد عليها العالم، ومؤكدًا التحدياتِ الخطيرةَ التي تواجه الأمن الغذائي، والتي كانت موجودة من قبل، كالتغير المناخي، وشح المياه الصالحة للشرب حول العالم، والأزمات الاقتصادية العالمية، والاضطرابات الإقليمية، وأزمة اللجوء العالمية غير المسبوقة التي ألقت بظلالها على الإمدادات الغذائية للاجئين الذين تسببت الحروب الأهلية والصراعات بتشريدهم، وتجويعهم، وتمزيق بنيان مجتمعاتهم، وشكلت ضغطًا على المجتمعات المستضيفة، كما شكلتها على اللاجئين والنازحين والمعذبين على حدٍّ سواء، وهو تحدٍّ يعرفه الأردن جيدًا، وفي ذلك يتمثل للسامع معاناة الأردن من هجرات عديدة مرّ بها منذ بدايات القرن العشرين حتى اليوم، وهي هجرات أثرت في مصيره واقتصاده ومقدراته؛ لتأتي جائحة كورونا "كوفيد19" فرصة، يتعين على أنظمة العالم جميعًا اغتنامها، لبناء نظام عالمي أكثر فاعلية وشمولاً وإنسانية. وذلك بإعادة ضبط العولمة، وتعزيز العمل العالمي المشترك، لمنفعة الجميع، والتركيز على روح الابتكار التي يتطلبها المستقبل. للمساعدة على توجيه الموارد العالمية، وفقًا لما تقتضيه الحاجة، لدعم قطاعات محورية، وهنا فعلى قادة العالم الاقتداء برؤى جلالته والعمل لصالح الانسانية.

ان جلالة الملك لم يخاطب المجتمعين في حوار بورلوغ الذي تنظمه مؤسسة جائزة الغذاء العالمية فحسب بل خاطب كل الإنسانية، وبكلامٍ نابعٍ من قلبِ إنسانٍ يغارُ على الإنسانيةِ ليتدفق من صدره الكلام جميلًا حلوًا نابعًا عن عقل وتجربة، خبرتها السنون، وصقلتها الأحداث، وأنارها الوعي بكل ما يجري على سطح هذا الكوكب الذي أضحى مشاعًا للمغامرات غير المحسوبة، وباسم مسميات يستحدثونها، ومصطلحات يسوقونها، مرة بالحديد والنار والقنابل والصواريخ، ومرة بوسائل إعلام غاب عنها العقل كما غاب عنها الصدق، وهم الذين أوجدهم الله أصلًا فوق هذه الأرض لأعمارها، لا لتخريبها، جاعلين عنجهية القوي شعارًا لإذلال الضعيف، متخذين من الاستكبار شعارًا يستبيحون به الدماء، ويمرغون به الكرامة بوسائل ما أنزل الله بها من سلطان، حتى اشتكت الأرض لخالقها مما يجري ويكون، مؤكدًا حقيقية كونية في إعمار الكون والحفاظ على صحة وسلامة الإنسانية، وهو المدخل الذي يريد جلالة الملك من خلاله إعادة صياغة مفاهيم العولمة والتضامن والتعاون ومجمل العلاقات الدولية.

لقد طرح جلالة الملك حلولًا للإنسانية، وقدم الأردن مثالًا للتعاون حين قال: إن التعاون أساس العمل الإقليمي والعالمي، ولطالما وقف الأردنيون إلى جانب الشعوب في المنطقة وقدموا الدعم لهم؛ إذ إن موقع الأردن الإستراتيجي، في نقطة تلاقي إفريقيا وآسيا وأوروبا، يمكّن الأردن من تسهيل العمل الدولي وتنسيقه، بالإضافة إلى إمكانية عمله بوصفه مركزًا إقليميًّا للغذاء، وهذا من شأنه أن يسارع الاستجابة العالمية للأزمات الغذائية والكوارث القادمة ويعززها.

لقد كنت دائمًا منساقاً بكليتي وأنا أستمع لخطابات جلالة الملك وهو يتحدث في حكمة كافية لحل مشكلات التطرف والإرهاب ومشكلات فلسطين والعراق وأفغانستان وكشمير والسودان والصومال وليبيا وسوريا وجاء هذا الحديث الذي بين فيه جلالة الملك وعبر هذا الحوار، حوار بورلوغ الذي تنظمه مؤسسة جائزة الغذاء العالمية ليؤكد جلالة الملك هذه الحقائق وغيرها من الجهود الرامية لتحقيق الأمن الغذائي العالمي ، وليعزز كذلك مفهوم الأمن الغذائي والحياة الكريمة التي يمكن أن يوفرها المجتمع الدولي للإنسانية عبر مجموعة من الإجراءات والخطوات القائمة على استراتيجيات واضحة المعالم.

لقد طالب جلالة الملك بدعم الأفكار المتقدمة في مجالات الإنتاج، والتزويد، والتخزين، وتبادل الخبرات، بديلًا عن الاستثمار في أسواق السلاح، وأعتقد أن جلالة الملك يوجه المجتمعات إلى أن التسلح وسباق التسلح وانفلات عقود التسليح كلها أسهمت في تأجيج الصراعات واشتعال الحروب، وهو يدعو إلى جعل صحة الشعوب على رأس الأولويات؛ إذ لا بد من دعم المزارعين في البلدان النامية، ليتمكنوا من الحصول على التمويل والتدريب بشكل أفضل، ويخدموا مجتمعاتهم، وتسخير الحلول التي توفرها التكنولوجيا الجديدة في مجال الزراعة لتنويع المحاصيل، وإنشاء شبكات أمن غذائي متينة.

ومن جانب آخر أذكر بحقائق أكدها جلالة الملك في كل خطاباته وحواراته ولقاءاته في الموضوع الفلسطيني والعربي والإقليمي حيث يؤكد جلالة الملك الحق التاريخي والأممي للفلسطينيين في وطن مستقل على ترابهم الوطني وعاصمته القدس الشريف يعيش الجميع فيها بحرية بعيدًا عن الطائفية والعصبية، وفي ذلك نهاية المشروع الصهيوني التوسعي، وعودة كل أبناء الشعب الفلسطيني إلى أرضهم التي هجروا منها، فهل من عاقل يسمع، وهل من ظالم متغطرس يأخذ درسًا، وهل تعي الإنسانية أن السكوت عن الحق لا يجوز؛ فالساكت عنه شيطان أخرس، كما طالب بوقف النزاعات واللجوء إلى الحوار والبعد عن التطرف وخطاب الكراهية في كل المجتمعات.

لقد قال القائد أحلى الكلام، وداعب المشاعر والعقول والقلوب، وهو ينادي بثقة وإيمان بسعادة الإنسان في إحقاق الحقوق وإنهاء كل الصراعات ووقف الحروب، وفي كيفية رسم معالم الديمقراطية والنظام الإنساني الجديد، فكانَ حديثُ الملكِ شهدٌ عندَ الذائقِ الفَهِمِ، فهل من متعظ؟

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/22 الساعة 09:34