اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

رولا بزادوغ تكتب: الموت النفسي

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/20 الساعة 08:31
مدار الساعة,سحاب,نعي,

كتبـت: د. رولا عـواد بـزادوغ

هل يمكن أن تؤثر الصدمات على حياتنا؟ هل إرادتنا الحقيقية للموت واستسلامنا له وعدم إرادتنا للعيش ممكن أن تودي بحياتنا ؟ هل فعلاً هو أمر حقيقي؟؟

نعم. هو أمر حقيقي أكدته دراسة علمية حديثة عام 2018 لـ Dr.Leach من جامعة بريطانية.

فالموت النفسي ليس انتحاراً، وليس بالضرورة أن يرتبط بالإكتئاب، ولكن؛ الاستسلام عن الحياة؛ يمر الإنسان فيها عادة بخمس مراحل تبدأ بانسحاب إجتماعي لتنتهي بالموت.

وينتج عنه الموت عادة في غضون أيام (أقل من شهر)

هو حالة حقيقية للغاية ترتبط غالبًا بصدمة قاسية شديدة جداً (جسدية و/أو نفسية) لتؤثر على أفكارنا/ دماغنا وأعصابنا وبالتالي أعضائنا الحيوية الأخرى لتتهاوى وتودي بحياتنا.

فبعد حدوث الصدمة، يعتقد الإنسان المصاب بما يسمى "الموت النفسي"؛ أنه ليس هنالك من مفر أو مايستحق الحياة، ويصبح الموت، الخيار العقلاني الوحيد بالنسبة له. ووفقًا للدكتور ليتش، فإنَّ هذه الأفكار يمكن أن تنجم عن تغيير في الدوائر الأمامية تحت القشرية للدماغ، إذ إنَّ هناك ثلاث دوائر، هي: الدائرة الأمامية لقشرة أمام الجبهة والتي تسمح بتنظيم المعلومات، والدائرة الأمامية المدارية التي تدمج المعلومات العاطفية مع الاستجابات السلوكية، والدائرة الحزامية الأمامية (CCA) ، التي يتم طلبها من أجل السلوكيات المحفّزة.

وهذه الأخيرة هي أصل هذه الأفكار التي سبق ذكرها في الأعلى، لأنها المسؤولة عن التحفيز.

وبحسب دراسة الباحث جون ليتش فإن ال 5 مراحـل للموت النفسي التي يمكن ملاحظتها تكون كالآتي:

1) العزلة الاجتماعية :

وفي هذه المرحلة تظهر على الشخص علامات الإنسحاب الاجتماعي، والهروب من اللقاءات الإجتماعية كما يمسي يترك انطباعاً أنه شخص خالي من المشاعر.

وهذه المرحلة هي طريقة للتحرر من المشاعر والإلتزامات العاطفية الخارجية حتى يستطيع استعادة الإستقرار و التوازن الداخلي.

2) قلة الإهتمام الشخصي و الفتور :

الموت الإنفعالي بسبب الحزن و الإحباط الشديد قد يوصل الشخص لإهمال نظافته الشخصية و مظهره الجسدي.

3) فقدان الحافز :

انعدام القدرة على القيام بأي فعل كالأكل والتفاعل مع الآخرين أو حتى الإستحمام، فالدوافع الأساسية التي تدفع الإنسان للقيام بالمهام اليومية تتلاشى و لا يكون بمقدوره مساعدة نفسه أبدا.

4) انعدام الحركة أو الخمول التام:

بالرغم من أن الميت نفسيا قوته العضلية موجودة إلا أنه لا يكون قادرا على القيام بحركات معينة و قد يصبح في الوقت نفسه غير قادر على الإحساس بالألم الشديد.

5) الموت النفسي:

وتحدث هذه الخطوة بعد أربعة أيام في المتوسط من حالة تعذّر الحركة. ويجدر بالذكر أنه ومن خلال بحثه أوضح: “إنّ الأمر أشبه بتفكك الإنسان. إنها اللحظة التي “يتخلى” بها الإنسان ويهجر كل شيء، وقد يبقى راقدًا و/أو نائمًا على برازه وفضلاته، ولا يفعل شيئاً”.

لذا؛

- لا تستهينوا بأي صدمة تمرون بها.

- لا تيأسوا مهما مررتم بتجارب صعبة.

وتذكروا دائماً أن على هذه الأرض مايستحق الحياة وممكن أن يتحقق بالصبر والعمل على حله. لكن علينا أن نعرف كيف ندوزن فكرنا ونعيش بفكر إيجابي.

لذلك فإنني أؤكد على ماذكره دكتور ليتش بدراسته أن هنالك علاج للموت النفسي يتأتى عن طريق مساعدة الإنسان الذي دخل أول مراحل الموت النفسي في استعادة إحساسه بنفسه، محيطه وحياته من جديد ومن الضروري استعادة هرمون الدوبامين الذي ينعش حياة الإنسان و يعطيه شعورًا بالعافية عن طريق حث المريض على القيام بأنشطة مختلفة كالتمارين الرياضية، المشي، وغيره من الأنشطة المفيدة.

إن كان حولكم من تعرض لصدمة مؤخراً وأو يشعر باليأس حاولوا أن تسعدوه وتساعدوه لمراجعة مختص.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/20 الساعة 08:31