اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

حسين الرواشدة يكتب: هذه «الزكاة» مغشوشة ..!

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/19 الساعة 02:41
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

سألني احد الذين قرروا خوض الانتخابات النيابية القادمة: هل يجوز أن أؤجل دفع زكاة أموالي لموعد قريب من بدء الدعاية الانتخابية؟ كنت - بالطبع - أدرك انه يعرف الإجابة، لكنني نصحته بأن يتوجه بالسؤال إلى دائرة الإفتاء العامة او الى احد فقهائنا الذين يثق بهم.

سؤال صاحبنا ذكرني بحادثة طريفة حصلت مع احد النواب في احد المجالس النيابية، فقبل موعد الانتخابات بأسابيع تحرك وسط دائرته الانتخابية بشكل مفاجئ، وتعمد ان يصلي كل فريضة في مسجد ما من مساجد البلدة، وحين تنتهي الصلاة يتوجه فورا الى الإمام ويسأله عن احتياجات المسجد على مسمع من المصلين، ويدفع المطلوب، ولأن الناس هناك - او معظمهم - لا يقبلون بيع أصواتهم بطريقة مباشرة، قرر ان يستعين ببعض الشباب المتدينين، وأقنعهم بأنه يريد ان يدفع زكاة أمواله للفقراء والمحتاجين، فاستجابوا له بحسن نية، واعدوا قوائم بأسماء الأسر العفيفة، وقدموا لها المبالغ التي دفعها المرشح باعتبارها زكاة، وقد وعدهم بان هذه «الزكاة» ستدفع في كل عام في مثل هذا الوقت، وحين حان موعدها في السنة التالية سألوه عن وعده، فأجابهم بان ما لديه من مال لم يبلغ هذا العام النصاب.. وبأنه سيؤجل الدفع إلى العام القادم.. او إلى عام الانتخابات الجديدة.

قصة استخدام المال السياسي في الانتخابات وغيرها ليست جديدة، لكن التغطية عليها بأقنعة دينية، تحتاج الى أكثر من استدراك، فأغلب الذين يتوسلون هذه الطريقة غير المشروعة لا يتذكرون «الدين» بما يحضّ عليه من صدقة وما يفرضه من زكاة وما يدعو اليه من تواصل الا في موعد الانتخابات، وهم - بالتالي - لا يجدون - في مواجهة قواعدهم المتدينة أصلا - الا «باب» الدين لاستقطابهم والتأثير عليهم وكسب اصواتهم، والاستدراك - هنا - يحتاج - اولا - الى فتاوى حاسمة تقرر استخدام المال السياسي، سواء لدفع الزكاة في موعد الانتخابات او لشراء الأصوات، وتحتاج الى تشريعات حازمة تجرّم الدافع والمدفوع له، وتحتاج - ثالثا - الى احتشاد اجتماعي يأخذ شكل «التوقيع» على عهود اجتماعية يتبناها الناس ويتوافقون عليها لتحريم التعامل بهذه الطريقة واعتبار من يمارسها «منبوذا» وخارجا عن التقاليد الاجتماعية.

اقل ما يمكن ان يقال لمن يفكر باستخدام المال السياسي في شراء ذمم الناس وأصواتهم: هذا حرام وعيب، ولكن ماذا لو أضفنا لهذا الاستخدام المغشوش الإساءة لدين الله تعالى والتحايل على فرائضه، وماذا لو أضفنا اليها الضحك على الناس واستغلال حاجاتهم، وممارسة الكذب والوعود غير الصادقة؟

«المال السياسي» لا علاقة له بما ذكرنا من قيم دينية او اجتماعية.. وأصحابه - بالطبع - لن تهزهم هذه الاعتبارات والنصائح والفتاوى، لكن يهزهم - فقط - شيوع ثقافة الرفض والإدانة والامتناع لدى الناس.. وحسبنا ان نبدأ من هنا، فالدين بمقاصده، وفرائضه، أسمى من ان يوظف بهذه المسارب المغشوشة، وأصوات الناس «أغلى» من أن تشترى «بزكاة» غير مشروعة، «لن ينال الله دماؤها ولحومها ولكن يناله التقوى» والمال السياسي لا يعرف التقوى إطلاقا.

الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/19 الساعة 02:41