تحرُّشٌ واسعٌ فاقعٌ !!

جمعني لقاء مع عدد من الأصدقاء، رجالاً و نساءً، على هامش إحدى الندوات. خصصت النساء معظم الوقت، للحديث الحانق الحارق، عن التحرش الجنسي المفرط المقزز الذي يصلهن على خاص هواتفهن الذكية.
رشقات لا تتوقف ولا تنتهي، من عبارات الرومانسية الجنسية الرثة، والإعجاب المتميز بالرقة الفظة، والتغزل الممجوج الفج، الذي يشفّ عن عقد نفسية واجتماعية واقتصادية متشابكة.
تحدثت السيدات عن معاناة حقيقية وعن «مطحنة» و»مذبحة» لا توفر الأنثى، عازبة، مطلقة، متزوجة، جدّة، مراهقة وحتى طفلة.
وذكرت السيدات انهن يتبادلن screen shot للرسائل التي تصلهن وخاصة تلك التي من «الحبّيبة» المتغزلين المتصابين.
يستهدف سيل الرسائل كل ذات تاء مربوطة. لا يميز عشاق المنصات بين مِرآة وامرأة، فتنهمر من اول كلمة سلام، كلمات الإعجاب والثناء والرجاء والتودد و»التبطح».
تحدثت النساء عن تربص ووعود وكمائن وشِباك، ينصبها الصيادون الجدد للنساء الساذجات، فتقع بعضهن في معسول الكلام ولذيذ الأوهام.
انها عقدة التاء المربوطة التي تصيب بلا تمييز، الكهولَ والشباب والمراهقين، المصابين بداء الحب والهيام والغرام.
أولئك المذهونون، يعتقدون أن كل النساء متاحات والفتيات متاحات!! وأنهن ينتظرن بلهفة، خبب الحصان الأبيض المطهم، الذي يحمل فارسا هُمامًا، في إقدام خالد وأخيل وهرقل، ووسامة عمر بوركان وتوم كروز وكلارك غيبل.
تتندّر النسوة على المتغزلين المتصابين الكهول، الذين انجبوا قافلة من الأبناء والأحفاد، ولا يكفون، رغم الصد والرد، عن محاولة «إزالة الجدران».
في المقابل يتحدث الرجال عن الوجه الآخر للمعضلة، المتمثل في تحرش الفتيات بالرجال !! قادت احيانا الى «خراب بيوت» وحالات تطليق.
ومعلوم أن عددًا كبيرًا من الشباب يضعون صور نجوم سينما وسيمين، بدل صورهم الحقيقية على «حساباتهم».
وأيضًا تضع الكثير من الفتيات صور نجمات فنانات بدل صورهن الحقيقية.
إن من يضع صورة فنان وسيم، أو فنانة جميلة، مكان صورته/ها، يوجه دعوة للتحرش.
في كل الأحوال وبالتأكيد وعلى وجه اليقين، لا يمكن أن يفلت المتحرّش كل الوقت. ولا يمكن ان يفلت كل المتحرشين، رجالا او نساء، كل الوقت.
سيقع المتحرش ذات يوم.
والدليل ان لدى إدارة الجرائم الإلكترونية، عددًا كبيرًا من قضايا التحرش والتضليل والإيهام، ستقود أصحابها إلى السجون.

الدستور