اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

يشبهنا أو لا يشبهنا..؟!

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/27 الساعة 01:26
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

لا أحد يشبه أحدا، نحن - البشر - لسنا نسخا متطابقة تماما، نختلف لنتكامل ونتعاون ونتمايز، والاختلاف هنا يمنحنا جزءا من مبررات وجودنا، ويضفي على حياتنا مسحة من الجمال، ويرتقي بأذواقنا ويشعرنا بإنسانيتنا ايضا.
هذه حقائق وبدهيات، لكن حين ينحط خطابنا العام، وتتحول قيم الخصومة السياسية واخلاقياتها الى ادوات رخيصة لتصفية الحسابات، واشهار الفجور السياسي، والضرب من «تحت الحزام»، عندئذ تتقمص اصناف غريبة من « الذوات» المهزوزة ثوب الجماعة، وربما المجتمع والدولة، لتعيد سؤال الاختلاف الى صيغة اخرى ممسوخة، فبدلا من ان تصارحنا وتقول : انت لا تشبهني، تصرخ بأعلى صوتها : انت لا تشبهنا، وفي اضافة « نا « الجماعة ثمة مضمرة وبائسة للخروج من ازمة «الانا» الصغيرة المكشوفة على الخيبة والعجز، الى الـ»نا» المتخيلة، لممارسة عملية سطو بلا استئذان.
لا فرق ابدا بين صرخة «من انتم»، هذه التي تنطلق من حناجر بعض الذين ينتابهم نزق السلطة وغرورها فلا يرون في مراياهم المكسرة الا انفسهم، وبين صرحة «انت لا تشبهنا « التي نسمعها تتردد على ألسنة بعض الذين اكتشفوا خساراتهم في «اسواق» النفاق والتزلف والوشاية، كلا الصرختين تعبران عن احساس عميق بالافلاس الاخلاقي، والفشل في الاستمرار بالتمثيل على الجمهور، والعجز عن مواجهة الحقيقة، والبحث عن الخلاص الفردي من خلال شيطنة الآخر والانتقام منه.
من اعطى هؤلاء الحق في اقتحام المجال العام واختطافه، او في تصنيف الناس على اساس الخلقة والخلق، لا على اساس الاختلاف المشروع في الفكر او السياسة، هذا الذي تعارفنا على ابجدياته وقنواته حين كانت مناخاتنا العامة تتمتع بعافيتها، وحين كانت المواقف تنتصب على موازين « الشرف» الوطني والانصاف..؟ من فوضهم ايضا لاصدار «فرامانات» ادخال الناس في دائرة «الملة الوطنية» او اخراجهم منها..؟
اتساءل : بماذا لا يشبهنا هذا او ذاك..؟ بالشكل ام بالجوهر، بنظافة اليد مثلا، بالاستقامة والحرص على المصلحة العامة، بالترفع عن الصغائر وعدم الاساءة للاخرين، بالعزوف عن المتاجرة بالمواقف، من يشبه من اذا، ومن يتهم من اذا..؟ ثم لماذا لا يشبهنا..؟ هل خرج من «طينة» اخرى غير تلك التي خرجنا منها، هل استقال من مهمته الانسانية وتحول الى وحش يطاردنا بكل مكان، هل تقلب بين الخنادق ليطلق علينا رصاص الكراهية من بندقية مستأجرة..؟
ليس لدي اي اجابة الا بكلمة واحد : عيب..!، فمن يرمي احدهم اليوم بهذه الاساءة لن يتورع غدا ان يرمي اي واحد منا بهذه الاساءة وبما هو اسوأ منها، ليس من اجل ان يمارس حقه بالانتقاد والاختلاف، على قاعدة حرية الرأي،، لو كان كذلك لتفهمنا الامر وقبلناه، وانما ليصنع من نفسه وصيا علينا، ومخولا - باسم المجتمع - لتجريدنا من انسانيتنا ومشتركاتنا الوطنية ايضا.
بصراحة، اسوأ ما يصيب المجتمعات هو ان تتغلغل داخلها صرخة «انت لا تشبهنا «، ليس لانها تضمر قسوة في التصنيف واستهانة بالآخر واستعلاء عليه، او لانها تختزل نزعة «تمجيدية» لا ترى من خلالها الذات الا نفسها، وانما –ايضا- لانها افضل وصفة لاغراق المجتمع في الانتهازية، ودفعه الى الانقسام والصدام، وشحنه «بالثنائيات» القاتلة.
الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/27 الساعة 01:26