الشرعة يكتب: البادية مرحلة متقدمة على الحكومات المتعاقبة

مدار الساعة ـ نشر في 2019/09/29 الساعة 11:40
بقلم: حسين الشرعة في السنوات السابقة، دعت الجهات الرسمية والسيادية في الدولة الاردنية الى إحداث التغيير في الحياة السياسية والتركيز على الشباب وتمكين المرأة بهدف ايجاد قيادات تتماهي وتطلعات المجتمعات المحلية من خلال انتخابات المجالس النيابية. التغيير الذي احدثته القواعد الشعبية في دوائر البادية الثلاث بانتخابها قيادات شعبية والاستعاضة بها عن التقليدية والنخب الاجتماعية التي جثمت على طموح شباب البادية لفترات ليست بالقليلة، لم تترافق مع عقلانية للحكومات المتعاقبة علي الدولة الاردنية وذهبت تلك الحكومات الى " كسر انوف " محدثي التغيير بتوزير بعض القيادات التقليدية التي اسقطتها اصوات الناخبين في تلك الدوائر. لم تتنبه الجهات السيادية في تلك الفترات الى التغيير الذي احدثه شباب البادية سواء اكانت الشمالية او الوسطى او الجنوبية ، اذ وصل التغيير الى (70) % في بعض الانتخابات لتنطلق من خلاله للعبور الى دولة اكثر ديمقراطية تأخذ بعين الاعتبار الرغبة الجامحة بالتغيير والافلات من قيادات تقليدية، جل اهتمام معظمها " كله تمام " البادية تدعو لدولتكم بطول العمر والبقاء لتحقيق مكاسب لهم ولمحاسيبهم بمنأى عن مصلحة الوطن العليا. الحالة هذه ابرزت انعكاسات سلبية في المكنون الداخلي للنفس البشرية لابناء البادية ، بعدما ساد العلم في مناطقهم واحتصلوا على الشهادات العليا في عديد التخصصات ، وركنوا ضمن المعارضة الصامتة الى ان يقضي الله امرا كان مفعولاً، وينطلق بعض ابناء البادية المتعلمين بمعارضتهم للحكومات المتعاقبة من الفساد التي لم تستطع الحكومات اقناع ابناء الوطن بمحاربته لدرجة قناعتهم عدم جديتها "أي الحكومات" باستئصال شأفته لتشابكه وتعقيداته وجاء في بعضه من متنفذين. ابتداء، علينا ان نعترف ان ازمة ثقة حدثت بين الحكومات والقواعد الشعبية في البادية واتسعت هويتها ، ما يتطلب من الحكومة " اي حكومة " اتخاذ كافة الاجراءات لردمها واعادة الثقة من خلال قواعد تأخذ بعين الاعتبار سيادة القانون على ان يتم تطبيقه على الجميع دونما استثناء وتكافؤ الفرص وتولية المناصب القيادية لجميع ابناء المناطق، والا تكون للنخب وابنائهم ومحاسيبهم كيلا تترك اثرا نفسيا على المجتمعات المحلية التي ترفض القهر والظلم.
الحكومة الحالية ، واللاحقة عليها، اجراء دراسات ميدانية اجتماعية واقتصادية وسياسية لمناطق البادية للتعرف على خصائص المجتمع "البدوي" واحتياجاته ورغبته بالتغيير على ان توضع ضمن خطط الحكومات لتطبيقها لا سيما مع ثورة الاتصالات التي ترعب اي سلطة ، فانحياز ابناء البادية الى الوطن في ظل استشراء الفساد والفقر الذي طال مناطقهم والتنفعيات والتعيينات لابناء النخب السياسية والاجتماعية على حساب كفاءة ابنائهم يكاد يكون قد خف ، فحديثهم لا ينقطع صباح مساء عن وطن اكثر عدلا لكافة ابنائه وتوزيع مكتسبات التنمية بما يتواءم ومفهوم التنمية المستدامة التي لا تتراجع مطلقا.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/09/29 الساعة 11:40