جمعية امم ام جمعية لمم؟

مدار الساعة ـ نشر في 2019/09/28 الساعة 12:28
يقول المثل الشعبي الدارج (ان القط يحب خناقه) وقد استذكرت هذا المثل وانا اشاهد تهافت العرب على اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة والتي هي خناقة الامم وسبب تأخرها وجهلها وانقيادها وراء المجهول, وهم يعلمون ومعهم القاصي والداني انها لعبة الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الثانية حتى يتسنى لهم استعباد الشعوب والسيطرة على عقولهم وافكارهم ومعتقداتهم , وسلب اراضيهم وثرواتها , عدا عن رسم سياسات الدول والتحكم باقتصاده , ومن يخرج عن عبوديتهم فالعصا دائما حاضرة لتأديبهم , هذه الجمعية والتي قام على تأسيها رهط مسيلمة الكذاب اول ما شطحت قامت باتخاذ قرار جائر بتقسيم فلسطين وتهجير سكانها الاصليين في مختلف اصقاع العالم بحثالة المستوطنين والمنبوذين من دولهم , تماما مثل ما فعل الكاوبوي الامريكي بالهنود الحمر اصحاب الارض الاصليين. وهكذا قامت هذه الجمعية الوهمية بقلب الحقائق الى واقع اليم وفرضه على الشعوب المستكينة بمنطق القوة لا بميزان العدل , واصبحت منبرا مصطنعا لغايات ( ذر الرماد في العيون ) حتى تصيب عين الشعوب بالعمى عن رؤية الحقيقة في حقهم بالعيش في اوطانهم بحرية وكرامة , وتفرض عليهم استعباداً استعمارياً الى الابد تحت مظلة قانون زائف من صنع الحاقدين والعنصريين. ونحن نهرع كل عام للمشاركة في هذا الباطل نلقي بين ايديهم الخطب الرنانة وكلمات مصداقيتها لاتتعدى حنجرة من يلقيها ولا تلقى من جمعيتهم سمعا او قبولا وما هي الا فقاعات في الهواء لا تسمن ولا تغني من جوع , ومشاركة العرب في هذه الاجتماعات لانأتي في الاغلب لنصرة قضايا شعوبها واقناع المجتمعين بعدالة مطالبهم , وذلك بقدر انها رحلة استمتاع ونقاهة والتمتع بفنادق سبع نجوم ورحلات بحرية وملء البطون بما لذ وطاب من شرائح لحم الاستيك البقري ومن مختلف اطباق المطبخ الامريكي وبما لذ وطاب من المشروبات وخاصة مشروب البيذ المعتق سواء كان من الشاتوه الفرنسي او الفالديز الاسباني وغيرها المعصور باقدام العذارى (اشربوا ولا تكثروا فقليل من الخمر يبهج القلب) متلذذين بسيكار الكوهيبا الكوبي , فلا لوم عليكم ولا عتاب فقلوبكم بحاجة الى المسرة والابتهاج من كثر ما بكيتم وتألمتم على ضياع واستباحة الاوطان واستعباد شعوبكم. ووسط هذا الخضم من اللا مبالاة والذاتية والتحابي تضيع حقوق الامم ويقرر مصيرها وهم لا يملكون حولا ولا قوة وهم والعياذ بالله ( اذل من فقع مصلع بارضه ) فلماذا تذهبون الى وكر الخيانة والظلم وانتم تشاركون كل عام بخطابات رنانة وندوات ومؤتمرات محاطة باسلاك شائكة لا يسمح لكم بتخطيها , ومكانكم فيه مثل ( الاطرش بالزفة ) وشاهد ما شفش حاجة , كم غنيتم وطبلتم لقضية فلسطين وسمعان مو هون , قضية عاهدتنا وابت علينا ان ننساها ولم تحركوا فيهم شعرة ولا وخزة ابرة .. هذه الامم التي تحابونها تجاريكم بطرف من لسانها بكلمات بعيدة كل البعد عن قلبها طمعا باموالكم وخيراتكم ولكنهم في النصرة لقضاياكم صم بكم لا يفقهون. ماذا اقول وقد اصبحم قصعة تكالبت عليكم الامم , ماذا اقول وقد اصبحتم اذل من حمار مربوط وامركم شورى بينهم وليس بينكم , يعيشون بارض عزة ورغد واسكنونا دار ذل ومهانة. تكلموا فالكلام ملاك اللسان ولكن احترسوا فخراب البيوت يأتي من حصاد اللسان، فصونوا لسانكم حتى تأمنوا من غضب العم سام فيقلبها وبالا عليكم وعلى شعوبكم .
  • عرب
  • لب
  • اقتصاد
  • قانون
  • المسرة
  • معان
مدار الساعة ـ نشر في 2019/09/28 الساعة 12:28