داعية أردني يفجر غضب «إخوان» وعلماء الجزائر
مدار الساعة - أحدث داعية إماراتي الجنسية، وأردني الأصل، زار الجزائر خلال الأيام الماضية، بدعوة من إحدى القنوات الخاصة المحلية، جدلا واسعا في الأوساط الدينية والسياسية بسبب خطابه الديني الذي هاجم فيه الإخوان المسلمين.
ويعمل الداعية وسيم يوسف أحمد شحادة (36 سنة)، من مدينة "إربد" شمالي الأردن، خطيبا وإماما لمسجد الشيخ زايد الكبير بالإمارات العربية المتحدة، حيث تحصل على جنسيتها في 2014.
وحلّ وسيم يوسف، بالجزائر بدعوة من قناة "النهار" (خاصة)، في 9 مارس/أذار الجاري، وغادرها مساء الجمعة الماضي.
وهاجم "وسيم" جماعة الإخوان المسلمين في مصر وفي اليمن.
وصرح أيضا "أن قادة الإخوان الذين يحرضون على الجهاد في أحداث الربيع العربي، يعيشون مع أبنائهم في أوروبا وأمريكا، ويزجون بأبناء الآخرين في الدول العربية البلدان في حروب لا أساس لها".
وأثارت تصريحات وسيم يوسف، الذي غادر الجزائر الجمعة الماضية، حفيظة الإخوان في الجزائر الممثلين في حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي في البلاد)، وكذا هيئات إسلامية في البلاد وعلى رأسها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين (أكبر هيئة إسلامية مستقلة في الجزائر).
أكبر تجمع لعلماء الجزائر يردّ على وسيم يوسف
وانتقدت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، خطاب "الداعية" وسيم يوسف، وقالت في بيان إن "المستمع والمتابع لحديث وسيم يوسف، لا يخرج بخلاصة مفيدة، بعد ساعة أو أكثر من الكلام، سوى ما تعلّق بتوزيع الاتهامات على أطراف مختلفة من الدعاة والعلماء وطلبة العلم، الذين اعتبرهم، الشيخ يوسف وسيم، جهَلة مغلقي العقول، من السلفيين خاصة، ومن أتباع بعض المشايخ عامة، وأتباع السياسيين الإسلاميين".
وأضافت الجمعية أنّ ذلك "لا يخدم الإسلام، بل فيه تعميق لمشكلات المسلمين وترسيخ لتمزقهم".
وانتقد المنشور، كذلك التعميم الذي أطلقه الداعية في حديثه عمّا أسماهم " الظلاميين"، ووصفه بـ"المعيب".
وتقول جمعية العلماء: "وكأن كل المسلمين من الدعاة والأئمة والعلماء كذلك، مقابل السكوت عن الحرب على الإسلام، ومحاصرته وتجفيف منابعه والتضييق على دعاته في كثير من الأقطار".
وأوضحت في السياق أنّ يوسف وسيم، ليس سوى داعية لإسلام "ناعم"، يتماشى مع ما تريده عديد الأنظمة الغربية (...)، التي تضيق الخناق على الإسلام وتعيق مسيرته.
وتأسفت لتجاهل يوسف وسيم، الحديث عن معاناة المسلمين والمسلمات في مشارق الأرض ومغاربها.
من جهتها، ردّت حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي في البلاد) على الداعية وسيم يوسف، واعتبرت تصريحاته تحاملا على الإخوان المسلمين.
وقال رئيس الحركة عبد الرزاق مقري: "جاء هذا الرجل (...) المتحامل على الإخوان المسلمين، ليزرع فتنة في الجزائر ليست موجودة في بلادنا وفي المغرب العربي كله".
وذهب مقري، أبعد من ذلك عندما اعتبر أنّ يوسف وسيم، "لا يهمه معرفة الحق وأتباعه، يجب أن يعلم أن زرع الكراهية عمل مشين وغير مشرف وأن من يسمون: إخوان مسلمين، هم جزء أصيل في النسيج الاجتماعي والسياسي والثقافي في المغرب العربي، بل منهم الوزراء والرؤساء".
ودعا مقري، ضيف الجزائر، إلى عدم الزج بالجزائر في المشاكل التي يتخبط فيها المشرق العربي، قائلا: "لا نريد استيراد فتن المشرق، نريد أن نحفظ بلادنا من الفتن، وعندئذ ربما نستطيع أن نساعدكم لتخرجوا من الفتن التي أوقعتم فيها شعوبكم، والتي يتلظى بنارها آلاف الأشخاص والعائلات ظلماً وعدواناً، سواء كان ذلك في مصر، أو في غيرها ممن تتهمونهم باطلاً بالإرهاب والتطرف".
من جانبهم، ردّ سلفيو الجزائر الذين يقودهم الشيخ الجزائري "محمد علي فركوس" على وسيم يوسف، عبر قناة سلفية على اليوتيوب "دينك نجاتك".
حيث ورد في أحد الفيديوهات المنشورة عليها أنّ وسيم يوسف، ادعى على الشيخ فركوس، عندما أصدر فتوى بتحريم أكلة تقليدية جزائرية "الزلابية" دون الرجوع إلى قراءة الفتوى الأصلية.
وكان وسيم، قد قال لدى نزوله على برنامج تلفزيوني على قناة "النهار" (خاصة) أنّ "أتباع هذا الشيخ لا عقول لهم ويرون أنّ كلام شيخهم فقط القرآن والسنة وبالتالي وجب تحريك عقولهم".
ومقابل هذا الرفض الذي قوبل به من طرف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وحركة مجتمع السلم "حمس"، والتيار السلفي في الجزائر، حظي وسيم باستقبال رسمي من قبل وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري محمد عيسى، وقام قبل مغادرته الجزائر، بزيارة مجاملة إلى العالم الجزائري الشيخ الطاهر آيت علجت (105 سنوات).
وفي تغريدة له على صفحته بـ"التويتر" عقب عودته إلى الإمارات رد وسيم يوسف، هاجم التيارات السلفية والإخوانية التي انتقدته وقال في إحدى تغريداته "ابتلينا بأقوام جعلوا الفقه كالعقيدة ليخرجوا من خالفهم بالأمور الفقهية عن عقيدة السلف الصالح.. وجعله من أهل الضلال". الاناضول