البوصلة الوطنية وبر الأمان!
كان هناك انعكاسات واضطرابات فكرية للكثيرين من ابناء الوطن، بسبب الكثير من الازمات والقرارات المتتالية، في ظل ظروف صعبة تعيشها الحكومات بين ازمات مالية وضغوطات خارجية، ادت الى توجيه سلوك ونشاط العديد باتجاهات مختلفة.
فلقد افتقر العديد الى الاتجاهات والمفاهيم الصائبة لمواجهة تلك الازمات من خلال اختفاء ملحوظ لغالبية القيادات الناضجة، فسار العديد من الناس دون ارشاد صحيح، واختفت الموازين الدقيقة وسيطرت الاهواء، مما اثر ذلك على الميادين الاجتماعية والعملية والاقتصادية، واضعفت مقوماتها الاساسية وجعلها عرضة للعديد من الانتكاسات.
فليس الازدهار او التخلف الاقتصادي يعتمد على وفرة مصادر الثروة او قلتها، ولكنهما يعتمدان على التصور الذهني الذي يوجه لطرق الكسب وطرق الانفاق وفق المصلحة العامة وليس باتجاه المصالح الفردية.
حتى لا نقع في تخبط فالتقنن يرفع الضرائب، ورفع الاسعار وتعدد الاساليب الملتوية جميعها تسعى الى نهب ما في الجيب دون ان تتأثر طبقة الاغنياء او المنتفعين والمستغلين لمكانتهم النفوذية.
فلم يتحقق شيء ملموس على ارض الواقع من تنمية ومعالجة لجيوب الفقر وخلق فرص عمل وتشجيع الاستثمار، بل كان هناك اهمال وتهميش حتى بالزراعة، واهملت البنية التحتية وكثير تضرر من ضروب الجوع، حتى الكثير تجنب المعالجة الطبية لارتفاع تكاليفها فلجأ الى الطب البديل دون مراعاة وتشخيص لحالته.
لذلك انهارت المفاهيم الوطنية لدى البعض، وحلت مفاهيم العصبية والشغب والاضطراب، وتمرد الكثيرون باتجاه تجارة الافات المجتمعية من مخدرات وبلطجة ونهب وسلب.
وفي غمرة الفساد الذي ضرب شتى المناحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية انشغل الكثيرون بمتابعة تلك القضايا على حساب العمل، وانتشر النفاق والوصولية وتدنت القيم الاخلاقية وتعددت الانقسامات بين الزعامات السياسية، واصبحت العلاقات بينهم يعتريها الشك والريبة والطمع، وهذا كله يؤدي الى تفكيك المجتمعات.
والتفكيك الاقتصادي استغله الاعداء، وما علينا في ظل هذه الامواج المتلاطمة الا ان نوحد الصفوف ونواجه الازمات ونسيطر على الانقسامات وتخفيف حدة الخلافات ومعالجة الاضطرابات من خلال الواجب الوطني للقيادات الوطنية وهم كثر.
وعلينا ان نبني ايضاً قيادات شبابية وطنية واعدة حتى لا تختلط المفاهيم الوطنية مع المفاهيم السلبية، وليكون اتجاه البوصلة الوطنية بالاتجاه السليم والصحيح لنصل الى بر الامان.
حمى الله هذا الوطن في ظل قيادته الهاشمية الحكيمة.
hashemmajali_56@yahoo.com