الفايز يكتب: أين رجال الدولة عما يحدث

مدار الساعة ـ نشر في 2019/09/19 الساعة 10:37

بقلم: فايز الفايز

يحزننا أن تمر أزمة نقابة المعلمين مع الحكومة متّوجّة بعشرة أيام من التعطيل القسري لدوام المدارس دون أن يخرج رجال الدولة ليقولوا كلمتهم،فلم نسمع سوى لرئيس مجلس النواب عاطف الطراونة ورئيس لجنة التربية والتعليم د. ابراهيم البدور وقليل من الشخصيات حاولت ترقيع الفتق الذي بات يتوسع ونخشى أن يتمزق، ومسار التعليم المدرسي بات على منعطف خطير.

الى مجلس الأعيان نشير حيث السيد فيصل الفايز الذي كان رئيسا لمجلس النواب في بداية أزمة المعلمين هو معنّي كعادته بمجمل القضايا التي تعترض مسيرة الدولة، وكان له دور في المباحثات مع بواكير تهافت حركة المعلمين آنذاك، وكثير من الوعود أعطيت وقليل من الموانع وضعت حتى وصل الحال الى ما هو عليه اليوم، وبصفته رئيس مجلس الأمة والغرفة الأعلى كان الأوجب أن ينخرط مع لجنة التربية والتعليم الإثنا عشر عضوا برئاسة العين وجيه عويس لوضع مسودة أفكار على الأقل لتدارك الموقف وتقريب وجهات النظر بالتعاون مع لجنة النواب ومجلس نقابة المعلمين، ولكن شيئا لم يحصل.

أما نائب رئيس مجلس الأعيان الاستاذ سمير الرفاعي فهو معنيّ أيضا بأزمة المعلمين ،حيث كان رئيسا للحكومة في ظل الإنطلاقة الأولى للمطالبة بنقابة للمعلمين وتحسين أوضاعهم، وخلافهم مع وزير التربية والتعليم آنذاك ، حيث اجتمع مع وفد لجنة معلمي التربية ففي الجنوب،وحضر الإجتماعات الوزيران رجائي المعشر وموسى المعايطة، وكانت المطالبة بعلاوة خمسة بالمائة، وتنفيذ توجيهات الملك لتحسين ظروف المعلمين، ورغم رفض الحكومة ورجال الدولة آنذاك للسماح بتأسيس نقابة للمعلمين فإن الزمن كان كفيلا بتأسيس النقابة وفرض شروطها، فلماذا لا نسمع من أحد أي حلّ حتى الساعة؟

هناك قليل من رؤساء الحكومات السابقين والوزراء المخضرمين أيضا ومع هذا لم نر لهم دور في محاولة نزع فتيل أي أزمة تقع لا مع هذه الحكومة ولا مع غيرها، أما الحكومة الحالية ورئيسها ووزير التربية والتعليم فقد بات واضحا أنهم وصلوا الى حائط الصد الممانع من النقابة القوية، وكأن الحكومات أصبحت حلبة مصارعة مع المؤسسات المدنية وأحيانا مع نفسها، ولا ينقذها سوى جرس الحكم معلنا إنتهاء زمن الجولات، فماذا تنتظرون، مائة عام قادمة؟

جملة الحديث هي أن الخاسرهم أبنائنا، ونتمنى على مجلس النقابة الذي أوصل رسالته بقوة، أن ينظر الى فئتين من الطلاب ،الأول طلبة التوجيهي والثاني هم الصفوف الأول والثاني الإبتدائي، والذين هم أهم فئتين ينتظران التدريس للتخرّج أوللبدء بألف باء التعليم ، فلماذا لا تقدم النقابة بادرة لتدريس هذه الصفوف الثلاثة كونها أساسية وتحديد مصير،في المقابل على الحكومة أن تعقد إجتماعا دائما مع المجلس للوصول الى ترتيبات مستقبلية على الأقل وحين توفر ميزانية، ونتدارك السنة التعليمية يا دولة، فلا يعقل هذا إلا إذا الآكمة تخبىء ما وراءها.

Royal430@hotmail.com


مدار الساعة ـ نشر في 2019/09/19 الساعة 10:37