الانفراج هو الأقرب مع دخولنا الأسبوع الثالث للإضراب

مدار الساعة ـ نشر في 2019/09/19 الساعة 01:08
ينتهي اليوم الخميس الأسبوع الثاني من اضراب المعلمين، الأمر الذي يضعنا أمام تساؤل،هل سيبقى الوضع على حاله ويدخل الإضراب أسبوعه الثالث، ويبقى الطلبة دون تعليم و مقاعدهم خالية، جراء حالة التعنت والتمترس وراء المواقف والمطالب وكأنها أمر مقدس لكلا الطرفين.
ومع اننا نتفهم وجهة نظر كل طرف وحقه في موقفه والدفاع عنه والدوافع التي تبقي حالة الجمود، حيث بات واضحا بانه يصعب على المعلمين العودة إلى مدارسهم وصفوفهم وهم يشعرون بالهزيمة والانكسار أمام طلبتهم.
وهنا لا أريد أن اسهب بانعكاس هذا الإحساس على العملية التربوية وتأثيره على الطلبة لان الشعور بالقهر والهزيمة صعبة على النفس ووقعها مؤلم.
كما نضم صوتنا إلى الكثيرين بأحقية المعلمين الذين اكتسبوا تعاطفا شعبيا بالعلاوة، او على الاقل الاعتراف فيها. ولا يخلو احساسنا بانهم لا يرغبون أيضا بالاستمرار بحالة الإضراب وذلك ايمانا منهم برسالتهم وأهميتها، وحتى لا يفقدوا تعاطف الناس مع قضيتهم الذي ينبع بالأصل بانه مع الحالة المتمثلة بالمعارضة.
وبنفس الوقت ومع تحفظنا على بعض المعالجات الحكومية للأزمة التي أشرنا لها في مقالات سابقة، الا انه ومن باب الإنصاف فإن الحكومة لا تنظر للمعلم كخصم لأنها تنظر إلى الموضوع برمته ومن جميع جوانبه وتتعامل معه كحالة قد تؤسس لما بعدها ويترتب على نتائجها أمور كثيرة، ومن باب الإنصاف نعتقد أن هذا حقها.
ان الحكومة لا تتعامل مع العلاوة من زاوية واحدة لأنها تشعر بالوضع العام و احوال جميع موظفي الدولة والطبقة الوسطى التي تسعى إلى المحافظة لها فانها تدرك أن جميع القطاعات تتحفز وتنتظر نقطة الانطلاق و من كل الاتجاهات التي هي أيضا ترى أن لها حقا بالزيادة والعلاوة الأمر الذي قد يفتح عليها جبهات كثيرة من الاتجاهات الأربع التي سيصعب التعامل معها و قد تقودنا إلى أزمة كبيرة وحالة فلتان واتساع دائرة المطالب بظل وضع اقتصادي لا يخف على أحد.
كما أن الحكومة تحاول ان تضع نقطة البداية هنا وتنطلق نحو تعزيز القانون والحوار وإعادة هيبة الدولة بعد انعدام الثقة بكثير من مؤسساتنا التي لم تسلم من سهام التشكيك والتطاول أحيانا. وعدم الاستمرار بالنهج او العودة إلى زمن الاسترضاء والاعطيات التي كانت الظروف سياسية معينة.
لذلك فإن السيناريو الأرجح الذي سيطل علينا خلال الأيام القليلة هو الميل نحو الحل وبوادر انفراج ولو جزئي لان الحكومة تؤكد على أهمية المعلم ودوره كما تؤمن بمطالبهم لذلك فإننا نعتقد انها ستسعى إلى مساعدة المعلمين بالنزول عن الشجرة من خلال طروحات جديدة وحلول منطقية تبقي على المعادلات السابقة وباقل الخسائر والابتعاد عن سياسية الغالب والمغلوب او الانكسار وبما يحافظ على هيبة الدولة ولا تسمح لأزمات جديدة.
هذه الخطوة ستقابل من المعلمين الذين ينظرون إلى المصلحة الوطنية التي لا يحق لاحد المزاودة عليهم بها، بعودة النقابة خطوة الى الخلف والالتقاء عند نقطة تؤكد هيبتهم وكرامتهم أمام طلابهم وأنفسهم ولو كان انتصارا معنويا لأنهم يبحثون عن ذلك أكثر من المادي مع إعادة تأكيدنا على مطالبهم.
الدستور
  • لب
  • مقالات
  • نتائج
  • اقتصاد
  • قانون
  • الشجرة
  • نقابة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/09/19 الساعة 01:08