الفايز يكتب: إغلاق الحكومة

مدار الساعة ـ نشر في 2019/09/10 الساعة 13:41
لماذا لا تقرر الحكومة إغلاق مؤسساتها وأجهزتها مؤقتا؟ سؤال"فانتازي" ولكن هي إحدى الأفكار الهستيرية التي تراودني عندما يعجز الجهاز الرسمي عن توليد طاقة تفكير وإبداع لحل مشاكله ومعضلاته، فهو يتقوقع في صندوق البيروقراطية التفكيرية لمحاولة تدبير مبالغ مالية لتسديد عجز هنا أو هناك، رغم أنها السبب بذلك العجز لأنها أنفقت المستحق بسخاء على من لا يستحق أو لمشاريع غير ضرورية ثم تشكو عجز الموازنة، كتفكير الطفل الذي يعجز عن فك لغز العشرة قروش بيديه وكيف يشتري بها ألعابا قيمتها عشرة دنانير. وبما أننا أصدقاء للولايات المتحدة الأمريكية التي تسخي علينا بالمساعدات المالية والعينية، فلنأخذ منها أفكارا خلاّقة في مواجهة أزماتها، فهناك موقف اضطراري تتخذه الحكومة الفيدرالية الأمريكية عندما تعجز عن إقناع مجلس الشيوخ بالسماح لتمويل الميزانية الحكومية بداية السنة المالية،كما حدث قبل أشهر، فتعلن الحكومة إغلاق نفسها، وتعطل كافة الخدمات الحكومية، عدا الإحتياجات الضرورية، كالمستشفيات العامة والجيش وموظفي الحدود والطوارىء عموما، بينما تتعطل خدمات المدارس العامة وأعمال المرافق العامة والمعونات والأهم إيقاف الخدمة مؤقتا لكافة موظفي الجهاز الحكومي المركزي ووقف تقديم مرتباتهم حتى أفراد القوات المسلحة والشرطة الفيدرالية. إذا كانت الولايات المتحدة بعظمتها المالية والقانونية تضطر الى إيقاف خدماتها العامة لعجزها عن توفير الأموال من الخزينة العامة لأسباب تشريعية ، فكيف نقفز نحن عن كل التشريعات ونتناقل ما بين الموازنات ونفتح أكياس العطايا لمؤسسات مستقلة لا نعرف ماذا تقدم من خدمات، وتنفق الموازنة بسخاء على رؤساء ووزراء ونواب وأعيان وموظفي دولة متقاعدين بكافة رتبهم وبمبالغ يمكن توفيرها للمساعدة في تسديد عجز هنا أو تقديم خدمات عامة هناك،فهل النفط يتدفق في أوديتنا أم أن كل جهة لها بئر غاز طبيعي تبيع منه ما تشاء ؟ نعود للسؤال أعلاه: لماذا لا تُغلق الحكومة، فهي في بعض الأحيان غير موجودة أصلا، فوزارة الأشغال مثلا لا تنفذ مشاريع الطرق ولا الإعمار، ووزارة الزراعة لا تزرع في الأراضي الشاسعة التي تمنع الحكومة الناس من إستخدامها،ووزارة الشباب والثقافة ليس لها فريق رياضي ولا حتى فرقة دبكة والمراكز الشبابية التابعة تتوزع على مدن رئيسة فقط، بينما التنمية السياسية وعلى تعاقب وزرائها لم تنتج حزبا واحدا لا للدولة ولا للشعب، فيما المعارضة لها أحزاب تمولها الحكومة، وأبناء الوطن في المحافظات والقرى لا أحد يمول ملابس أطفالهم المدرسية. لو كان هناك إرادة لضبط نفقات الحكومة،لأوقفت تمويل كبار المسؤولين من مصاريف وسيارات حكومية تجوب الشوارع وتشارك في المناسبات الخاصة ليلا نهارا وتوقف مخصصات السفر بلا داع، ويتوقف تمويل مؤتمرات الثرثرة بلا فائدة،وتوقف رياضة البلّادة في جيش الموظفين في الدوائر الحكومية والهيئات غير المنتجة لكسبنا مبالغ كبيرة دون فرض ضرائب، ولكن لا أحد يريد إغلاق الحكومة، فالحكومة لا تنام أبداً، ولا نرى إلا مزيدا من الضرائب الخفية و مزيدا من البلادة وقليل من الإنجاز. Royal430@hotmail.com
مدار الساعة ـ نشر في 2019/09/10 الساعة 13:41