ملاعبة يكتب: التعليم أم التربية... من المسؤول

مدار الساعة ـ نشر في 2019/09/05 الساعة 12:33
*أ.د. احمد ملاعبة
-- قوات الأمن في مدرسة مرموقة ** لقد قمت بزيارة دورية لأحد المدارس المرموقة .. لكن هذه الزيارة لم تكن اعتيادية والسبب انه عندما دخلت باحة المدرسة وجدت عدد من أفراد قوات الامن والذين كانوا يهمون بدخول المدرسة المميزة والمعروفة على مستوى المملكة وتحمل اسم شخصية اردنية عريقة؟ -- إن الدراسة لم تبدأ فعليا بعد .. إلا ان المشاكل والشغب الطلابي المدرسي قد بدأ، حاولت الاستفسار من بعض المتواجدين عن سبب تواجد قوات الأمن.. لكن لم يكن لديهم جواب. -- في غرفة الإدارة جلس مدير المدرسة يعمل بجد ونشاط ولقد كان حجم العمل والجهد الذي يقوم به مؤثر وواضح ...و للتخلص من تراكم المرجعين كان يكلم كل خمسة اشخاص معا وكان يحاول الرد على استفساراتهم ويحقق مطالبهم. -- رغم ذلك اضطر المدير أن يجلس مع قوات الأمن التي جاءت بعد ان احتمى بهم معلم في المدرسة - بعد ان حاول أحد الطلبة - المهملين والذين تجاوز غيابه عن المدرسة عدد أيام حضوره -- والذي يريد أن ينجح -- بالخاوة -- وبتهديد المدرس!!؟؟ ولقد كانت ألفاظه بذيئة وفيها تهجم وعدم مبالاة ... رغم أنه لا زال في الصف الاول ثانوي ... وكان مثل الزنبرك كلما تحدث المدرس كان يرد عليه بقسوة وكان واقفا وقفة المهاجم. -- طبعا المدير الحكيم والمدرس الخلوق إنتقلوا إلى قاعة أخرى للتحدث مع قوات الأمن ولكن عند خروجهم سمعت المعلم يقول أن الطالب يهدد بالاعتداء عليه أو أنه سيقوم بتكسير سيارته -- ولطول الإجتماع أنهيت هدف الزيارة تاركين للإدارة المدرسية أن تكمل إجراءاتها ... و لا بد هنا من التذكير أن كثير من الطلبة كانوا خارج سور المدرسة يدخنون وارتفعت شعورهم مثل - أسنام البخت - فوقها سمن (جل مش بلدي) وضاقت بناطيلهم الممزقة وسحلت عن خصورهم إلى حد مستواهم الاخلاقي!؟ -- على الجانب الاخر كان أحد الآباء بصحبة ابنه يشكر مدير المدرسة وكادر المدرسة التعليمي على ما حققة ابنه من تفوق علمي. -- المدرسة وللإنصاف كانت صفوفها وساحتها نظيفة ... وغرف الكمبيوتر ووسائل التقنية متوفرة ولكن بين الإلتزام التدريسي والانهزام الاخلاقي ... حارت الاسئلة في كثير من اتجاهات التفكير. -- إن الرسالة التربوية الواضحة المراد بيانها هي: هل أننا فعلا حققنا توازن بين مستويات التعليم ودرجات التربية الأخلاقية ... ولماذا هذا التسيب المدرسي في الصفوف الأساسية مما حدا بأحد مديريات التربية والتعليم في أحد الألوية بتوجيه إنذار عبر وسائل الإعلام لأولياء الأمور أن يراقبوا دوام أولادهم ... بعد أن فقدت المدارس في اللواء طلابها المتسيبين وأصبحت بعض الصفوف خاوية على مقاعدها!! -- ألم يئن الآوان أن يتم أخذ إجراءات أكثر جرأة بحيث يساهم فيها المعلم وأولياء الأمور ويساعد فيها التربويين المعنيين ... للحد من حدوث انهيار وتراكم معاناة المعلم بحيث يصبح معلم المدرسة مجرد موظف - على نمط مكاتب ورواتب. -- إن هذه المشكلة توضح أن الأساس في عملية الإصلاح في مجال التعليم المدرسي لن يتم إلا إذا بدأنا من الصفوف الآولى الاساسية ..
"ولا نقول اننا نريد ضابطة أمنية عدلية" .. ولكن بتفعيل القوانين واعادة الهيبة التي فقدت من العديد من المدارس ... واعادة بناء وتاهيل المدارس وخصوصا في المناطق الأكثر عوزا -رغم افتخارالكثيرين - في أحيان أخرى - بمستوى المعلمين والاداريين الطلبة الاردنيين وكذلك مستوى المنهاج المدرسي واعادة تقويم الأولويات والأهداف والنتائج ؟ -- من جانب آخر هل نحن فعلا بجاجة الى ان تقوم الادارة المدرسية بإنشاء غرفة عمليات لمتابعة كل يوم دراسى و من خلالها يتم إخطار أو توجية الجهة المختصة -كما قامت العديد من الدول - بالتعامل وسرعة إنقاذ أي طارىء - وان مثل هذه المتابعات اللحظية لليوم الدراسى ستحد من محاولة لتعطيل أو المشاغبة في الغرف الصفية والمدارس التعليمية؟ *(خبير في التعليم في أمريكيا والمانيا والاردن)
  • اردن
  • لب
  • معان
  • قوانين
  • الاردن
  • نتائج
مدار الساعة ـ نشر في 2019/09/05 الساعة 12:33