ملاعبة يكتب: البيئة الحضارية.. الطرق والأدوية
مدار الساعة ـ نشر في 2019/09/04 الساعة 23:49
بقلم: أ.د. أحمد ملاعبة (خبير إدارة الكوارث والأزمات)
مشاريع الصيف قبل تكرار المشهد الكارثي في الشتاء
مع التغيرات المناخية التي تتسارع معها الأحداث في الأردن بوتيرة غير مسبوقة أهمها الأمطار الكثيفة والتي سببت فيضانات كارثية في مختلف مناطق المملكة،
الطريق الصحراوي أو ما يعرف أردنيا .. بطريق الموت .. ونحن نشهد الان حصد الأرواح وبشكل كارثي ومفجع لدرجة أنه قلما يمر يوما دون يسود الحزن البيوت الأردنية.
علاوة على ذلك فلقد فاضت مياه الأودية لتغرق كل ما يواجهها حتى أنها أمعنت في الطريق الصحراوي وأحدثت فيه انهيار بحجم أخدود .. قطع جنوب الأردن عن شماله .. ودمر النظام البيئي الحيوي وأدى إلى استشهاد مواطنين وكوادر مدربة بالإضافة إلى موت حيوانات واقتلاع الاشجار وشجيرات أرضية الأودية ونتمنى أن تنتهي أعمال الصيانة سريعا.
وفي العام الماضي توشحت النفوس بالحزن والقتام بعد فاجعة البحر الميت قبل أكثر من عام وبالتحديد يوم الخميس ٢٥/١٠/٢٠١٨ إثر فيضان وادي زرقاء ماعين والذي قضى فيه ٢١ شهيدا جلهم من فلذات أكباد أبناء الوطن .. حتى تكرر المشهد يوم الجمعة الحزينة ٩/١١/٢٠١٨ وبقوة عنيفة وفي مناطق متعددة من الوطن امتدت من وادي الوالة وبلدات مليحة وذيبان والجديدة في محافظة مادبا .
صحيح ان سد الوالة صمد بوجه الكارثة لكن لم يستطع أن يحجب الفيضان وتدفق المياه وبمعدل غير مسبوق بلغ ١٢٠ متر في الثانية نحو وادي الموجب السحيق الأمر الذي يتطلب معالجة سريعة لسد الموجب والوالة وماعين قبل بدء الخريف. البترا عاصمة الأنباط وعجبية الزمان كانت تحت تهديد الفيضانات الجارفة.. ولربما ساعد أجدادنا الأنباط العرب في تخفيف حدة الفيضانات وتقليل الخسائر من خلال المشاريع العملاقة التي شيدوها عبر نظام قنوات وانفاق وسدود التصريف المائية. ولكن اليوم المشهد مع كثافة السكان والأبنية في منطقة وادي موسى أدى إلى تقليل الجاهزية و لم تكن الجاهزية بمستوى الكارثة. الكوارث الطبيعية تحدث في كل مكان وزمان ولكن الاستعدادات الكاملة والإدارة الفاعلة والشاملة لهذه الكوارث .. ثقافة لم نستطع أن نواكبها بعد في الاردن. الأمطار كشفت هشاشة البنية التحتية.. فلا جسور أو سدود أو مسيلات أومصبات للأودية وخصوصا الأودية الكبيرة والضخمة لم تكن بالمستوى المناسب أو المطلوب.. كثيرا من الجسور والسدود أنشئت على أرضية رسوبيات ركامية غير ثابتة.. ويمكن ملاحظة ذلك في الجسور وقنوات التصريف التي تهدمت على طريق البحر الميت. غياب الدراسات الشاملة وخصوصا الجيولوجية في هذه المنشآت أدت إلى هذه النتائج الكارثية. مما سبق يتضح أن هناك قصورا شاملا في العديد من مناطق المملكة من حيث سلامة المنشآت وصيانتها الدورية والتأكد من مطابقتها للشروط العالمية المعتمدة. الأردنيون ليسوا أثرياء مال ولكن همتهم عالية رغم كل ما جرى من كوارث طبيعية وبشرية إضافة إلى ضنك العيش بسبب تقاسم لقمة العيش مع الأشقاء وارتفاع الأسعار وضخامة الفواتير و الضرائب التي يدفعونها. الكفاءات الأردنية المؤهلة تبني وتخدم في البلاد العربية والكثير من دول العالم .. ولكن ثمة تساؤل بخصوص الواقع الحالي الذي نعيشه .. لماذا لا يوجد مشاريع عملاقة وخصوصا لشبكات الطرق داخل وخارج المدن وأنظمة التصريف تنفذ بأسس سليمة وبصيانة وتفقد دوري. إن ما يجري اليوم يدق ناقوس الخطر من أجل تنفيذ مشاريع بمستوى الحضارة البيئية لتأهيل النظام البيئي في الأردن وبسرعة فائقة حتى لا يصبح الوقت متأخرا.
صحيح ان سد الوالة صمد بوجه الكارثة لكن لم يستطع أن يحجب الفيضان وتدفق المياه وبمعدل غير مسبوق بلغ ١٢٠ متر في الثانية نحو وادي الموجب السحيق الأمر الذي يتطلب معالجة سريعة لسد الموجب والوالة وماعين قبل بدء الخريف. البترا عاصمة الأنباط وعجبية الزمان كانت تحت تهديد الفيضانات الجارفة.. ولربما ساعد أجدادنا الأنباط العرب في تخفيف حدة الفيضانات وتقليل الخسائر من خلال المشاريع العملاقة التي شيدوها عبر نظام قنوات وانفاق وسدود التصريف المائية. ولكن اليوم المشهد مع كثافة السكان والأبنية في منطقة وادي موسى أدى إلى تقليل الجاهزية و لم تكن الجاهزية بمستوى الكارثة. الكوارث الطبيعية تحدث في كل مكان وزمان ولكن الاستعدادات الكاملة والإدارة الفاعلة والشاملة لهذه الكوارث .. ثقافة لم نستطع أن نواكبها بعد في الاردن. الأمطار كشفت هشاشة البنية التحتية.. فلا جسور أو سدود أو مسيلات أومصبات للأودية وخصوصا الأودية الكبيرة والضخمة لم تكن بالمستوى المناسب أو المطلوب.. كثيرا من الجسور والسدود أنشئت على أرضية رسوبيات ركامية غير ثابتة.. ويمكن ملاحظة ذلك في الجسور وقنوات التصريف التي تهدمت على طريق البحر الميت. غياب الدراسات الشاملة وخصوصا الجيولوجية في هذه المنشآت أدت إلى هذه النتائج الكارثية. مما سبق يتضح أن هناك قصورا شاملا في العديد من مناطق المملكة من حيث سلامة المنشآت وصيانتها الدورية والتأكد من مطابقتها للشروط العالمية المعتمدة. الأردنيون ليسوا أثرياء مال ولكن همتهم عالية رغم كل ما جرى من كوارث طبيعية وبشرية إضافة إلى ضنك العيش بسبب تقاسم لقمة العيش مع الأشقاء وارتفاع الأسعار وضخامة الفواتير و الضرائب التي يدفعونها. الكفاءات الأردنية المؤهلة تبني وتخدم في البلاد العربية والكثير من دول العالم .. ولكن ثمة تساؤل بخصوص الواقع الحالي الذي نعيشه .. لماذا لا يوجد مشاريع عملاقة وخصوصا لشبكات الطرق داخل وخارج المدن وأنظمة التصريف تنفذ بأسس سليمة وبصيانة وتفقد دوري. إن ما يجري اليوم يدق ناقوس الخطر من أجل تنفيذ مشاريع بمستوى الحضارة البيئية لتأهيل النظام البيئي في الأردن وبسرعة فائقة حتى لا يصبح الوقت متأخرا.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/09/04 الساعة 23:49