الأردن يحذر من تبعات التصعيد في لبنان
مدار الساعة - أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزيرة خارجية مملكة السويد مارغو والستروم اليوم استمرار البلدين العمل المنهجي المتواصل لإيجاد مساحات أوسع للتعاون الاقتصادي والتجاري والسياحي ولزيادة التنسيق إزاء القضايا الإقليمية والدولية لتفعيل الجهود المستهدفة تجاوز أزمات المنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار .
وعبر الوزيران خلال لقائهما في وزارة الخارجية اليوم عن اعتزازهما بما تشهده علاقات المملكتين المتميزة من تطور مستمر في جميع المجالات.
واستعرض الوزيران خلال محادثاتهم المستجدات الإقليمية، وخصوصا تلك المرتبطة بالقضية الفلسطينية والتحديات التي تواجه جهود استئناف عملية سلمية جادة وفاعلة تنهي الصراع وفق حل الدولتين.
كما بحث الوزيران الأزمة المالية التي تواجهها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) وسبل تجاوزها ضرورة حتمية لضمان استمرار الوكالة بتقديم خدماتها للاجئين وفق تكليفها ألأممي، واتفقا على المضي في جهود المملكة والسويد المشتركة لحشد الدعم المالي والسياسي للوكالة.
واستعرض الوزيران التطورات في جهود التوصل لحل سياسي للأزمة السورية والأزمة اليمنية والحرب على الإرهاب. وفِي تصريحات صحافية مشتركة، أكد الصفدي على حرص المملكة تطوير علاقاتها مع السويد وثمن الدعم الذي تقدمه السويد للأردن لمساعدته على تحمل أعباء أزمة اللجوء السوري. كما ثمن الصفدي مواقف السويد الداعمة للأنروا والتي تبدت شراكة وعملا مستمرا مع الأردن في تنظيم عديد فعاليات ومؤتمرات بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء لإسناد الوكالة وتلبية احتياجاتها المالية. وشكر السويد على الدعم المالي الذي تقدمه للأنروا والذي كان آخره مبلغ ٢٠٠ مليون دولار أعلنته العام الماضي لأربع سنوات.
وقال الصفدي "يلتحق أكثر من ٥٦٠ ألف طالب فلسطيني بينهم حوالي ١٢٢ ألف طالب في المملكة بمدارسهم الأسبوع الحالي وسيحصلون على حقهم الأساسي في التعليم بفضل دعم السويد وعديد دول شقيقة وصديقة استمرار الوكالة بالقيام بدورها ضرورة حياتية وسياسية ولا شيء يمكن أن يبرر حرمان أطفال فلسطين واللاجئين الفلسطينيين من حقهم في التعليم والعيش بكرامة."
وأكد الصفدي أن الأنروا، التي يصل العجز المالي في موازنتها للعام الحالي حوالي ١٢٠ مليون دولار، مرتبطة بقضية اللاجئين التي يجب حلها بما يضمن الحق في العودة والتعويض وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي تدعو إلى حل متفق عليه في إطار حل سياسي شامل للصراع.
كما قال الصفدي إن البلدين متفقان على أن لا بديل لحل الدولتين سبيلا لحل الصراع، مشددا على أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية على أساس هذا الحل وفق القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية هو السيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل.
وحذر الصفدي من تبعات الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى/الحرم القدسي الشريف ومحاولاتها تغيير الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للمقدسات. وقال إن هذه الانتهاكات "هي لعب بالنار لن يفضي إلا إلى تأجيج الصراع، ما يهدد الأمن والسلم الدوليين والإقليميين ويستدعي موقفا دوليا صارما في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية." وأكد أن القدس خط أحمر بالنسبة لجلالة الملك عبدالله الثاني، الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، مشددا على أن حماية القدس والمقدسات هي مسؤولية عربية إسلامية دولية مشتركة في ضوء مكانة المدينة المقدسة وما تمثله الإجراءات الإسرائيلية من خطر على الأمن والسلم إقليميا ودوليا. وقال إن "السيادة على القدس المحتلة فلسطينية والوصايا على مقدساتها الإسلامية والمسيحية هاشمية وحمايتها والحفاظ على الوضع القائم فيها مسؤولية عربية إسلامية دولية."
وفِي ما يتعلق بالوضع في سوريا أكد الصفدي ضرورة تكثيف الجهود المستهدفة التوصل لحل سياسي لها يقبله السوريون ويحفظ وحدة سوريا وتماسكها ويعد لها أمنها ودورها ويهئ ظروف العودة الطوعية للاجئين.
كما أكد الصفدي ضرورة إنهاء الأزمة اليمنية عبر حوار سياسي وفق المرجعيات المعتمدة واتفاقية استكهولم. وأكد دعم المملكة لمبادرة المملكة العربية السعودية للحوار.
وقال الصفدي "تابعنا اليوم بقلق شديد التطورات في لبنان ونؤكد في المملكة ضرورة احترام القرار الدولي ١٧٠١ واحترام سيادة لبنان والحفاظ على أمنه ونحذر من تبعات التصعيد".
من جانبها قالت والستروم، ان الأردن صديق مهم للسويد في المنطقة وان بلادها تتمتع بعلاقات ثنائية قوية وتعاون مستمر مع المملكة.
وبخصوص عملية السلام في الشرق الأوسط اكدت وزيرة الخارجية على الحاجة القوية إلى اطلاق مفاوضات مجدية، ومواصلة إظهار الدعم الدولي لحل الدولتين.
كما قالت والستروم ان زيارتها للمنطقة ركزت على الأوضاع في اليمن بشكل أساسي. ووصفت الوضع الإنساني هناك "بالكارثي". واكدت ان بلادها لا تزال ملتزمة بدعم العملية السياسية في اليمن، بما في ذلك تنفيذ اتفاقية استكهولم، التي تم التوصل إليها في ديسمبر 2018.
وبخصوص الازمة السورية اكدت الوزيرة على ضرورة وجود عملية سياسية ذات مصداقية، وثمنت الجهود الأردنية لمساعدة ودعم اللاجئين السوريين. كما أعربت عن تقدير بلادها لدور الاْردن في احتضان عدد كبير من اللاجئين السوريين منوهة الى ضرورة ان يكون هناك عودة طوعية وآمنة وكريمة للاجئين.