الزيود يكتب: إلى أحمد الحجايا.. هي المنايا

مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/30 الساعة 20:42
بقلم: د. محمد عبدالكريم الزيود السلام عليك يا فارس القلم، ويا صديق الأحرف والدفاتر والطبشور، ويا حادي الصفوف والطوابير، يا حامل رسالة العلم والتعلم المؤتمن عليها منذ عشرين عاما... السلام عليك اليوم وكنت تصدح في الطابور الصباحي أن الوطن يبدأ بالكلمة والوعي، وأن الحرية قبل حصة النسخ، وأن الحقوق تنزع نزعا... السلام عليك أيها البدوي الحرّ، مثل أهلك ملكوا الصحراء، وحرروا بلادهم يوم قاتلوا مع جيش الثورة العربية، ليس قتال طامع وإنما إنعتاقا للحرية والكرامة، وكنت مثلهم مقاتلا شرسا دافعت عن المعلم والتعليم، صوت حق لا يهادن السلطة ولا يخافها، لذا أخفتهم بقلمك وطبشورتك وبصوتك البدوي النقّي، وأنت أنت لا تخاف إلا الله. هي المنايا يابن الحجايا، كُتب عليكم أبناء الجنوب والقرى المنسيّة أن تقدّموا دمكم على إسفلت "الصحراوي "، طريق التعب والموت، وها هو يتخطفكم كما تخطف أرواح الآلآف إنتظار فرج لن يأتي، فنحن أبناء العسكر والفقراء أرواحنا رهن كرم الحكومات ومدارسها وشوارعها ومراكز صحتها. تمرّ نهايات آب ثقيلة، وقد أخذتك مع غيمها، متوضئا وخطيب جمعة، وأعرف أن الموت لم يخيفك، ولكنها المنايا سبقتك، وكنت تنتظر معركة جديدة لتدافع عن زملاء المهنة، في أول يوم مدرسي، فما خيّبت ظن من منحك صوته، ولا سكت صوتك عندما عبثوا بالمناهج، وجعلوا التعليم سلعة وتجارة، ويسكن صوتك اليوم لله الحق الجبار. سلام عليك يابن الحجايا فمثلك تنحني له الأعناق، وتبكي عليه البواكي، ففقدان الرجال لا شيء يعّوضه إلا دعوة لله الواحد أن يسكنك جنة عرضها السموات والأرض، ورحمة ومغفرة تغشاك، وصبرا لأهلك ومحبيك.
  • عربية
  • منح
  • رحمة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/30 الساعة 20:42