بيت الوزير

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/21 الساعة 21:56
مدار الساعة - كتب - زياد الطويسي

منذ 8 سنوات وبحكم انخراطي بالعمل الصحفي والعام، تواصلت مع العديد من الوزراء في مختلف الحكومات، من اجل قضايا عامة وخدمية متنوعة، وكنت أجد معاناة كبيرة في التواصل وترتيب المواعيد من وزير لآخر.

في الأقل أحتاج أسبوعا كاملا لترتيب موعد لقاء مع وزير، أما بعض الوزراء فطلبنا مواعيد معهم ولم نحصل على رد من مدراء مكاتبهم مطلقا.

قبل فترة وجيزة احتجت وعدد آخر من الأشخاص موعدا مع وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات، لغاية عرض عدد من القضايا المتعلقة بعمل الوزارة والمزارعين عليه، واحتجناه أيضا مرة أخرى.

الجميل في أمر الوزير الحنيفات أن ترتيب موعد اللقاء معه لا يحتاج لأكثر من 5 دقائق، ويستقبلك شخصيا في الوقت والساعة المحددين.

اتصلت آنذاك بالزميل أنس العمريين الصحفي بجريدة الرأي، ليساعدني بالحصول على موعد لقاء مع الحنيفات بحكم معرفة الزميل به، وبالفعل رتب لنا الزميل الموعد، وأبلغنا أن الوزير يفضل لقاءنا بمنزله في الطفيلة بدلا من عمان، كي يختصر علينا الوقت ومعاناة السفر، لأننا قادمون من وادي موسى.

هناك حيث الطفيلة الهاشمية، وبيوت الطيبين المضيافة، ووجوههم الأصيلة التي تبتسم ترحابا بالضيوف، يسكن الحنيفات في منزله المتواضع، وسط أفواج المراجعين له كل يوم سبت، حيث يقضي إجازة الأسبوع بين أهله وفي خدمة الناس.

الزائرون يأتون من كل مكان، والوزير بذاته من يوزع عليهم الضيافة، وإذا تاه أحدهم عن المنزل أو أضاع عنوانه، سرعان ما يرسل له سائقه سلمان، كي يدله على بيت الوزير.

في بيت الوزير، تجد المراجعين من كافة المستويات والأماكن، من المدن والحضر والبادية والأرياف، يساعدهم ويقدم لهم النصائح والاستشارات، ويمضي يوما كاملا في استقبال الضيوف والاستماع لهم وتقديم ما بوسعه لخدمتهم.

لا أريد خدمة أخرى من الوزير الحنيفات، وما راجعته إلا لخدمة عامة في حياتي، ولا أضن أنني سأراجعه مستقبلا، ولا غاية لي عند هذا الوزير الطيب، والاردني الأصيل المنتمي للوطن وأهله، والذي نذر نفسه ومنزله لخدمة الناس من كل مكان.

حينما صرح رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي ذات يوم بأن "الوزراء خدم للأردنيين" لم أصدق ذلك، لأننا اعتدنا على الشعارات النظرية، ولكن الحنيفات طبق ذلك واقعاً ومضموناً، وكان مثالاً للمسؤول العملي الذي يمضي حتى وقت إجازته، في خدمة المواطنين ومساعدتهم.

إلى الوزير الحنفيات الذي سمعنا من أهل الطفيلة بأنه عصامي ومكافح، الذي بني نفسه ومكانته ووصل إلى أعلى المراتب بجهده وإخلاصه في العمل، كل التحية.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/21 الساعة 21:56