فضيحة اللحوم الفاسدة تهدد أسواق البرازيل.. ودعوات لحظرها في الدول العربية
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/21 الساعة 18:39
مدار الساعة- من تعليق استيراد اللحوم في الصين وتشيلي إلى فرض قيود بالاتحاد الأوروبي، تواجه البرازيل -أكبر دولة مصدِّرة للحوم الأبقار والدواجن في العالم- تبعات فضيحة واسعة للحوم فاسدة كُشفت الإثنين.
وقال وزير الزراعة البرازيلي بلايرو ماغي، في مؤتمر صحفي ببرازيليا "نتوقع أن تفقد أكثر من 30 دولة ثقتها ببلدنا (كمصدر للحوم)؛ بسبب هذه القضية".
وكانت الشرطة البرازيلية اتهمت، الجمعة الماضي، أكثر من 30 شركة لتجهيز اللحوم بدفع رشى لمفتشين صحيين؛ من أجل منح شهادات للحوم فاسدة على أنها صالحة للاستهلاك الآدمي.
وداهمت السلطات البرازيلية أكثر من 10 مراكز لتجهيز اللحوم في 6 ولايات؛ للبحث عن أدلة إدانة في ملف فضيحة الفساد التي ضربت أحد أكبر قطاعات التصدير في الاقتصاد المحلي.
ضربة من الصين
وجاءت أكبر ضربة تجارية من العملاق الصيني، فالصين هي الثانية بين الدول التي تشتري لحوم البرازيل في العالم، وأوقفت استيرادها بعد تفكيك شبكة تقوم بتسويق منتجات غير صالحة للاستهلاك.
صدرت البرازيل في 2016 كميات من لحوم الدواجن بقيمة 859 مليون دولار إلى الصين وبقيمة 702.7 مليون دولار من لحوم الأبقار، حسب أرقام وزارة التجارة.
كما علقت هونغ كونغ وارداتها من اللحوم البرازيلية الثلاثاء.
وقال مركز هونغ كونغ لسلامة الطعامن إنه علق مؤقتاً استيراد اللحوم والدواجن المجمدة والمبردة؛ "بسبب الشكوك في نوعية اللحوم البرازيلية".
كما علقت تشيلي، سادس دولة مستوردة للحوم البرازيلية، الاستيراد أيضاً.
ويشتبه في أن المخالفات ارتُكبت من جانب 21 مستودعاً للتبريد؛ بينها 4 لديها تصاريح تصدير إلى الاتحاد الأوروبي.
وعلقت كوريا الجنوبية مؤقتاً، توزيع لحوم الدجاج المستوردة من البرازيل حتى التحقق من النوعية، واستؤنف توزيع هذه اللحوم الثلاثاء بعدما تأكدت السلطات من أنه لم يتم استيراد أي لحوم فاسدة.
وذكرت الجمعية البرازيلية لمصدّري اللحوم، أن "أكثر من 7 ملايين شخص يعملون في قطاع اللحوم الذي يشكل 15 في المائة من صادرات البرازيل".
وقال مكتب التحليلات الاقتصادية "كابيتا ايكونوميكس" إن الفضيحة التي تورطت فيها شركتان برازيليتان متعددتا الجنسية في قطاع الصناعات الغذائية، "يمكن أن تضر بالانتعاش الاقتصادي في البلاد"؛ لأن البرازيل "تواجه خسارة محتملة في صادراتها بقيمة 3.5 مليار دولار، أي ما يعادل 0.2 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي".
حالياً، أُغلقت 3 مستودعات تبريد، كما ذكرت وزارة الزراعة، وتمت إقالة 33 موظفاً.
وانتهزت أكبر نقابة أوروبية للمزارعين الفرصة للدعوة إلى التزام الحذر في المفاوضات الجارية بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول أميركا الجنوبية "ميركوسور"، التي تضم البرازيل والأرجنتين والأوروغواي وباراغواي، حول اتفاق للتبادل الحر.
وتقول وزارة التجارة البرازيلية إن الصادرات البرازيلية من لحوم الدجاج تجاوزت قيمتها 5.9 مليار دولار في 2016 ولحوم الأبقار 4.3 مليار، إلى نحو 150 بلداً.
موقف الدول العربية
وأعلنت الدول العربية المستوردة للحوم البرازيلية في وقت سابق الإثنين 20 مارس 2017 تشديد إجراءاتها الرقابية.
وأعلنت وزارة الاقتصاد الإماراتية خلو الأسواق المحلية من اللحوم والدواجن البرازيلية الفاسدة. وأكدت أن المنتجات المستوردة تخضع لرقابة مكثفة من جانب الوزارة والبلديات المحلية قبل طرحها في الأسواق.
ودعا الأمين العام لجمعية حماية المستهلك بالسعودية، عبد الرحمن القحطاني، الدول العربية -بحسب "الجزيرة"- إلى فرض حظر مؤقت على اللحوم البرازيلية، وسحب عينات من الموجودة منها في الأسواق العربية؛ للتأكد من سلامتها.
وفي مصر، قال الدكتور إبراهيم محروس، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، بحسب صحف محلية، إن مصر تستورد نحو 20 في المائة من احتياجاتها من اللحوم سنوياً من دولة البرازيل.
وأشار في مداخلة تليفونية لبرنامج "يحدث في مصر"، إلى أن مصر تنتظر من السفارة البرازيلية في القاهرة توضيح حقيقة ما يحدث في مجازر البرازيل.
وقررت وزارة الزراعة إيقاف الموافقات الاستيرادية لشحنات اللحوم القادمة من البرازيل مؤقتاً، لحين معرفة طريقة ذبح الماشية والدواجن الحية في المجازر البرازيلية ومدى مطابقتها للمواصفات القياسية المصرية.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/21 الساعة 18:39