السعادة

مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/26 الساعة 08:15
الكتابة عن الاكتئاب والسعادة محفوفة بالمخاطر . السعادة لا تولد بالاماني. والاكتئاب متلازمة إنسانية لمجرد أن تمعن التفكير في الواقع ولو لبرهة من الزمن تصاب باكتئاب عصابي.
طلبات الاستغاثة والصراخ الجماعي، والغضب هي اشارات اكتئاب جماعي. لربما أن الكآبة الجماعية لا تظهر مرة واحدة، تختفي بين الشقوق والسطوح وتتوارى خلف الانظار، وبعيدا عن الاعين العامة، ولكنها قد تطفو على السطح على غفلة.
اصل وجذر السعادة والكآبة سياسي. وبكل ما تعنيه الكلمة، في اطار العدالة، وادوات السلطة، والقوانين والسياسات العامة. السياسة تختصر البحث عن السعادة والكآبة.
وهذا معناه، وبوضوح أن الفرد لا يتصالح مع الواقع ما دام يشعر بالجوع والتهميش والاقصاء والعطل. وبؤس الفرد يتجلى بانحطاط الشأن العام. وكما أن السياسات العامة الرسمية عندما تكبس على الانفس تتحول الى افكار كابوسية واحلام سوداء ولعنات.
صناعة السعادة تبدأ من تغيير الواقع. لربما أن الرحلة ليست فردية جمعوية، لا تنظر الى الفرد لوحده إنما لمجموع الوجوه العابسة والتالفة والغاضبة. في المعنى الفرويدي للسعادة فإن الفرد يقتل الاب بحثا عن السعادة، وانتقاما من الواقع، ولكن قتل الاب لا يعني أنه لا يحبه.
التفكير في السعادة من مدخل السياسة لا يحتاج الى مشعوذين ودجالين وسحرة. السياسة عمل وبناء، ولا يمكن ان يبنى بالصهللة والتزيف والطبطبة والمراوغة. لربما أننا لم نجرب حتى الان التفكير في السعادة والاكتئاب من مداخل السياسة، ولنرَ أين نحن، والى أين ماضون ؟
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/26 الساعة 08:15