الشيخ صباح الأحمد الصباح.. ست كلمات تحكي قصة الأمير الخامس عشر لدولة الكويت
مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/24 الساعة 15:49
مدار الساعة - كتب: محرر الشؤون السياسية - ما هي كلمة السر التي تموضعت على إثرها دولة الكويت في دائرة الحياد السياسي الايجابي خلال احتدام نار الأزمة الخليجية رغم تعقيدات موقعها الجغرافي؟
ماذا قال الكويتيون لطرفي الأزمة فأقنعوهما أن وقوفها في المنتصف ممكن رغم أن الحال السياسي يكاد يختنق بكلمة "من ليس معنا فهو ضدنا"؟
وكيف نجح الكويتيون في احتراف سياسة النأي بالنفس، ثم حوّلوا عاصمتهم إلى نقطة التقاء ممكنة للاطراف جميعها؟
الأسئلة كثيرة، على أنه يمكن اختصار إجاباتها بست كلمات: الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح.
ست كلمات تحكي قصة الأمير الخامس عشر لدولة الكويت، والخامس بعد الاستقلال من المملكة المتحدة.
كان مقدّرا للابن الرابع لأحمد الجابر الصباح لأوّل وزير إعلام، وثاني وزير خارجية في تاريخ الكويت والمولود في عام 1929، أن يكون الماء الذي يحاول اطفاء حرائق الخليج.
لم يطفئها، لكنه منعها من الانتشار، وهذه مهمة كادت أن تتحول الى مهمة مستحيلة، لكنه نجح.
بدأ تعليمه يوم بدأت الكويت تضع أساساتها لتصبح فيما بعد وجهة طموح المثقف العربي.
في المدرسة المباركية تلقى تعليمه.
اهتم والده الشيخ أحمد الجابر الصباح بتعليمه عبر ارساله لعدد من الدول الأوروبية والآسيوية، للدراسة واكتساب الخبرات والمهارات السياسية.
الكويت حاضنة الثقافة العربية، لسنوات وسنوات، وراية الاعلام العربي في زمن كانت فيه المهمة صعبة للغاية؛ ستتحول في زمن الحرائق العربية إلى بيت للحكمة، لكن هذا ليس كل شيء.
"تمكنا عبر أربعة عقود مضت من الحفاظ على مكاسبنا وتطوير آليات عملنا الخليجي المشترك ومواجهة العديد من المخاطر والتحديات".. هكذا رسم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح، تأطير نهجه السياسي بالبحث عن "حل عائلي" للنار الخليجية التي لا تريد ان تنطفئ.
في كلمته أمام القمة الاستثنائية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في مكة المكرمة بالسعودية، يحذر أن "الأوضاع المريرة التي نواجهها سنبقى عاجزين عن منح الأمل والتفاؤل لشعوبنا التي أرهقها خلافنا وآلمها استمراره".
بدأ منذ منتصف الخمسينات من القرن العشرين بالعمل عندما عين عضوا في "اللجنة التنفيذية العليا"، ثم عين رئيسا لدائرة الشؤون الاجتماعية والعمل ودائرة المطبوعات والنشر، مرورا بتعيينه عضو في الهيئة التنظيمية للمجلس الأعلى الذي كان يساعد الحاكم آنذاك.
كان هذا قبل الاستقلال. ففي عام 1962، عين صباح الأحمد أول وزير للإرشاد والأنباء (الإعلام)، بعد تشكيل مجلس وزراء في الكويت، الذي ترأسه أمير الكويت عبد الله السالم الصباح، بعد إجراء انتخابات المجلس التأسيسي. ولم يمض عام حتى عين وزيرا للخارجية، المنصب الذي استمر فيه حتى عام 1991، بالاضافة إلى شغله وزارات أخرى بالوكالة بصورة متقطعة.
السنوات الطويلة في قيادته العمل الدبلوماسي لبلاده منحته خبرات واسعة ونجاحات عديدة، بعد أن أثبت مبكرا قدرته الواسعة على قيادة تجاوز العديد من الازمات التي انفجرت في الاقليم، بداية من وضع حد للحرب الأهلية في اليمن، سواء عام 1966، أو في عام 1972. إضافة الى وساطته الناجحة في الازمة التي وقعت بين سلطنة عمان وجمهورية اليمن الديمقراطية (اليمن الجنوبي) عام 1980 وأثمرت عن توقيعهما لاتفاقية خاصة بإعلان المبادئ خفضت حدة التوتر، ثم انهاء الحرب الإعلامية بينهما عام 1984، بوساطة كويتية. لعب دورا مهما في تزكية الشيخ سعد العبد الله الصباح، لولاية العهد في عام 1978، بعد أن تنازل عن المنصب.
وفي عام 1991، خرج للمرة الأولى من الوزارة منذ استقلال الكويت، إلا أنه عاد في عام 1992 إلى الوزارة مرة أخرى، حيث عين نائبا أولا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للخارجية، وظل في هذه المناصب حتى عام 2003، عندما عين رئيسا للوزراء، وشغل هذا المنصب حتى عام 2006، عندما تولى مقاليد الحكم في بتزكية مجلس الوزراء له ونقل السلطات الأميرية إليه. وعلى عكس نجاح الكويت في إنهاء أزمة عام 2014، بين قطر من جهة وكل من السعودية والإمارات والبحرين من جهة أخرى، كانت الازمة هذه المرة أكثر تعقيدا وعمقا. لكن في المقابل منح الحياد الايجابي للسياسة الكويتية في الازمة متنفسا لئلا تصل الامور الى مستويات أعمق في الازمة، وكل ذلك بقيادة ربان الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح. مناسبة الحديث، تعافي الأمير بعد مرض أزعج كل عربي محب لهذا الأمير الفارس الذي نتمنى له عمراً طويلاً، فنحن العرب أحوج إلى نوعه من الرجال النادرين.
كان هذا قبل الاستقلال. ففي عام 1962، عين صباح الأحمد أول وزير للإرشاد والأنباء (الإعلام)، بعد تشكيل مجلس وزراء في الكويت، الذي ترأسه أمير الكويت عبد الله السالم الصباح، بعد إجراء انتخابات المجلس التأسيسي. ولم يمض عام حتى عين وزيرا للخارجية، المنصب الذي استمر فيه حتى عام 1991، بالاضافة إلى شغله وزارات أخرى بالوكالة بصورة متقطعة.
السنوات الطويلة في قيادته العمل الدبلوماسي لبلاده منحته خبرات واسعة ونجاحات عديدة، بعد أن أثبت مبكرا قدرته الواسعة على قيادة تجاوز العديد من الازمات التي انفجرت في الاقليم، بداية من وضع حد للحرب الأهلية في اليمن، سواء عام 1966، أو في عام 1972. إضافة الى وساطته الناجحة في الازمة التي وقعت بين سلطنة عمان وجمهورية اليمن الديمقراطية (اليمن الجنوبي) عام 1980 وأثمرت عن توقيعهما لاتفاقية خاصة بإعلان المبادئ خفضت حدة التوتر، ثم انهاء الحرب الإعلامية بينهما عام 1984، بوساطة كويتية. لعب دورا مهما في تزكية الشيخ سعد العبد الله الصباح، لولاية العهد في عام 1978، بعد أن تنازل عن المنصب.
وفي عام 1991، خرج للمرة الأولى من الوزارة منذ استقلال الكويت، إلا أنه عاد في عام 1992 إلى الوزارة مرة أخرى، حيث عين نائبا أولا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للخارجية، وظل في هذه المناصب حتى عام 2003، عندما عين رئيسا للوزراء، وشغل هذا المنصب حتى عام 2006، عندما تولى مقاليد الحكم في بتزكية مجلس الوزراء له ونقل السلطات الأميرية إليه. وعلى عكس نجاح الكويت في إنهاء أزمة عام 2014، بين قطر من جهة وكل من السعودية والإمارات والبحرين من جهة أخرى، كانت الازمة هذه المرة أكثر تعقيدا وعمقا. لكن في المقابل منح الحياد الايجابي للسياسة الكويتية في الازمة متنفسا لئلا تصل الامور الى مستويات أعمق في الازمة، وكل ذلك بقيادة ربان الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح. مناسبة الحديث، تعافي الأمير بعد مرض أزعج كل عربي محب لهذا الأمير الفارس الذي نتمنى له عمراً طويلاً، فنحن العرب أحوج إلى نوعه من الرجال النادرين.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/24 الساعة 15:49