في رحيل عالم أردني.. الدكتور سائد دبابنة
قبل ايام توفي عالم أردني الدكتورسائد الدبابنة عرفته بدرجات مختلفة عالما واكاديميا ومثقفا وانسانا حرا.
لا اطيق الكتابة بالرثاء، واستعراضات الدمع والحسرة، ولكن بقدر ما هو الفقد مجبول بانسان كل من عرفه يحبه ويقدره في زمن الجفاف والتصحر، وفي زمن تفتقد فيه خصوبة العلم والابداع والتمييز العلمي والانساني.
عاش الراحل الدبابنة مشوارا متشعبا بالعلم والبحث العلمي والكتابة الاكاديمية، ومناهضا للمشروع النووي الأردني بالمعلومة والرقم الدقيق والعلمي والموضوعي، وناقش بالحجة القويمة والصلبة والعلمية أطرافا رسمية سعت الى تمرير المشروع النووي الذي يكلف خزينة الدولة مئات الملايين من الدنانير وقد نجحت.
بقي صلبا وعنيدا، ومدافعا عن رأيه بقوة وهدوء لم يزحزح مكانه، رغم أنه تلقى مغريات برئاسة جامعة ومواقع أخرى. كان الراحل يضحك من قلبه كلما تلقى عروض استرضاء.
وحتى خصومه والفرقاء في المشروع النووي كانوا يعترفون ويقرون بان الراحل الدبابنة حامل رأي علمي حاد وصائب، ويتجنبون نقاشه وسجاله، وحتى الجلوس معه في حلقات العلم والبحث العلمي.
رحل الدكتور الدبابنة ما طرحه من اسئلة عن المفاعل النووي لم يجب أحد عنها. رحل ومذكراته ورسائله ومرافعاته الى الحكومة والنواب لم تلق اذانًا صاغية. وكان يقول إني للشهادة والتاريخ ابرئ نفسي من مسؤولية وطنية، ولذا ثمة ما يوجب علي أن أقول واطرح ما لدي من رأي وفكرة حول النووي الاردني.
لم يخض معركة النووي الاردني من جانب شخصي، بقى الدبابنة في خندق العلم ويتحصن بمعلومات وارقام دقيقة تدحض مشروعية وصواب ونجاعة النووي الاردني.
الراحل الدبابنة خسارة وطنية كبيرة. افلت من شظايا الانحطاط الاكاديمي، بقى منحازا الى المختبر والكتاب والبحث العلمي، وقاعة الدرس وطلابه الجادين بالبحث والدرس العلمي.
الراحل الدبابنة ذهب الى ما هو أبعد ليكون صورة حقيقة لعالم أردني. وطبعا الجامعات الاردنية تكتظ بالاكاديميين، ولكن من يسمون علماء فهم قلة قليلة، يعدون على أصابع اليد.
عالم ابحاثه تدرس في اعرق جامعات الغرب، وتقدم الى أهم مراكز البحث العلمي في العالم المتقدم.
رحل سائد الدبابنة الا أنه سيبقى عنوانا لامعا واسما كبيرا وهاما في البحث العلمي الاردني. وايقونة للاجيال القادمة من اكاديميين وطلاب يتشبعون من مسيرته النضالية العلمية والاكاديمية والموضوعية والصدق وأخلاق العالم الانسان.
الدستور