زغاريد مِنْ أرضِ الكرامَة
* شعـر : راتب المـرعي الدبوش
إضـــــــاءة :
كانَ الشّهيدُ البَـطل، المُلازم أول (خضر شكري يعقوب)، ضابطاً للمُلاحظةِ في إحدى كتائبِ المِدفعيةِ الأردنيةِ على مِحْورِ العارضة. وفي صبيحةِ يومِ الكرامة، كان يرابطُ مع مجموعتهِ قربَ جسرِ الأميرِ محمد، على ضفةِ نهرِ الأردن.
وكان لدقتهِ العاليةِ في توجيهِ قذائفِ المدفعيةِ الأردنية – الأثرُ الأكبرُ في إنزالِ الخسائرِ الفادحةِ بقواتِ العدوِ المُهاجمة ، وفي إعاقةِ تقدمِها فترةً من الوقت.
ولمّا أحاطتْ به قواتُ العدو ، نادى عبرَ جهازِ اللاسلكي : ( طَـوّقّ العدوُّ موقعي . ارمـوا موقعي حالاً ، حَقّقْتُ الشّهادةَ في سبيلِ الله ، واللهُ أكبر ) .
ولبّى رفاقُهُ في المدفعيةِ النداء ، وارتفعتْ روحُ ( الشهيد البطل الملازم أول خضر شكري يعقوب ) إلى السماواتِ العُلى ، مُعانقةً أرواحَ جعفرَ ، وشرحبيلَ ، وزيدِ بنِ حارثة ، وسِواهمْ من أقمارِ الأمةِ الذينً سَلكوا دربَ الشهادةِ ؛ نُصرةً للهِ والوطنِ والكرامة .
ومن وَحْيِ هذا النموذجِ المُشْرقِ من نماذجِ البُطولاتِ الفرديةِ التي سطّرها الكثيرونَ من نشامى الجيشِ العربيِ الأردني – كتبتُ هذه القصيدةَ الشعبيةَ ؛ لعلها ترتقي إلى عَظَمَةِ القرارِ الذي يَحْسَبُه الآخرونَ صعباً ، ولكنّه كان سهلاً على البطلِ الشهيد ، كما هو سَهْلٌ على كلِ واحدٍ من نشامى الجيشِ العربيِّ الأردني في كلِ مواقفِ الرجولةِ والبطولة .
*******
" ارْمُــوا مَـوْقِـعِـيْ "
صَاحْ بْغَـضَــبْ ،
وْ بَـسْمِـةْ رِضَـا ، عَــبْرِ الْـفَـضَـا
طَـافَـتْ عَلَى الْمَـعْـمُـورْ ، وِ الْمَـغْـمُــورْ
وْعَـلَّــتْ ، وْعَـلَّـــتْ ، وْعَـلَّــتْ .. . لَـفــوْقِ الْفـــوْقْ
وْمِنْ جَنـَّةِ الْـفِـرْدوْسْ ، جَـــابَتْ رَسَــائـِـلْ شـــــوْقْ
ثُـمْ .. حَـطّـتْ .. في مَـسْــمَـــعِـــيْ :
" ارْمُــــوا مَــوْقـِـعِــيْ " .
****
" ارْمُــــوا مَــوْقـِـعِــيْ " .
نَادَى ، وْهَلّلْ ، وْزَغْــــرَدْ ، وْكَــــبـّـــــــرْ
وْزَغْــرَدْ مَعُـهْ كُـلّ الْبَـنـَـادِقْ، وِالْـخَـنـَادِقْ
وْنَادَتْ مَعـُـــهْ كُـلّ الْمَـزَارِعْ ، وِالـشّـوارِعْ ،
كُـــلّ الشّــجَــرْ ، حَـتّى الْـحَـجَــرْ ،
نَادَى ، وْأمَـرْ :
" ارْمُــــوا مـَــــوْقـِــعِــيْ " .
****
" ارْمُــــوا مـَــــوْقـِــعِــيْ " .
وِتْشّهَدْ ، وْكّــــبّـرْ ،
وْكَــبّــرْ مَعُــــهْ ،
نَـهْـرِ الشّـريـعَةْ ، مِنْ مَـصَــبُّـهْ لْـمَـنـْبـَعُـهْ .
وكــبـّـرْ مَـعُــهْ
شُـرَحْـبـِـيــِلْ وْ مُـعَــاذْ
وْكَـبـّــر أبــوْ عْـبـيـْدةْ ، وْ إِبــِنْ وَقّــاصْ
وِتْـبَاشَرُوا هَــ الصّـحّابـَةْ ، وْكَــبّـرُوا .
يـَا بَحَـرْ طَامِيْ مْنِ الـرّصَاصْ !
يـــوْمِ الْـخَـلاصْ !!
يــوْمِ الْكَــــرامَةْ ، وَ الإِبـَــا
يــوْمِ الرُّجُولَــةْ ، وَالبُطُـولَـةْ ،
والشّهـادَةْ ، والْفـِـدَا
يــومِ الْـبـَواسِلْ هَــ الْكَـوَاسِـرْ
حـطموا خْشُوْمِ الْعِــدَا .
****
وْسَـطّـرِ التّاريـــخْ ، وْ دَوّنِ الْـمَـكْـتُــوبْ
قِصّــةْ بـَطَــلْ مِنْ هَــ الْوَطَــنْ
اسْـمُــهْ . . . خَــضِــرْ يـَـعْـقُــوبْ .
خَــضِــرْ يـَعْـقُـوبْ !
مِـثـْلِ الــرُّمِـحْ ، مَـا يــَـنْـثَـنيْ ، مَــا يـَـنْـحَـنِـي
وْ شُـو حُـلُوْ ، وِ مْــتَكْـتَـكْ ، وَ مَــهْــيـُـوبْ !!
خـَـضِــرْ يـَعْــقُــوبْ
نـَشْمِـيْ مَــدْفَـعِـيْ
نَـادَى بـْيـوْمِ العــــــز :
" ارْمُـوا مَـــــــوْقِــــــعِي " .
****
" ارْمُــوا مَــــوْقِــعِــي " ...
وْ بــَدَا يْـغَـنّـي خَـضِـرْ يَـعْـقُـوبْ :
الْيـوْمْ عِــزّكْ يـَا وَطَــنْ ، يـَـا سَاكِنِ بـْـدَمّـيْ
لِـنْ طَـلْ جـَمْـعِ الْـعَـدُوْ ، لَا تِـحْـمِـلِ الْــهَــمِّ
عِـنْـدَكْ نـَشَامَى أسُــوْدْ
لِـنْ حَـمْـحَـمِ الــرَّشّـاشْ ،
وْلِـنْ زَغْــرَدِ الْـبـَـارُودْ ،
عَ الِمْـعَـادِيْ يــِـردّوا رْدُوْدْ
وْعَـنْ صَـدْرِ الْعُــرُوبَـةْ يــِكْـشِفُـوا الْــغَـمِّ.
****
عَلَى سُـورِ الْوَطَـنْ ،
بْـيـوْمِ الْمِـحَـنْ ، وِقْـفُـوا
زُلُــمْ ، مَـا تِـنـْحَـافْ ،
أصْـلُهْ الْمـوْتْ مِنْهُـمْ خَــافْ ،
لَـمّا عَلى نـَصْـرْ ، وْشَـهَـادَةْ ،
أقْــسَـمُــوا وْحَــلْـفُـــوا
وِبْصــــوْتْ مِـثْــلِ الـرّعِــدْ ، رَدّدُوا وْ هَـتـْفُ ـوا :
وْلَـعـيـْـنـَـاكْ .. يَا هـ الْوَطَــنْ ..
وْرَدِّ الْــوَطَــنْ : تـِــكْــفُـــوا .
وْرَدِّ الْــوَطَـــنْ : تــِكْـفُـــوا .
****
يَا سِــــدِرْ ، يَا صَـفْـصَــافْ ،
يَا دَحْــنـُونْ ، يَـا دِفْـــــــــلَى
مَـا عَــادْ مِنْ هَـ الْيـــــــوْمْ
غْـــرَابِ الشّـــــومْ
مِـنْ فَـوْقْ ظِـلّكْ .. يِـطْـلَــــعْ وْ يـِعْــــــلَى .
وْمِـنْ بَـعِـدْ عَـــــرْكَةِ الْجَـنـْــــزيـرْ ،
وْهَــدِّةِ الْقَـنّاصْ ، مَـعْ صَـــوْلَةِ الْمَـدْفَـــــــــــعْ
لِلْأبــَــدْ .. لِلْأبـَــدْ مَـــا عَــــادْ أيْ شِــــرِّيــرْ
بْأرْضِ الشّـهَـادَةْ ، وِالشّـهَـامَةْ ،
والْكـَـرَامَـةْ يِحْـــلَمِ وْ يــِطْــمَـــعْ .
عِنـْدْنَا إلُـهْ .. مَــلْيــــونْ خِضْـــرِ ابــِنْ يَعْـــقُــوبْ ،
وْمَلْيــــــونْ جَـعْـفَـرْ ، جَـعْـفَـــــــرِ الطيّــــارْ ،
وْمَلْيـــــونْ إبـْنِ الْــوَلـيــــــدْ ، وْدَبـّابِـتـُــهْ الْـعَــفْـرا
وْعِـنْدْنـَـا إلُـهْ .. رْمَــــاحِ الْـهَـوَاشِـــــــــمْ
مـِنْ نَسِـــلْ مـُحَـمّـدِ الْمُـخْـتَـارْ
وْسَـيـْفُــــهْ الْـمَاضِـــيِ الشّــفْــرَةْ .
حَتّى الرّمِـلْ ، حَتّى الصّـخِـرْ
يِـتْــوَقّـــدْ بْـوَجْهُـهْ لَهـيـبِ وْجَــمِــــرْ ،
وْتــِتْـسَـعّـرِ جْـهَـنـّــمِ وْ نـِــيــرَانـْــها الْــكَـــبْرَى !
****
وِتْـــــــــــدُومْ يَـا هَـ الْـوَطَــــــنْ
يَ مْـسَـيـّـجِ بْـأبـْــطـَــالْ ،
يَ مْــحَــــوّطْ بـْـ اللّــهْ
وِتْــظَـــلّْ عِـنْـوَانِ الشّــــرَفْ وِالْــعِــــــزّْ
وْلِلْأمْـجَــادْ … مِــحْــــرَابْ ، وِمْــصَـلّى
وِنْـظَـلّْ جَيـْشِ وْشَـعِــبْ ، عَـا هَـ الـــــــدّرِبْ
نِــزْرَعِ ، وْنِـبـْنـِيْ ، وْنـِعيشْ بْـخَيـْـــــرْ .. بِـإذْنَ اللّـهْ
وْنـِظَـلّْ نِهْـتِـفْ بــِعَـالِيْ الصّــــــوْتْ :
سَلَامَ اللـهْ لِهَذَا الْجَـيـْشْ ، وْحَبيبِ الْجَيْـشْ عَبْدَ اللـهْ
سَلَامَ اللـهْ لِهَذَا الْجَـيـْشْ ، وْحَبيبِ الْجَيْـشْ عَبْدَ اللـهْ .