من خذل الرئيس..؟!
مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/22 الساعة 02:04
فيما اشهر الوزراء المعنيون بالملف الاقتصادي نتيجة السياسات الضريبية التي جاءت بعكس اتجاه الوعود والامنيات، وفيما انكفأ وزراء اخرون بعد « الاشتباكات « التي دارت حول ملف الاصلاح السياسي، يقف رئيس الحكومة، د.الرزاز، وحيدا في مواجهة اسئلة معلقة يطرحها الشارع بمختلف اطيافه حول المستقبل، او ان شئت، حول ما يمكن فعله للخروج من الازمات التي تحاصر بلدنا من كل اتجاه.
منذ نحو عام وشهرين ( حزيران 2018 ) بدأ الرزاز مع طاقم حكومته (نصفهم كان من الحكومة السابقة له) رحلة البحث عن العناوين الصحيحة لتطمين المحتجين والصامتين ايضا، على ان ثمة « امل « في الافق القريب، لكن بعد ثلاثة تعديلات على محاولة «تحسين الصورة» وبناء « مصد» حكومي متماسك ومتجانس يكتشف الرجل ان المهمة ليست سهلة، لا اقتصاديا حيث الوصفة المقدمة برعاية البنك الدولي لم تنجح، ولا سياسيا حيث اصطدمت المبادرات والوثائق التي سعت لتدشين مسار الاصلاح بجدار الانتقاد والرفض، ما يعني ان الصورة التي جاء الرئيس لتحسينها ظلت كما هي في الاصل، ان لم نقل تراكم عليها المزيد من الغبار.
يبقى السؤال المركزي : من اعاق حركة الرئيس المعروف بعقلانيته وفكره العميق وايمانه بالاصلاح، ومن وضع « العصي « في دواليب عجلة الاصلاح الذي جاء على مراكبه، ثم هل ادركه الاحباط كما ادرك الكثيرين في بلدنا جراء ما وجد من « تركة « ثقيلة ومستجدات صعبة، ومفاعيل تفجرت في وجهه وهو يبحث عن مخرج او مساعدة صديق..؟ ام ان وراء ما حدث قصة اخرى انكشفت اسبابها لكن لم يحن الوقت بعد للاعتراف بها على العلن.
في وقت مبكر وجد الدكتور الرزاز ان تياره الذي ينتسب - فكريا وسياسيا اليه - ابتعد عنه، ففي جلسة الثقة الاولى في البرلمان اشهر ممثلو هذا التيار لافتة « اللاثقة « بالحكومة، وبعد اسابيع فقط خرج حلفاء الامس بحزب جديد ناصب الرجل الخصومة والانتقاد، لم يكن الحال مع النواب افضل، فقد تنازلت الحكومة في محطات كثيرة لمصلحة ارضاء المجلس على حساب شعبيتها، اما المعضلة الاكبر فقد كانت في داخل الحكومة نفسها حيث توزع الشركاء على مساحات اخرى غير تلك التي اراد الرزاز ان يقف الجميع عليها.
من المفارقات ان هؤلاء الذين خذلوا الرزاز لم يكونوا في حساباته، ربما تفاجأ بمواقفهم، فيما ظل الشارع الذي جاء على خلفية احتجاجاته الى الدوار الرابع يعلق «اماله «على اصلاح يأتي على الطريق. صحيح ان بعض النخب في الشارع جاهرت بالنقد وربما التجريح احيانا، لكن ما تزال العلاقة بين شارع ينتظر (تذكر جيل الانتظار هنا) وبين رئيس يحاول اختراق « الجدران « القائمة، وان كانت محملة بالعتب والشك والخوف ايضا.
لدى الرزاز، الان، فرصة للقفز فوق الكثير من الممنوعات والعتبات التي حاول تأجيل الاصطدام بها، لكنه يحتاج فقط الى مزاج سياسي اكثر جرأة، او ان شئت « ظهيرا « سياسيا يتكئ عليه لخوض معاركه القادمة.هل سيفعلها الرزاز سواء بتعديل جديد او بمصارحات ومصالحات مدروسة مع مختلف القوى التي يعرفها ؟ لا ادري، ولكن استمرارية الحكومة ستبقى مرهونة بهذه الحركة.
الدستور
منذ نحو عام وشهرين ( حزيران 2018 ) بدأ الرزاز مع طاقم حكومته (نصفهم كان من الحكومة السابقة له) رحلة البحث عن العناوين الصحيحة لتطمين المحتجين والصامتين ايضا، على ان ثمة « امل « في الافق القريب، لكن بعد ثلاثة تعديلات على محاولة «تحسين الصورة» وبناء « مصد» حكومي متماسك ومتجانس يكتشف الرجل ان المهمة ليست سهلة، لا اقتصاديا حيث الوصفة المقدمة برعاية البنك الدولي لم تنجح، ولا سياسيا حيث اصطدمت المبادرات والوثائق التي سعت لتدشين مسار الاصلاح بجدار الانتقاد والرفض، ما يعني ان الصورة التي جاء الرئيس لتحسينها ظلت كما هي في الاصل، ان لم نقل تراكم عليها المزيد من الغبار.
يبقى السؤال المركزي : من اعاق حركة الرئيس المعروف بعقلانيته وفكره العميق وايمانه بالاصلاح، ومن وضع « العصي « في دواليب عجلة الاصلاح الذي جاء على مراكبه، ثم هل ادركه الاحباط كما ادرك الكثيرين في بلدنا جراء ما وجد من « تركة « ثقيلة ومستجدات صعبة، ومفاعيل تفجرت في وجهه وهو يبحث عن مخرج او مساعدة صديق..؟ ام ان وراء ما حدث قصة اخرى انكشفت اسبابها لكن لم يحن الوقت بعد للاعتراف بها على العلن.
في وقت مبكر وجد الدكتور الرزاز ان تياره الذي ينتسب - فكريا وسياسيا اليه - ابتعد عنه، ففي جلسة الثقة الاولى في البرلمان اشهر ممثلو هذا التيار لافتة « اللاثقة « بالحكومة، وبعد اسابيع فقط خرج حلفاء الامس بحزب جديد ناصب الرجل الخصومة والانتقاد، لم يكن الحال مع النواب افضل، فقد تنازلت الحكومة في محطات كثيرة لمصلحة ارضاء المجلس على حساب شعبيتها، اما المعضلة الاكبر فقد كانت في داخل الحكومة نفسها حيث توزع الشركاء على مساحات اخرى غير تلك التي اراد الرزاز ان يقف الجميع عليها.
من المفارقات ان هؤلاء الذين خذلوا الرزاز لم يكونوا في حساباته، ربما تفاجأ بمواقفهم، فيما ظل الشارع الذي جاء على خلفية احتجاجاته الى الدوار الرابع يعلق «اماله «على اصلاح يأتي على الطريق. صحيح ان بعض النخب في الشارع جاهرت بالنقد وربما التجريح احيانا، لكن ما تزال العلاقة بين شارع ينتظر (تذكر جيل الانتظار هنا) وبين رئيس يحاول اختراق « الجدران « القائمة، وان كانت محملة بالعتب والشك والخوف ايضا.
لدى الرزاز، الان، فرصة للقفز فوق الكثير من الممنوعات والعتبات التي حاول تأجيل الاصطدام بها، لكنه يحتاج فقط الى مزاج سياسي اكثر جرأة، او ان شئت « ظهيرا « سياسيا يتكئ عليه لخوض معاركه القادمة.هل سيفعلها الرزاز سواء بتعديل جديد او بمصارحات ومصالحات مدروسة مع مختلف القوى التي يعرفها ؟ لا ادري، ولكن استمرارية الحكومة ستبقى مرهونة بهذه الحركة.
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/22 الساعة 02:04