غياب مراكز القوى وصالونات عمان السياسية
مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/21 الساعة 09:24
/>مدار - الساعة- كتبت د. آمال جبور - فيما مضى من عقود ، عرف الأردن حالتين او ظاهرتين من ظواهر الحراك السياسي داخل الدولة - ظاهرة مراكز القوى وظاهرة الصالونات السياسية - وكانت الثانية تعبيرا أو تمثيلا أو انعكاسا للأولى.
وكان من أشهر تعبيرات وحالات مراكز القوى وصالوناتها السياسية حالة مضر بدران، وحالة زيد الرفاعي ، وكان لكل منهما هواه السياسي الإقليمي والعربي أيضا، كما عكست كل منهما مصالح تشكيلات إجتماعية محلية.
فكان معروفا أن حالة بدران أقرب إلى الأوساط البيروقراطية والانفتاح على الحركة الإسلامية محليا ، وأقرب إلى العراق عربيا ، ولم تكن علاقتها مع القيادة الفلسطينية الرسمية سيئة. اما حالة الرفاعي فكانت أكثر انفتاحا على قوى السوق وأقل انفتاحا على الحركة الإسلامية، كما كانت هواها العربي بين المثلث السوري -المصري - السعودي، قبل أن يتفكك هذا المثلث. وهكذا كان استقطاب الوزراء (الواعدين) يتم عبر هذين الصالونين، كما ونعرف ان الاردن عرف صالونات أخرى لاستقطاب كوادر الدولة وضخ ماء جديدة فيها.
ولم تكن الصالونات المذكورة بعيدة بأي حال من الأحوال عن الدوائر الحاسمة في الديوان الملكي والأجهزة الأمنية المعروفة. بيد أن الأردن في السنوات الأخيرة افتقد إلى هذه الظواهر، ولم يعد لمراكز القوى والصالونات السياسية اي حضور يذكر . وفيما أعاد البعض ذلك إلى إنهاك الدولة نفسها، واضعافها وما أصابها من تغيرات ملحوظة بسبب إعادة الهيكلة والتصفية التدريجية للقطاع العام ، مما دفع بألوان جديدة إلى السطح مثل التحالف المدني، أعادها البعض الآخر إلى الاستئصالات المبكرة لمراكز القوى وهي في الربع ساعة الأخيرة من عملها داخل الدولة ، إذ غالبا ما خرجت من العمل العام باتهامات بالفساد وغيره. وحسب هذا ، قد تكون هناك نوايا مبرمجة لإنهاء هذه الظاهرة التي تترافق أيضا مع ضغف غير مسبوق في حركة المعارضة السياسية أيضا.
وهو ما يتقاطع مع الترتيبات المتسارعة على الصعيدين الإقليمي والدولي لتفريغ الأردن وغيره من بلدان الإقليم من أي عمل سياسي تريده واشنطن ان يظل حكرا عليها.
فكان معروفا أن حالة بدران أقرب إلى الأوساط البيروقراطية والانفتاح على الحركة الإسلامية محليا ، وأقرب إلى العراق عربيا ، ولم تكن علاقتها مع القيادة الفلسطينية الرسمية سيئة. اما حالة الرفاعي فكانت أكثر انفتاحا على قوى السوق وأقل انفتاحا على الحركة الإسلامية، كما كانت هواها العربي بين المثلث السوري -المصري - السعودي، قبل أن يتفكك هذا المثلث. وهكذا كان استقطاب الوزراء (الواعدين) يتم عبر هذين الصالونين، كما ونعرف ان الاردن عرف صالونات أخرى لاستقطاب كوادر الدولة وضخ ماء جديدة فيها.
ولم تكن الصالونات المذكورة بعيدة بأي حال من الأحوال عن الدوائر الحاسمة في الديوان الملكي والأجهزة الأمنية المعروفة. بيد أن الأردن في السنوات الأخيرة افتقد إلى هذه الظواهر، ولم يعد لمراكز القوى والصالونات السياسية اي حضور يذكر . وفيما أعاد البعض ذلك إلى إنهاك الدولة نفسها، واضعافها وما أصابها من تغيرات ملحوظة بسبب إعادة الهيكلة والتصفية التدريجية للقطاع العام ، مما دفع بألوان جديدة إلى السطح مثل التحالف المدني، أعادها البعض الآخر إلى الاستئصالات المبكرة لمراكز القوى وهي في الربع ساعة الأخيرة من عملها داخل الدولة ، إذ غالبا ما خرجت من العمل العام باتهامات بالفساد وغيره. وحسب هذا ، قد تكون هناك نوايا مبرمجة لإنهاء هذه الظاهرة التي تترافق أيضا مع ضغف غير مسبوق في حركة المعارضة السياسية أيضا.
وهو ما يتقاطع مع الترتيبات المتسارعة على الصعيدين الإقليمي والدولي لتفريغ الأردن وغيره من بلدان الإقليم من أي عمل سياسي تريده واشنطن ان يظل حكرا عليها.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/21 الساعة 09:24