21 آذار ليس عيداً للأم فقط.. مناسبات أخرى لا تعرف عنها في هذا اليوم
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/21 الساعة 10:19
مدار الساعة- يعرف الناس هذا التاريخ، في المنطقة العربية، بأنه اليوم الذي نحتفل فيه بعيد الأم، يصدح المذياع بأغنياتٍ رقيقة عن الأم، وتُشترى الهدايا والورود والحلوى للأمهات تعبيراً عن التقدير والامتنان لدورهن العظيم.
هذا ما يعرفه معظمنا عن هذا اليوم، لكن الـ21 من آذار تاريخ لأحداثٍ ومناسباتٍ عديدة، لا تحظى بالشهرة نفسها للاحتفال بيوم الأم، على الأقل في منطقتنا العربية.
اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري
في الـ21 من مارس/آذار عام 1960، فتحت قواتٌ شرطية النار على متظاهرين سلميين في مدينة "شاربڤيل" بجنوب إفريقيا، فأردت أكثر من 69 قتيلاً، بينهم نساء وأطفال.
كانت التظاهرات قد اندلعت اعتراضاً على قوانين المرور، التي تفرضها سلطة الفصل العنصري في البلاد، كانت تحتم هذه القوانين على السود وحدهم حمل جوازات مرورٍ للانتقال بين مدن جنوب إفريقيا؛ بهدف تضييق الخناق على حرية حركتهم وانتقالهم.
كانت مذبحة شاربڤيل شرارة لمظاهراتٍ عدة اندلعت ضد التمييز، حتى أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1966 يوم الـ21 من آذار يوماً دولياً لمحاربة كل أشكال التمييز والعنصرية، وتحتفل جنوب إفريقيا بهذا اليوم كل عام، تخليداً لنضالها الطويل ضد تمييز البيض.
ويُذكر أن هذا اليوم ستُطلق فعالياته هذا العام تحت شعار "التنميط العنصري والتحريض على الكراهية"، وسط مخاوف من تزايد وتيرة التمييز والتحريض ضد المسلمين والسود والمهاجرين، في الولايات المتحدة وأوروبا.
اليوم العالمي للشعر
كان يُحتفى بهذا اليوم عادة في بدايات أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، وفي مايو/أيار عام 1997، انعقد مهرجان ربيع الثقافة الفلسطينية لمدة أسبوعين في فرنسا.
شارك في هذا المهرجان الشعراء الفلسطينيون: فدوى طوقان، ومحمود درويش، وعز الدين المناصرة، وفي ختام أعمال المهرجان، وجهوا نداءً لليونسكو بضرورة تسمية يومٍ عالمي للشعر، يحتفل فيه العالم بالشعر قراءةً وكتابة.
ثم تابع مثقفون وشعراء مغاربة في "اللجنة الوطنية المغربية" تنفيذ الفكرة الفلسطينية، فأعادوا تقديم الطلب لليونسكو، حتى صدر القرار عام 1999 باعتبار الـ21 من مارس يوماً عالمياً للشعر، تنظم فيه الاحتفالات والمهرجانات والمسابقات الشعرية؛ للتشجيع على القراءة والكتابة، ونظم الأبيات، والتعبير عن الثقافات والأفكار المختلفة.
يوم "نوروز" الدولي
النوروز، كلمة فارسية مكونة من مقطعين، نو أي جديد، وروز أي يوم، وتعني اليوم الجديد. يحتفل بالنوروز في الـ21 من مارس، وهو أول السنة الفارسية، ويصادف يوم الاعتدال الربيعي.
ويُعد أكبر الأعياد القومية الفارسية، تحتفل به إيران وبعض مناطق الجوار، مثل أفغانستان وباكستان وتركيا، ويعود تاريخ الاحتفال بهذا العيد إلى المجوس، إذ يروى أن الملك المجوسي "جمشيد" كان يرتحل في العالم، وحين وصل إلى أذربيجان أمر بنصب عرشٍ له، وعند جلوسه عليه، صادف ذلك سطوع الشمس، التي انعكست على التاج والعرش؛ فاستبشر الناس وأعدوا ذلك إشارة للاحتفال وتخليد اليوم.
وبعد الفتح الإسلامي، ظلت عادة الاحتفال بهذا اليوم ملازمة لبلاد فارس، وإن كان العرب أطلقوا على اليوم اسم "النيروز"، مثلما نجده في لسان العرب.
وبحسب اليونسكو، فإن ما يقرب من 300 مليون شخص حول العالم يحتفلون بهذا اليوم، بارتداء الملابس الملونة المبهجة، وتناول العديد من الأطعمة المميزة، والقيام ببعض الطقوس المميزة، التي يعود بعضها إلى الديانة المجوسية.
اليوم العالمي لمتلازمة داون
"والأشخاص ذوو الإعاقة، بمن فيهم المصابون بمتلازمة داون، هم أكثر من مجرد كونهم أشخاصاً بحاجة إلى المساعدة؛ إنهم صانعو تغيير يستطيعون دفع مسيرة التقدم في المجتمع بأكمله، ولا بد من أن نستمع إلى أصواتهم، ونحن نسعى جاهدين إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة".
كان هذا جزءاً من رسالة الأمين العام للأمم المتحدة في 21 مارس عام 2016، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمتلازمة داون.
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في ديسمبر/كانون الأول عام 2011، لأول مرة، تسمية الـ21 من مارس يوماً عالمياً لمتلازمة داون، ابتداءً من عام 2012، ودعت من خلال هذا الإعلان الدول والمنظمات إلى الاحتفال بهذا اليوم، لتوعية الجماهير بهذه المتلازمة، وضرورة دمج أصحابها في الحياة العامة والأنشطة كافة.
ويحتفل أصحاب متلازمة داون بتنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة، التي تبرز قدرتهم على التعامل مع المجتمع وبيئة الدراسة والعمل جيداً، وينشرون هذه الفعاليات على الموقع الرسمي لليوم العالمي لمتلازمة داون.
ويقدر عدد المصابين بمتلازمة داون بـ1 في كل 1000 تقريباً، من الولادات الحية، بحسب أحدث تقرير للأمم المتحدة.
اليوم العالمي للغابات والأشجار
في 21 ديسمبر/كانون الأول عام 2012، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بتسمية الـ21 من مارس/آذار، يوماً عالمياً للغاباتِ والأشجار، ابتداءً من عام 2013.
وركزت الجمعية العامة في قرارها على أهمية الغابات والأشجار في التنمية المستدامة، والحفاظ على توازن البيئة والأمن الغذائي.
وبحسب الجمعية العامة، تُشكل الغابات ثلث اليابسة تقريباً، ويعتمد عليها 1.6 مليار شخص حول العالم، في غذائهم، ووقودهم، ودوائهم؛ ما يجعل أمر العناية بها، وتجريم إيذائها بأي صورة أمراً ضرورياً وأخلاقياً.
وتتضمن فعاليات هذا اليوم، تشجيع زراعة الأشجار الكبيرة، والعناية بالغابات الموجودة، وتشجيع الأنشطة المتعلقة بها كافة.
وهكذا، فعلى ما يبدو أن الـ21 من مارس/آذار، يوم حافل بالمناسبات التي تزاحم الاحتفال بيوم الأم، لكن لأنها الأم، فإنها تجذب جل الأضواء نحوها.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/21 الساعة 10:19