التل يكتب: يبكيك الرجال يا وصفي

بقلم: محمد حسن التل يا صاحب الجبين العالي، دع الجبين مرفوعا يا صاحب الدم الطهور، دع الدم شاخبا، يا صاحب الزند القوي دع الزند قابضا، يا صاحب الحق الأبلج دع الحق حاضرا، يا صاحب الراية البيضاء دع الراية خافقة ، آاااااااه يا وصفي يا ابن عم ، لو كان القدر يقبل فداء، لفديناك بالروح والنفس ، ولفديناك بالدم ، مئة عام على ميلادك، وخمسون على شهادتك، والتاريخ لا زال يكتب عنك، بمداد الذهب والفخار، يبكيك الرجال يا وصفي والشباب والنساء والاطفال، ولا زلن نساء معان يزغردن لذكراك، وما زالت الكرك تبكيك، واربد حيث أهلك وكل الأردنيين أهلك، وصحراء المفرق تشتاق لفأسك.. واحراش جرش وعجلون بانتظارك.. وسلط البلقاء تتفاخر على كل المدن وترابها يختال على كل التراب لانه يضم جسدك الطاهر، مولدك يا وصفي مولد حرية وإباء، سنظل نبكيك وسنظل ننعاك، وستظل ذكراك في نفوسنا حاضرة على المدى جيلا بعد جيل وسيظل دمك عامود نور ونار، نور يهدي الأجيال للطريق الذي عبدته لهم بدمك ، طريق الحريه والعطاء وحب الأرض، وعامود نار يلفح وجوه السفلة الغادرين الذين تعودوا أن يطعنوا الرجال بظهورهم.. هم تواروا خلف أوراق النذالة والخسة، وصفحاتك ما زالت وستظل باذن الجبار العظيم تلمع كالتبر على الرمال الطاهرة، وكسنابل قمح حوران في تموز..