الخصاونة يكتب: عاصمتي النعيمة

مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/18 الساعة 14:40
بقلم: يسار خصاونة لأن الإنسان وطن يمشي على الأرض فأنا وطن عاصمته النعيمة، نعم عاصمتي النعيمة فقد حضنتني صغيراً، وكبرت على أرضها على مهلٍ، كنت صغيراُ أتهجّى ترابها، وأقرأُ ثمارها، وأستمع إلى تراتيل طيورها ، كانت ترضعني هواءً نقياً ،وترسمني مع الأطفال قوس قزح ، كان الآباء يروننا فيبتسمون حين نغني ، وحين نرسم وطناً بحجمنا ، كنا نكبر دون انتباهً على بيادر المحبة والنقاء والاحترام ، كان كل كبير فيها هوعمي ، وكل عجوز جدتي ، وكل صغير هو أخي ، كانت نساء النعيمة خالاتي فإذا جعت أمام أي بيت تأتي خالتي وتقدم لي الطعام ، كما كنت أرى أمي تقدم الطعام ، وحين نرى أنا والأطفال أبي قادماً من بعيد يقول الجميع جاء عمي، جاء عمي ، حتى أنا كنت أردد جاء عمي، لم أكن أعرف غير حدودها ، وإذا جاء زائر كنا جميعنا نتسابق لتقديم الماء أولاً ثم نتبرع بأن نجيب على كل أسئلته البسيطة ، ما رأيكم بعاصمتي. حين كبرت علمت أن العواصم كثيرة فكل قرية هي عاصمة أطفالها كما النعيمة عاصمتي، وأقولها بفخر عاصمتي، لأنها عصمتني من الخطأ ، عصمتني من الجوع ، عصمتني من الضياع ، النعيمة وكل قرية أردنية لم تتلوث بالبارات والملاهي الليلية القانونية، لم تتلوث بالغدر والفساد، لم تتلوث بالسجون، مدارسها منارات، ومآذنها وكنائسها ابتهالات، تعالوا معي لنعود إلى عواصمنا التي لا تعرف التيه، الى حضن امي، الى النعيمة ؛ عاصمتي التي تبزغ منها الشمس حتى يتعرف الكون على سر الضياء.
  • النعيمة
  • نساء
  • قانون
مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/18 الساعة 14:40