عمان
لم تكن عمان يوماً في قبضة الزعران، ولن تكون أبداً.. وعمان في تاريخها الجميل، لم تخضع يوماً لمستبد أو جلاد، لم تسمح للفوضى في شوارعها..
لو يقرأ الذين ينثرون سمهم، عن (زعران) عمان وتجبرهم في شوارعها، لو يقرأون بعضاً من تاريخها، لما تجرأوا.. على الحديث بهذا الشكل، والتبشير بخرابها، وانعدام الأمن.. أبدا.
عمان هي التي حمل صايل الشهوان سيفه، لأجلها.. وقاتل المدرعات الإنجليزية، ومن خلفه (العجارمة).. الذين كانوا أسوداً ضارية، والذين ما خافوا من معتد ولا سمحوا لجلاد مستبد، بأن يتجبر في هذه الأرض.. وعمان هي ماجد العدوان.. أمير الحب والسيف والرجولة من أولها ولا نهايات أبداً لرجولة ماجد..
عمان.. محمد منور الحديد، الذي كان يلم الناس.. ويؤلف بين قلوبهم، وإذا قال كلمة، يمشي الكل خلف كلمته، وما زال طيبه وذكره.. يعطر كل مجلس وكل قلب، فهو الشيخ.. الذي لا يرد له طلب، ولا يعاند في الرأي..
عمان هي بني صخر.. الذين قاتلوا (الخوين)، وردوهم من حيث جاءوا، وأقاموا للسيوف مهرجاناً.. وللدم مهرجاناً، وحين قالوا (الموت ولا الدنية) كانت جملتهم، أحد من نصال السيوف، وجعلوا (الدنية).. تحيط بمن حاول الإعتداء على أهلها..
عمان هي القطارنه، الحنيطيه، الحديد، الحويان.. الدعجة، العبابيد.. هي تآخي الشركسي مع التراب الحر، هي عشق ابن العشيرة واحتضانه ألم المخيم، هي هذا المزيج من الوفاء والحب، هي الأدراج والريحان.. هي العتبات التي تصعد فيها، لمكتب الحاج نعمان عصفور، وهي الأبواب التي تعبر منها.. لمضافة فتحي البقاعي، هي حي الطفايلة.. وهي مخيم الوحدات، الذي يصعد فيه الحلم.. مثل الشجر، وفلسطين تحضر مع كل مولود.. عند أول خفقة قلب.
عمان ليست في قبضة الزعران ولن تكون.. وعمان لا ينعدم الأمن فيها، وعمان لا تغلق أبواب منازلها بالفولاذ..، والذين يبشرون بخرابها عبر مقالات مخزية، هم لا يقلون انحرافاً.. عمن ظهروا في الفيديوهات المخزية..
عمان (زلمها فيها).. حتى لو كثر (الزعران) وكان ليلها صاخبا. الرأي
abdelhadi@yahoo.com