وزارة تثير الشفقة !

مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/17 الساعة 03:30

في الأخبار أن أعداد الزوار الدوليين الأجانب للأردن ارتفع خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 33٫3%، وهي قفزة غير عادية ومن المفيد المحافظة على استمراريتها، مع إضافة نسب أخرى كإنتاج ثانوي، لأن السياحة الناجحة تولد السياحة.
مقابل السياحة القادمة هناك سياحة خارجة وهو سياق طبيعي, فلو أن الأوروبيين والصينيين والروس بقوا في بلادهم التي تزخر بجمال الطبيعة والبحار والأنهار والأثار لما جاءوا الى بلادنا والعكس صحيح, فليس مطلوبا من وزارة السياحة أن تقود الناس جبرا الى السياحة الداخلية, لأن المطلوب ببساطة هو تحقيق عملة صعبة ومنافع تتجاوز الإنفاق السياحي الخارجي.
وزارة السياحة تثير الشفقة لأنها تواجه ما يشبه طواحين الهواء فهي محدودة الإمكانات ومطلوب منها الكثير لكن أفكارها ومبادراتها كبيرة تحتاج الى جهد دولة وهناك قسوة في غير مكانها على الوزارة والهيئات التابعة لها تحت عناوين مختلفة مثل الإقبال على السياحة الخارجية بدعوى الكلف وإخفاق الترويج, لكن هل هذه هي مسؤولية وزارة السياحة فقط بالرغم من كل التحديات, ارتفعت عائدات الدخل السياحي للمملكة في نهاية الربع الأول من هذا العام لتصل إلى 1٫3 مليار دولار بنسبة ارتفاع بلغت 5٫2% عن الفترة ذاتها من عام 2018، وفق بيانات البنك المركزي والتقرير الإحصائي الشهري لوزارة السياحة والآثار.
وزارة السياحة يجب أن تكون وزارة سيادية صاحبة القرار الأول والخبيرة في مجالها لا تنافسها أي وزارة أو سلطة ولا تتدخل في مهامها، وعلى الوزارات أن تثق بقراراتها وتعمل على تنفيذها ومن دون ذلك لن تنجح وستبقى دائماً ضعيفة تثير الشفقة خصوصاً عندما تقوض سلبية بعض الوزارات طموحها.
قلنا سابقا أن السياحة جهد دولة لكن بقيادة الوزارة والمحافظة على هذه المكاسب تستدعي جهودا من جميع من له علاقة بالسياحة وأظن أن كل مواطن على اختلاف مهنته ومجال عمله معني بانتعاش السياحة.
هناك عقبات تواجه النمو السياحي فموازنة وزارة السياحة لا تسمح بتمويل عمليات التنشيط ونشر الإعلانات فلا بد من وسائل بديلة وزارة السياحة تقوم بالواجب بالقدر الذي تسمح به الموارد المحدودة، وعليها أن تعوض ذلك بحسن الإدارة والمعاملة المتميزة. الوزارة ليست بحاجة لمن يرشدها إلى واجباتها بدليل النجاح الذي حققته بارتفاع عدد السياح من جميع الاصناف والفئات.

تنشيط السياحة الواردة لا يقع على كاهل الوزارة وحدها، فهناك شركات الطيران، والفنادق، وشركات النقل السياحي، وغيرها من المرافق السياحية وعليها أن تتحمل نصيبها من الجهد. الرأي
qadmaniisam@yahoo.com

مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/17 الساعة 03:30