رجائي.. «زي تارك الدخان»

مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/07 الساعة 23:59

الكاتب: أحمد حسن الزعبي

قرّر أحدهم أن يقلع عن التدخين بسبب التكلفة المالية العالية والضرر الذي تلحقه هذه العادة السيئة بالصحة، وبعد عدّة محاولات فاشلة نصحه أحدهم أن يستبدل التدخين بــ«تفصيم بزر البطيخ الإيراني» وشرح له طريقة الاستخدام،
«كل ما عنّت ع بالك السيجارة.. طلّع كمشة بزر وفصّم»..

اشترى الرجل كيس 5 كغم من البزر المذكور.. ثم اكتشف أن السيجارة لا يتجلّى موعدها الا عند تفصيم البزر.. فصار «يفصّم ويدخن» بنفس الوقت مما ضعف مصروفه وزاد في اهتراء أسنانه..

**

هذا ما ينطبق على حالنا.. الحكومة كانت تدعم الخبز بــ140 مليون دينار سنوياً على حدّ قولها، وكان في متناول الجميع، حتى الأسر المعدمة إن لم تجد غذاءً في بيوتها، يكفي ان الخبز مقدور عليه بسعره الطبيعي فتكفي حاجتها ولا تمدّ يدها.. «تفلسف» الجماعة ويكفيك شرّهم عندما «يتفلسفون» رفعوا الدعم عن الخبز ليقلعوا عن الدعم بسبب التكلفة العالية –حسب الادعاء واسترضاء لصندوق النقد–وعوّضوا فئات قليلة من المواطنين بمبالغ نقدية بسيطة، مع ان الدعم حق لكل أردني بل لكل عربي مقيم على هذه الأرض وبعد سنة ونصف من التجربة الفاشلة.. ها هو الأخ رجائي المعشر «زي تارك الدخان» يتذمّر من دعم الخبز ويقول أن دعم الخبز بعد رفعه وتعويمه صار يكلّفنا «270" مليون دينار بين الدعم النقدي ودعم المخابز.. طيب بسيطة ارجعوا سعر الخبز الى سابق عهده ان صدقتم واجعلوه مدعوماً بشكل كامل ووفروا على الخزينة «130 «مليوناً.. يعني بمقولة أخرى- بضمّ الهمزة- كيف كان يكلّفكم قبل التحرير «140 «مليون دينار وصار يكلّفكم بعد التحرير «270 «مليوناً؟.. ما هذه العبقرية التي تتمتّع بها حكوماتنا؟ أم ان هذه التصريحات غطاء بالٍ لبئر مخزوق تحاولون أن تستروه بكلام مضحك..
رجائي لرجائي المعشّر أن يوضّح لنا نيته من كلامه الأخير حول دعم الخبز؟؟ شو ببال الضيف؟؟.. بالخبز المدعوم.. ظلت الحكومات «تتمنّن علينا» و«تتمغوص» من خبزاتنا.. وبعد ان دفعنا ثمن الرغيف فوق السعر العالمي ما زالت الحكومات تتّمنن علينا «وتتمغوص» بسبب لقمتنا.. طيب ماذا نفعل حتى نريحكم تماماً؟.. نقلع عن أكل الخبز تماماً؟؟.. نلف سندويشاتنا بنايلون؟.. «نفطر زيت وزعتر بورق اكياس
اسمنت»؟؟..

أفضل شيء «اعطونا أوراق تقارير ديوان المحاسبة نأكلها.. ما دمتم لا تقرأونها.. قل لنا ماذا يريحكم حتى نفعل؟.. هل تعتقد يا ابا صالح ان المواطن «قاعد على بنك» ولا تنقال بوجهك!.. المواطن الأردني لم يعد يجد ثمن كيلو الخبز في بيته.. اذهب الى مخابز الجنوب والشمال وافتح دفاتر الخبازين هناك لترى بأم عينك.. هل تعتقد أن كل الأردن هي من ذات الطبقة الكريمية الكراميلية العبدونية الدير غبارية المخملية الناعمة جداً..؟؟.. في وطني اناس جياع..

ومسؤولون لا يخافون االله.. ولا يهمهم الخطايا المعلقة في رقابهم!

الرأي

مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/07 الساعة 23:59