إقبال كبير للترشح... من هم أبرز مرشحي انتخابات الرئاسة التونسية

مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/07 الساعة 20:49

مدار الساعة - شهد الساحة التونسية زحاما في الترتيبات السياسية استعدادا للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها منتصف الشهر المقبل، والتي أعلن نحو 35 مرشحا خوضهم لها حتى الآن وقبل يومين فقط من إغلاق باب الترشح.

ومن المرشحين، الرئيس السابق المنصف المرزوقي، ونائب رئيس حركة "النهضة" عبد الفتاح مورو، ووزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي، وغيرهم.

وكان من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، إلا أن وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي في 25 تموز/ يوليو الماضي، دفعت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لتعديل مواعيد وتوقيتات الاستحقاق الانتخابي الرئاسي الثاني، بعد نجاح ثورة الياسمين في الإطاحة بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/ يناير 2011.
ويعد المرزوقي أبرز المرشحين لخوض السباق نحو قصر قرطاج، وهو الذي تولى منصبه كأول رئيس للبلاد بعد الثورة، بين عامي 2011 و2014 بعد انتخابه من قبل المجلس الوطني التأسيسي.

وكان المرزوقي، 74 عاما، خسر الانتخابات الرئاسية العامة الأولى بعد الثورة والتي أجريت عام 2014، أمام السبسي الذي كان يترأس حزب "نداء تونس" بفارق نحو 10 بالمئة من الأصوات، وكان وقتها رئيس ومؤسس حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية".

ويقود المرزوقي حاليا حزب "حراك تونس الإرادة"، وواجه العديد من الانتقادات لمواقفه من التحالف مع حركة النهضة، إلى الدرجة التي كان يصفه فيها البعض بأنه مرشحهم "غير المعلن" لانتخابات 2014، وهذا ما نفاه في أكثر من مناسبة.

من جانبها تغامر حركة النهضة، أبرز تيار على الساحة السياسية التونسية، بترشيح نائب رئيسها عبد الفتاح مورو، فالحركة التي قررت النأي عن خوض الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2014، اتخذت قرارا بأنها "لن تكون محايدة" هذه المرة.

ويعتبر مورو، البالغ 71 عاما، سياسي إسلامي مخضرم ومعروف، وأحد أبرز قادة الحركة على مدار عقود، وأصبح رئيسا لمجلس النواب، بعدما تولى رئيس المجلس محمد الناصر رئاسة البلاد اضطراريا لوفاة السبسي، حسبما ينص الدستور.

وكانت النهضة عقدت عدة اجتماعات لأعضاء مجلس الشورى في الحركة من أجل اختيار مرشح للانتخابات الرئاسية، ويبدو أن قرارها بترشيح مورو عمق خلافات قديمة داخلها، حيث أعلن بعض القياديين فيها رفضهم للقرار.

وكان مراقبون وإعلاميون رجحوا أن تقرر النهضة ترشيح رئيسا راشد الغنوشي الذي يحظى بشعبية واسعة في الأوساط السياسية والشعبية، إلا أن الرجل كان أعلن أنه لا يعتزم خوض الرئاسيات، بل سيترشح للانتخابات البرلمانية للمرة الأولى في تاريخه السياسي الطويل.

وكانت شعبية حركة النهضة تراجعت بشكل كبير، وهو ما ظهر في نتائج الانتخابات البرلمانية عام 2014 التي احتلت فيها المركز الثاني خلف "نداء تونس" في البرلمان، وخرجت الحركة بعدها لتعترف بهزيمتها، وقال مورور وقتها "هناك أخطاء ارتكبتها الحركة في إدارتها للمرحلة السياسية السابقة، وعليها مراجعة نفسها".

ومن بين أبرز المرشحين كذلك، وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي الذي استقال، اليوم الأربعاء، ليتقدم بأوراق ترشحه للانتخابات رسميا عن حزب "نداء تونس" جناح السبسي.

والزبيدي، 69 عاما، يعد أحد وجوه عهد زين العابدين بن علي، فقد كان وزير الصحة عام 2001، ولم يمكث في المنصب أكثر من 8 أشهر، وقبلها كان كاتب الدولة لدى الوزير الأول والمكلف بالبحث العلمي والتكنولوجيا بين عامي 1999 و2000، وبعد الثورة احتفظ بمنصبه وزيرا للدفاع حتى استقالته اليوم.

كما قدّم القيادي بائتلاف الجبهة الشعبية التونسية حمة الهمامي، أوراق ترشحه رسميا لخوض الانتخابات الرئاسية، اليوم.

ويعد الهمامي قيادي يساري معروف في الأوساط السياسية التونسية، بدأ مشواره السياسي عام 1970 في الحركة الطلابية، وشغل منصب المتحدث باسم حزب العمال.

وللهمامي، 67 عاما، تاريخ سياسي طويل في صفوف المعارضة منذ تولى الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة، وسُجن عدة مرات لمعارضته الرئيس زين العابدين بن علي.

وأعلن رئيس الحكومة الأسبق حمادي الجبالي ترشحه للرئاسة، وهو من بين الشخصيات المثيرة للجدل في تونس، فقد تولى منصبه رئيسا للحكومة في عهد المرزوقي بين عامي 2011 و2013 قبل استقالته رسميا لفشله في تشكيل حكومة تكنوقراط.

والجبالي، 69 عاما، الذي يخوض السباق الانتخابي مستقلا، يعتبر أحد أبرز قيادات حركة النهضة، وهو رئيسها الخامس في ثمانينيات القرن الماضي، وأمينها العام حتى انسحابه رسميا من الحركة أواخر عام 2014، قائلا إنه "لم يعد يجد نفسه في خيارات الحركة التنظيمية والتسييرية والسياسية والاستراتيجية".
وتخوض هذه الانتخابات امرأة وحيدة حتى الآن، هي رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسى، 44 عاما، والمعارضة للتيارات الإسلامية بشكل عام، وقالت في أحد لقاءاتها الصحفية إن برنامجها الانتخابي يستند إلى "تغيير الدستور والنظام السياسي الذي شتت مواقع القرار".

وعبير موسى التي تعلن مواقفها الجدلية بشكل واضح، تعارض الثورة التونسية و"الربيع العربي" بشكل عام، وتعتبر حزبها منبثقا عن حزب الرئيس زين العابدين بن علي، ومعروفة في الأوساط السياسية والإعلامية بأنها موالية للرئيس المعزول الذي ترك البلاد فجر "14 جانفي (يناير)" بعدما اجتاحت التظاهرات الشعبية شوارع قريبة من قصر قرطاج مطالبة إياه بالتنحي.

ومن بين الشخصيات المثيرة للجدل كذلك، رجل الأعمال نبيل القروي الذي يصف نفسه بـ "مرشح الفقراء" وهو مؤسس قناة "نسمة" التلفزيونية، ومعروف في الأوساط الاقتصادية المحلية والإقليمية.

والقروي، 56 عاما، تحوم حوله شبهات بالفساد، وكان القضاء التونسي قرر في تموز/يوليو الماضي، منعه من السفر وتجميد أصوله البنكية، وتوجيه تهمة بـ "تبييض الأموال" ليه، وهو يترأس حزب "قلب تونس".

وكان القروي أبرز معارضي الحكومة التونسية التي يقودها يوسف الشاهد، وكذلك كان أكبر داعمي السبسي في الانتخابات الرئاسية عام 2014.

وقرر حزب "تحيا تونس" - المعلن حديثا - ترشيح رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد، 44 عاما، إلا أن الأخير لم يعلن بعد ترشحه، وكان قال في تصريحات مقتضبة أواخر الشهر الماضي إنه لن يترشح للرئاسة، لكن موقفه الرسمي لم يعلن بعد.

وكانت تقارير إعلامية رجحت الدفع بنجل الرئيس الراحل حافظ السبسي للانتخابات الرئاسية عن "نداء تونس"، إلا أنه أكد أنه لن يخوض السباق الرئاسي.

وكان حافظ السبسي أجرى مشاورات في الاتحاد التونسي للشغل، اليوم الأربعاء، ورفض التصريح عن تفاصيل تلك المشاورات.

ومن بين المرشحين للرئاسة كذلك أمين عام حزب التيار الديمقراطي محمد عبو، وأمين عام حزب الاتحاد الشعبي الجمهوري لطفي المرايحي، وعدد من المستقلين.(وكالات)

مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/07 الساعة 20:49