حراس الأغنية الأردنية
مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/07 الساعة 02:54
في مهرجان جرش غنت الفنانة المتألقة كارولين ماضي ثلاثة اغان اردنية من كلمات والحان «ابو العود « الفنان قاسم العتوم . وهذه الأغاني :دقدق على قلبي وصحاني، وما عنده وقت، وما لي قدرة.
لحمة بين حنجرة أردنية واعدة بالفن مع منطوق شعري ولحن أردني. وعند استماعي للاغاني الثلاثة رماني ذهني للسؤال عن الاغنية الأردنية، وما حالها وأحوالها، فاخر الشعراء كان حبيب الزيودي، وقد رحل قبل أعوام.
توقفت وانقطعت الاغنية الاردنية بهويتها الوطنية الممتدة ذات الاصول الثقافية والاجتماعية المحلية. نعم، هنالك غناء وموسيقى وكلام يملأ المهرجانات والمسارح والاحتفالات الفنية ولكنه لا ينتمي الى الزمن الاردني. لنقل فن عابر ومتحول، وفن معولم بلا هوية.
قاسم العتوم ببساطة وشح ومحدودية الامكانات والمتاح والممكن ينتمي الى جغرافيا ثقافية، ويناضل جاهدا لاحياء الاغنية الاردنية. بلا شك أن التحدي صعب، وعسير وسط عالم متحول، توهان ثقافي، ومحاربة للخصوصية والمحلية، واندفاع نحو نماذج انجرارية في تقليد الآخر وركوب موجات الانفتاح والعصرنة والحداثة .
ويبدو أن زراعة الكلمة واللحن المحلي في الاغنية الاردنية يحتاج مزيدا من النضال الفني. استطاع العتوم وماضي أن يصنعا وجها للاغنية الاردنية في جرش.و لربما هذه الحفلة على هامشيتها أقامت لجرش معنى أردنيا، بما خلطت من كلمة ولحن وصوت أردني.
من أكثر الحفلات في مهرجانات الصيف 2019 استمتعت في متابعتها، فرادة وسحر وجو أردني. ولو وزارة الثقافة تتنبه الى أن حفل كارولين ماضي بما مزج من اغان واجواء اردنية من الواجب أن يكون رسالة الاردن الفنية والثقافية الى العالم في المهرجانات والاحتفالات والمواسم الثقافية والفنية.
في الفن، فان الاغنية تكون بليغة وقوية وناجحة إذا ما حفظها المتلقي سريعا. وأذا ما اصبحت تتردد على الالسن بفطرية وبساطة. « دقدق على قلبي» تجاوزت الاختبار الفني، ودخلت الى القلوب، واستقرت في الاذهان، وتحولت الى دندنات لا تنقطع عن الالسن.
الفنانة كارلين ماضي في اختيارها لاغان محلية وضعت نفسها في الطريق الصواب. صوت قوي وجذاب، واطلالة، وحسن فريد في حيوية تتحدى ارهاق الحس، وكلمة مليئة بالحيوية والمعاني المنثورة والمفتوحة.
تتمتع كارولين ماضي بما يجعلها فنانة الاردن الاولى بلا منازع. صوت قوي وساطع، وصوت يصل الى الافئدة يستقر بها. وتذوب النعومة من صوتها على قوته.
العتوم وماضي من حراس الفن والثقافة الاردنية. وهم آخر من يغني الاغنية المحلية، ومن ينظرون الى المستقبل بقوة الموروث والماضي، ويدخلون الذاكرة باللحن والكلمة والصوت، وهذا هو الفن الحقيقي، عندما تكون شاهدا على ذاكرة مثقوبة وتائهة وضائعة.
الدستور
لحمة بين حنجرة أردنية واعدة بالفن مع منطوق شعري ولحن أردني. وعند استماعي للاغاني الثلاثة رماني ذهني للسؤال عن الاغنية الأردنية، وما حالها وأحوالها، فاخر الشعراء كان حبيب الزيودي، وقد رحل قبل أعوام.
توقفت وانقطعت الاغنية الاردنية بهويتها الوطنية الممتدة ذات الاصول الثقافية والاجتماعية المحلية. نعم، هنالك غناء وموسيقى وكلام يملأ المهرجانات والمسارح والاحتفالات الفنية ولكنه لا ينتمي الى الزمن الاردني. لنقل فن عابر ومتحول، وفن معولم بلا هوية.
قاسم العتوم ببساطة وشح ومحدودية الامكانات والمتاح والممكن ينتمي الى جغرافيا ثقافية، ويناضل جاهدا لاحياء الاغنية الاردنية. بلا شك أن التحدي صعب، وعسير وسط عالم متحول، توهان ثقافي، ومحاربة للخصوصية والمحلية، واندفاع نحو نماذج انجرارية في تقليد الآخر وركوب موجات الانفتاح والعصرنة والحداثة .
ويبدو أن زراعة الكلمة واللحن المحلي في الاغنية الاردنية يحتاج مزيدا من النضال الفني. استطاع العتوم وماضي أن يصنعا وجها للاغنية الاردنية في جرش.و لربما هذه الحفلة على هامشيتها أقامت لجرش معنى أردنيا، بما خلطت من كلمة ولحن وصوت أردني.
من أكثر الحفلات في مهرجانات الصيف 2019 استمتعت في متابعتها، فرادة وسحر وجو أردني. ولو وزارة الثقافة تتنبه الى أن حفل كارولين ماضي بما مزج من اغان واجواء اردنية من الواجب أن يكون رسالة الاردن الفنية والثقافية الى العالم في المهرجانات والاحتفالات والمواسم الثقافية والفنية.
في الفن، فان الاغنية تكون بليغة وقوية وناجحة إذا ما حفظها المتلقي سريعا. وأذا ما اصبحت تتردد على الالسن بفطرية وبساطة. « دقدق على قلبي» تجاوزت الاختبار الفني، ودخلت الى القلوب، واستقرت في الاذهان، وتحولت الى دندنات لا تنقطع عن الالسن.
الفنانة كارلين ماضي في اختيارها لاغان محلية وضعت نفسها في الطريق الصواب. صوت قوي وجذاب، واطلالة، وحسن فريد في حيوية تتحدى ارهاق الحس، وكلمة مليئة بالحيوية والمعاني المنثورة والمفتوحة.
تتمتع كارولين ماضي بما يجعلها فنانة الاردن الاولى بلا منازع. صوت قوي وساطع، وصوت يصل الى الافئدة يستقر بها. وتذوب النعومة من صوتها على قوته.
العتوم وماضي من حراس الفن والثقافة الاردنية. وهم آخر من يغني الاغنية المحلية، ومن ينظرون الى المستقبل بقوة الموروث والماضي، ويدخلون الذاكرة باللحن والكلمة والصوت، وهذا هو الفن الحقيقي، عندما تكون شاهدا على ذاكرة مثقوبة وتائهة وضائعة.
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/07 الساعة 02:54