الهفوة والفخ

مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/07 الساعة 02:52
نؤمن بحرية النقد البناء القائم على المعلومة، الهادف الى الاصلاح بعيدا عن التشهير واغتيال الشخصية، وفي المقابل فان على المسؤول ان يتقبل النقد بروح راضية خاصة البعيد عن الامور الشخصية او المساس بها، وللحقيقة ان هذا ما يتم حيث يتحمل المسؤل لدينا امورا تكاد احيانا تخرج عن المنطق والمألوف.
وفي اتهام لاحد النواب للشعب الاردني باكمله بانه اغتال شخصية جميع المسؤولين نقول له ان هذا بعيد عن الواقع ولم يصب الحقيقة لان الشعب متلقٍّ للمعلومة ويتفاعل معها، فلا يجوز توجيه التهمة للشعب باكمله.
الا انه من خلال المتابعة الدقيقة هناك طرفان اساسيان مسؤولان عن هذا الامر، الذي نعتقد انه ممنهج وزاد عن حده، يهدف الى ضرب مؤسسات الدولة وشخصياتها السياسية.
اما الطرف الاول فهي مجموعة قريبة او تكاد من التنظيم تعمل بخطة مدروسة وتنسيق مسبق، لنشر الاشاعة ودب الرعب ومن ثم تنقض على فريستها، لتبدأ بعدها النهش فيها من كل الجوانب، عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتفاعل منسق ومخطط له بين اعضائها، الامر الذي يدفع الضحية الى الاستسلام، كما يوجه رسالة الى الاخرين.
ان ما يحدث اصبح واضحا لا يخف على احد، في ظل اعتكاف المسؤولين عن التصريحات او التواصل هربا من الوقوع في فخ وشباك المتصيدين الذين ينتظرون الهفوة، لتبدأ معها المشوار وحكاية الهجوم التي تدفع المسؤول الى الاعتذار حتى لو كان على صواب .
كما أن غياب بعض الاعلاميين والصحفيين عن المشهد برمته خوفا من الانزلاق في الجو العام او المناخ غير الصحي، تاركين الساحة لغيرهم يصولون ويجولون فيها دون حسيب اورقيب في ظل حالة يسودها الاستسلام، اعطى المتصيدين دفعة قوية ليفرضوا آراءهم ومواقفهم باسلوب اقرب الى الخاوة، يوجهون البوصلة كيفما يشاؤون ويرغبون. لا بل هناك تجاوب غريب مع كل ما يطرحون دون اي تردد.
ففي الوقت الذي يحاول الصحفي الاتصال مع مسؤول ما عشرات المكالمات دون رد على الاطلاق، تجد ان منشورا ما يحرك حكومة كاملة ويدفعها احيانا الى اصدار قرار حول قضية ما، مما تجد نفسك بحيرة ماذا يحدث ولماذا. فكأن التواصل الاجتماعي هو الذي يحرك الدولة الاردنية التي عانت وما زالت من الاشاعات واغتيال الشخصيات.
اذن فان بعض المسؤولين هم من اعطوا دفعة لهذه الوسائل ومروجيها من خلال التجاوب الغريب معهم وسرعة التفاعل مع كل ما يطرحون تجنبا لسهامهم فقط.
اعتقد بانه اذا كنا جادين فقد آن الاوان للعودة الى الصواب والتعامل مع كل القضايا ضمن القانون والانظمة بعدالة وعدم الالتفات لهؤلاء الذين اصبحوا يسعون لاهداف كثيرة لا ارغب بذكرها لانها معروفة عند الكثيرين.
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/07 الساعة 02:52