شبح محمد دحلان!
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/20 الساعة 10:21
مدار الساعة - تحت عنوان شبح محمد دحلان كتب د. محمد ابو رمان في يومية الغد:
تذيب زيارة الرئيس محمود عباس إلى القاهرة، ولقاؤه بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الجليد عن العلاقات بين الطرفين، بعد مرحلة طغى عليها الجمود في بعض الأحيان، والتوتر في أحيانٍ أخرى، وتشير تحليلات إعلامية عربية وفلسطينية إلى الدور الذي قام به جلالة الملك عبدالله الثاني في طبخ هذا اللقاء، والتمهيد لعودة التنسيق بين الرئيسين.
مع ذلك، ليس واضحاً بعد فيما إذا كانت مصر، ومعها الدول العربية الأخرى، قد تراخت وتراجعت عن الضغوط الأخيرة (التي اشتكى منها عباس نفسه) عليه لإجباره على التصالح مع دحلان، واستدخال الأخير مرّة أخرى في منظومة فتح والسلطة، بعدما وصلت العلاقة بينه وبين عباس إلى "كسر عظم"، وإلى قطع خط الرجعة، عبر تصفية وجوده ومحاكمته في مؤسسات السلطة من جهة، وفي المقابل الحملة العربية ضد عباس لفرض دحلان مرّة أخرى عليه!
تحوّل محمد دحلان، خلال الأعوام الأخيرة، إلى الخصم رقم 1 لعباس والنخبة الملتفة حوله، وخصّص مؤتمر فتح الأخير لإنهاء دحلان سياسياً، لكن عباس نفسه (الموسوس) من وجود مخطط لاستبداله بدحلان والتخلص منه، قاوم بشدة، بالرغم من صدمته من المدى الذي وصل إليه نفوذ غريمه دحلان في أوساط عربية وغربية، إذ بدا الأخير وكأنّه ليس فقط منافسا داخليا، بل لاعب إقليمي له صلاته وعلاقاته وأدواته في التأثير والحضور في أكثر من ساحة إقليمية، وفي أوساط فلسطينية داخلية وخارجية أيضاً.
لم تكن علاقات الأردن بدحلان، خلال الفترة الأخيرة جيّدة، إلاّ أنّه لم يمانع فكرة عقد المصالحة بين دحلان وعباس، عبر الضغوط العربية، قبل أن يتضحّ، أنّ المسألة بالنسبة لعباس بمثابة خطّ أحمر، وأنّ الإصرار على سيناريو دحلان سيضعف السلطة، أكثر مما هي ضعيفة، وسيخدم الرواية الإسرائيلية، والمخططات الجارية حالياً لاستثمار مرحلة الرئيس دونالد ترامب إلى أقصى مدى، بما يتعلق بنقل السفارة الإسرائيلية والتخلي عن حل الدولتين وتهويد القدس.
إذاً؛ لقاء الملك بعباس، بعد مرحلة جمود غير معلنة، والتنسيق العالي مع المسؤول الفلسطيني عن ملف المفاوضات، صائب عريقات، بمثابة رؤية أردنية جديدة في محاولة لـ"شدشدة" واقع السلطة الفلسطينية، وتصليب الأرض التي تقف عليها عربياً وإقليمياً ومحلياً.
لا يعني ذلك بالضرورة أنّ "شبح دحلان" تلاشى تماماً، وأنّ تحسس الرئيس الفلسطيني من خطره قد زال، أو أنّ "الأجندة العربية" التي تحمل دحلان قد انتهت، بقدر ما يعني أنّ هنالك تصوّراً أردنياً مقابلاً بدأ يصعد بتخفيف الضغوط على الرئيس عباس بهذا الخصوص في المرحلة الحالية، والتركيز على التحديات الجديدة مع الرئيس ترامب.
من زاوية أخرى، فإنّ الشروط الإقليمية التي تقف وراء دعم دحلان تخلخلت، فالرجل ركب بذكاء على الثورة المضادة العربية، ضد الثورات الديمقراطية، وقدّم نفسه مقاتلاً صلباً ضد حركات الإسلام السياسي، واستطاع عقد مؤتمرات والمشاركة في أخرى مخصصة لمواجهة الإسلاميين عموماً، ونشط في الترويج لأجندة تلك الثورة بوصف الإسلاميين عموماً بالإرهاب والتطرف، ووضع الإخوان المسلمين قبل القاعدة وداعش بهذا الخصوص.
ومن وراء تلك الأجندة كان دحلان يقوم بدور غير رسمي في تدشين الأجندة الإعلامية والسياسية المعادية لقطر وتركيا، ويقدّم نفسه بوصفه بديلاً لعباس قادراً على إنهاء حماس، وعلى مواجهة الإسلام السياسي!
خلال الفترة الحالية توصلت بعض الدول العربية إلى ضرورة وضع "ورقة دحلان" على الرف قليلاً، وإعادة تأهيل دور السلطة، ولو مرحلياً!
تذيب زيارة الرئيس محمود عباس إلى القاهرة، ولقاؤه بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الجليد عن العلاقات بين الطرفين، بعد مرحلة طغى عليها الجمود في بعض الأحيان، والتوتر في أحيانٍ أخرى، وتشير تحليلات إعلامية عربية وفلسطينية إلى الدور الذي قام به جلالة الملك عبدالله الثاني في طبخ هذا اللقاء، والتمهيد لعودة التنسيق بين الرئيسين.
مع ذلك، ليس واضحاً بعد فيما إذا كانت مصر، ومعها الدول العربية الأخرى، قد تراخت وتراجعت عن الضغوط الأخيرة (التي اشتكى منها عباس نفسه) عليه لإجباره على التصالح مع دحلان، واستدخال الأخير مرّة أخرى في منظومة فتح والسلطة، بعدما وصلت العلاقة بينه وبين عباس إلى "كسر عظم"، وإلى قطع خط الرجعة، عبر تصفية وجوده ومحاكمته في مؤسسات السلطة من جهة، وفي المقابل الحملة العربية ضد عباس لفرض دحلان مرّة أخرى عليه!
تحوّل محمد دحلان، خلال الأعوام الأخيرة، إلى الخصم رقم 1 لعباس والنخبة الملتفة حوله، وخصّص مؤتمر فتح الأخير لإنهاء دحلان سياسياً، لكن عباس نفسه (الموسوس) من وجود مخطط لاستبداله بدحلان والتخلص منه، قاوم بشدة، بالرغم من صدمته من المدى الذي وصل إليه نفوذ غريمه دحلان في أوساط عربية وغربية، إذ بدا الأخير وكأنّه ليس فقط منافسا داخليا، بل لاعب إقليمي له صلاته وعلاقاته وأدواته في التأثير والحضور في أكثر من ساحة إقليمية، وفي أوساط فلسطينية داخلية وخارجية أيضاً.
لم تكن علاقات الأردن بدحلان، خلال الفترة الأخيرة جيّدة، إلاّ أنّه لم يمانع فكرة عقد المصالحة بين دحلان وعباس، عبر الضغوط العربية، قبل أن يتضحّ، أنّ المسألة بالنسبة لعباس بمثابة خطّ أحمر، وأنّ الإصرار على سيناريو دحلان سيضعف السلطة، أكثر مما هي ضعيفة، وسيخدم الرواية الإسرائيلية، والمخططات الجارية حالياً لاستثمار مرحلة الرئيس دونالد ترامب إلى أقصى مدى، بما يتعلق بنقل السفارة الإسرائيلية والتخلي عن حل الدولتين وتهويد القدس.
إذاً؛ لقاء الملك بعباس، بعد مرحلة جمود غير معلنة، والتنسيق العالي مع المسؤول الفلسطيني عن ملف المفاوضات، صائب عريقات، بمثابة رؤية أردنية جديدة في محاولة لـ"شدشدة" واقع السلطة الفلسطينية، وتصليب الأرض التي تقف عليها عربياً وإقليمياً ومحلياً.
لا يعني ذلك بالضرورة أنّ "شبح دحلان" تلاشى تماماً، وأنّ تحسس الرئيس الفلسطيني من خطره قد زال، أو أنّ "الأجندة العربية" التي تحمل دحلان قد انتهت، بقدر ما يعني أنّ هنالك تصوّراً أردنياً مقابلاً بدأ يصعد بتخفيف الضغوط على الرئيس عباس بهذا الخصوص في المرحلة الحالية، والتركيز على التحديات الجديدة مع الرئيس ترامب.
من زاوية أخرى، فإنّ الشروط الإقليمية التي تقف وراء دعم دحلان تخلخلت، فالرجل ركب بذكاء على الثورة المضادة العربية، ضد الثورات الديمقراطية، وقدّم نفسه مقاتلاً صلباً ضد حركات الإسلام السياسي، واستطاع عقد مؤتمرات والمشاركة في أخرى مخصصة لمواجهة الإسلاميين عموماً، ونشط في الترويج لأجندة تلك الثورة بوصف الإسلاميين عموماً بالإرهاب والتطرف، ووضع الإخوان المسلمين قبل القاعدة وداعش بهذا الخصوص.
ومن وراء تلك الأجندة كان دحلان يقوم بدور غير رسمي في تدشين الأجندة الإعلامية والسياسية المعادية لقطر وتركيا، ويقدّم نفسه بوصفه بديلاً لعباس قادراً على إنهاء حماس، وعلى مواجهة الإسلام السياسي!
خلال الفترة الحالية توصلت بعض الدول العربية إلى ضرورة وضع "ورقة دحلان" على الرف قليلاً، وإعادة تأهيل دور السلطة، ولو مرحلياً!
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/20 الساعة 10:21