التفكير الفلسفي لمفهوم السعادة!!

مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/04 الساعة 11:57
الكل يبحث عن الراحة والطمأنينة والاستقرار حتى يصل الى درجة من درجات السعادة، لكننا نجد ان الغالبية الكبيرة من الناس اصابهم الخفوت الملموس، كما وكأن الوصول الى اي درجة من درجات السعادة اصبح مشكلة، لأن هناك من يسعى دوماً ان ينغص عليك حياتك ويثقل كاهلك بأشياء كثيرة لم تكن يوماً تحسب لها حساب ، اي ان الحياة اصبحت مد وجزر دون حكمة تليق بالانسان المعاصر، فلم يعد هناك من يسعى لأن يفرحك.
اذن ما الجدوى من ذلك كله امام هذا الواقع والعالم الافتراضي ، فهناك البعض من الناس يتناول حبوب السعادة الطبية، وهناك من اتجه الى الافات الاجتماعية المضرة بالعقل والجسم كالمخدرات وغيرها، على اعتبار انها أفيد وانجح الحلول باتجاه السعادة بدلاً من التعاسة كلما اشتد عليه الامر لكنه ليس الحل المطلق ولا الحل السليم لأن مصيره سلبي وخطير، وما هي الا سعادة او نشوة عابرة ، فهل هناك من مسؤول يستطيع ان يعطينا اي مفهوم لأي نوع من انواع السعادة في خضم هذه المتغيرات والازمات، فليس هناك من صيغة محددة لبلوغ ذلك.
وهل اصبحت السعادة اختيار فردي ذاتي تتطلب من الانسان ان يقوم بمجهود ضروري لبناء حياة افضل، ام ان السعادة اصبحت درساً علينا ان نتلقاها كمحاضرات، ام نستفيد من التجارب الوجودية المريرة لتقنيات واساليب العيش العملية والاجتماعية لتحقيق السعادة ، فلم يعد هناك استراتيجيات تصلح للجميع، بعد ان وجدنا ان الفاسد المقتدر لم يعد يبلغ اي نوع من انواع السعادة التي كان يعيشها وهو في قمة فساده وعنفوانه.
والشواهد كثيرة ليحمل معه من سانده وآزره وساعده ليتجنبوا اكراهات العيش كما يزعمون، لينقلبوا رأساً على عقب حيث يصيغون الحياة بضمير هامشي، وهناك من يجد ان الحياة تصاغ بضمير المتكلم في قالب حكائي.
لكن السعادة تبقى من نظام الوجود الرباني في انتظار من يتممها لتكون جزءاً من نظام الفكر من زاوية الامتلاء لا النقصان، والقناعة والاكتفاء، والسعادة عافية في الدنيا وعفو في الآخرة.
وان نطهر قلوبنا بالايمان ونزين عقولنا بالحكمة وان تحمل انفاسنا دوماً التفاؤل واليقين في كل ما سيكتبه الله لنا مع بداية كل صباح في وطن الخير والعطاء، فالله يشرح لنا صدورنا ويريح قلوبنا ويزيل همومنا فهو على كل شيء قدير وعلينا ان نتحلى بالصبر والحكمة والعقلانية. hashemmajali_56@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/04 الساعة 11:57