الحكمة في السياسة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/19 الساعة 23:32
ما لا تقوله يمكن ان يكون مسموعاً كالذي تقوله تماماً.
هذه حكمة التجربة، كما يفهمها وزير الخارجية الأميركي الجديد، الذي لا يستعمل الطائرة الرئاسية رقم 2 في تنقلاته. ولا يأخذ معه عشرات من المراسلين وكتاب الصحافة ولا يعقد مؤتمرات صحفية حيث يشارك. ونشعر وقد كنا نراقبه في مؤتمر العشرين اننا نتابع صمت مندوب الدولة الاعظم.. كما نتابع وزير الخارجية الاردني.
يمكن ان لا نستغرب اذا سمعنا او شاهدنا النبأ العاجل بان وزير الخارجية الاميركي استقال هو الاخر، اذا استمر الرئيس في تويتراته او في طريقته الفجة فقد لاحظ بعض المقربين ان المستشارة الألمانية طلبت من مضيفها الاميركي عرض المصافحة التصويرية التي لا بد منها، فتصرف وكأنه لم يسمعها. وهذه كما يقول خبير البروتوكول – غير وديّة من مضيف في البيت الابيض، لكنها غير ملزمة اذا لم يتفق الاثنان عليها.
السفيرة الاميركية النشيطة، وغير المحترفة قررت العودة الى واشنطن بانتظار ترتيب وضعها اذا قررت الادارة الاميركية الجديدة اعطاءها فرصة اخرى. والخارجية الاميركية كلها ما تزال تعتمد كبار ادارة الديمقراطيين.
المشكل ان الرئيس ترامب، وبعد خمسين يوما من حفل قسمه، ما يزال غير مستعجل على تشكيل ادارته كما كان حال ادارات الرئاسة الاميركية، وما يزال يعتمد تويتر في التعامل مع اميركا والعالم. واللعب بين المرشح ترامب والرئيس ترامب في كل ما اثاره ايام كان يسعى في مناكبها ويهدم الهياكل التقليدية، مع انه ابيض ومن اصول اوروبية وبروتستانت. مع انه كان من المفروض ان يكون الرئيس اوباما: الاسود. ابن حسين اوباما المسلم الكيني، هو ذلك المختلف. لكنه، رغم كل النقد الذي نقارفه نحن في منطقتنا، سيبقى رئيساً مميزاً في التاريخ الاميركي.
الصمت الحاكي، كما حكمة وزير الخارجية الاميركية الجديد، هو تجربة سياسية هامة لكل الذين يستعدون للرئاسة والوزارة وما يشبههما في العز والوجاهة. في بلد كبلدنا صار فيه صاحب المعالي حالة شبه عامة. فالرجل الطريف شارل الحلو – كان رئيساً للجمهورية اللبنانية – رحب بالصحفيين اللبنانيين «في وطنهم الثاني لبنان» الذين اعترضوا بضحكهم العالي لم يجعلوا الرئيس يعتذر عن هذه «الغلطة» .. لانها حقيقية.
الرأي
هذه حكمة التجربة، كما يفهمها وزير الخارجية الأميركي الجديد، الذي لا يستعمل الطائرة الرئاسية رقم 2 في تنقلاته. ولا يأخذ معه عشرات من المراسلين وكتاب الصحافة ولا يعقد مؤتمرات صحفية حيث يشارك. ونشعر وقد كنا نراقبه في مؤتمر العشرين اننا نتابع صمت مندوب الدولة الاعظم.. كما نتابع وزير الخارجية الاردني.
يمكن ان لا نستغرب اذا سمعنا او شاهدنا النبأ العاجل بان وزير الخارجية الاميركي استقال هو الاخر، اذا استمر الرئيس في تويتراته او في طريقته الفجة فقد لاحظ بعض المقربين ان المستشارة الألمانية طلبت من مضيفها الاميركي عرض المصافحة التصويرية التي لا بد منها، فتصرف وكأنه لم يسمعها. وهذه كما يقول خبير البروتوكول – غير وديّة من مضيف في البيت الابيض، لكنها غير ملزمة اذا لم يتفق الاثنان عليها.
السفيرة الاميركية النشيطة، وغير المحترفة قررت العودة الى واشنطن بانتظار ترتيب وضعها اذا قررت الادارة الاميركية الجديدة اعطاءها فرصة اخرى. والخارجية الاميركية كلها ما تزال تعتمد كبار ادارة الديمقراطيين.
المشكل ان الرئيس ترامب، وبعد خمسين يوما من حفل قسمه، ما يزال غير مستعجل على تشكيل ادارته كما كان حال ادارات الرئاسة الاميركية، وما يزال يعتمد تويتر في التعامل مع اميركا والعالم. واللعب بين المرشح ترامب والرئيس ترامب في كل ما اثاره ايام كان يسعى في مناكبها ويهدم الهياكل التقليدية، مع انه ابيض ومن اصول اوروبية وبروتستانت. مع انه كان من المفروض ان يكون الرئيس اوباما: الاسود. ابن حسين اوباما المسلم الكيني، هو ذلك المختلف. لكنه، رغم كل النقد الذي نقارفه نحن في منطقتنا، سيبقى رئيساً مميزاً في التاريخ الاميركي.
الصمت الحاكي، كما حكمة وزير الخارجية الاميركية الجديد، هو تجربة سياسية هامة لكل الذين يستعدون للرئاسة والوزارة وما يشبههما في العز والوجاهة. في بلد كبلدنا صار فيه صاحب المعالي حالة شبه عامة. فالرجل الطريف شارل الحلو – كان رئيساً للجمهورية اللبنانية – رحب بالصحفيين اللبنانيين «في وطنهم الثاني لبنان» الذين اعترضوا بضحكهم العالي لم يجعلوا الرئيس يعتذر عن هذه «الغلطة» .. لانها حقيقية.
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/19 الساعة 23:32