جامعة الزرقاء «واحة خضراء من قلب الصحراء»

مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/01 الساعة 15:19

مدار الساعة - في قلب الصحراء النابض وفي العام 1994 تأسست واحة خضراء سميت جامعة الزرقاء في موقع استراتيجي، شرقي مدينة الزرقاء وعلى بُعد ستة كيلو مترات منها، وبلغت مساحتها ثلاثمئة وخمسين دونماً، لتكون رديفاً عضوياً للجامعات الرسمية والخاصة الأردنية في المنهج والهدف ورافداً رئيساً لنظام التعليم العالي الأردني بمختلف غاياته وأهدافه، وقد جاءت تلبية لحاجات علمية واجتماعية واقتصادية وثقافية وإنسانية بدأت الجامعة مسيرتها العلمية بست كليات ضمت مئة وخمسين طالباً وطالبة، موزعين على عشرين تخصصاً وقد تطورت هذه الأعداد لتصل خلال العام الجامعي 2018/2019 إلى حوالي (8000) طالبٍ وطالبة موزعين على أربعة عشرة كلية، سبع منها إنسانية، وست منها علمية، تضم أربعة وأربعين تخصصاً مختلفا.

كما تضم الجامعة كلية للدراسات العليا تشرف على برامج الماجستير في الكليات المختلفة، وهي: ماجستير اللغة الإنجليزية وآدابها والمحاسبة وعلم الحاسوب والرياضيات وإدارة الأعمال والتسويق وهندسة البرمجيات والملكية الفكرية والمصارف الاسلاميه والادارة في التمريض والعلوم الصيدلانية وأيضاً أربع عمادات، هي: عمادة القبول والتسجيل وعمادة البحث العلمي وعمادة الدراسات المسائية وعمادة شؤون الطلبة وخمسة مراكز، هي: المركز الثقافي الإسلامي، ومركز الحاسوب، ومركز التعليم المستمر وخدمة المجتمع، ومركز اللغات، ومركز التعلم الإلكتروني، مركز أبحاث الطاقة ومركز تعليم اللغة العربيه للناطقين بغريها، هذا بالإضافة إلى مجموعة من الوحدات الإدارية، وهي: وحدة المكتبة، ووحدة التطوير وضمان الجودة.

وغدت الجامعة وخلال فترة وجيزة انموذجًا يحتذى به بين الجامعات في الأردن نظرًا لحجم التطور المستمر الذي يرافق الجامعة والتي احتفلت مؤخرًا باليوبيل الفضي لها وجرى خلال هذا الاحتفال استعراضُ كامل لإنجازات الجامعة والتي لم تتوقف منذ بداية وضع حجر الأساس لهذا المشروع العلمي الذي دائمًا ما رفد الوطن بكفاءات علمية مميزة أحدثت التغيير المرجو حيث وضعت الجامعة على عاتقها مسؤولية تخريج جيلٍ قادرٍ على السير في مسيرة الاصلاح والتطوير والتي دائمًا ما نادى بها الهاشميون على مر العصور فكانت الجامعة خير سفيرٍ للتعليم وتعكف الجامعة على الدوام على تهيئة كافة الظروف الملائمة لإنجاح العملية التعليمية من خلال توفير كادرٍ تدريسي مميز يحقق أعلى المعايير والمواصفات.

ولأن النجاح يرتبط بتفاصيلٍ أخرى فقد وجه رئيس مجلس ادارة شركة الزرقاء للتعليم والاستثمار الدكتور محمود أبو شعيرة, المعنيين لجعل الجامعة واحة خضراء من خلال زراعتها بأجمل المناظر الطبيعة والتي تتناسق بشكلٍ جميل مع نواعير المياه المرسومة بحرفية عالية, كما وتهتم الجامعة بزراعة الزيتون والحمضيات حيث تنتشر بشكلٍ واسع في الجامعة، والقصد من وراء ذلك هو تهيئة الجو النفسي للطلبة من أجل ضمان الابداع ليتناسق ذلك مع المستوى العلمي المميز والمتقدم للجامعة.

وقامت الجامعة ومنذ تأسيسها بثلاث وظائف أساسية جسدت كينونتها بين الجامعات، وهي: التعليم وإكساب الطلبة المعارف والمهارات اللازمة لزيادة تحصيلهم الأكاديمي، وتنمية شخصياتهم تنمية شاملة متكاملة، وإعدادهم للعمل المستقبلي، وتكوين اتجاهاتهم الإيجابية والبحث العلمي الذي يُعد عاملاً أساسياً في توليد المعارف و تحقيق التقدم العلمي والتنمية المستدامة و خدمة المجتمع؛ إذ تقوم الجامعة بدورها كونها قوة أساسية في تنمية المجتمع وتحديثه، وتقدم خدماتها إلى قطاعاته جميعها بانفتاحها على مؤسسات المجتمع المحلي والعربي والعالمي وتقوية روابطها معها، وذلك من خلال عقدها المؤتمرات العلمية والثقافية، والندوات والورش العلمية وغيرها، فضلاً عن عقدها الدورات التدريبية من خلال مراكزها المتخصصة خدمة لأفراد المجتمع الأردني والعربي والأجنبي على حد سواء.

وتتبنى الجامعة أيضًا العديد من القضايا المجتمعية والتي تسهم فيها بجميع كوادرها وبكل ما تملك من امكانيات ويظهر ذلك جليًا في الأيام الطبية المجانية والتي تقيمها الجامعة وفي مواكبة الأحداث الدائرة وتقديم الخدمات حسبما تقتضي الحاجة, حيث يعتبر المجتمع المحلي وخدمته أحد أهم القضايا المطروحة على الدوام في توجهات الجامعة وفيما يتعلق بمساعدة الجامعة للطلبة، فهي تقدم مجموعة من الحسومات، والمنح والإعفاءات من رسوم الساعات تصل إلى نسبة (100%) لبعض من التخصصات الأكاديمية، وبالتخطيط الحكيم المشترك بين مجلس إدارة شركة الزرقاء للتعليم والاستثمار، ومجلس الأمناء وإدارة الجامعة.

وتعتبر الجامعة أيضًا مدينة مصغرة تعتمد في ذاتها على ما تنتجه وبكفاءة عالية تملأ سوق العمل، فيوجد فيها مصنع زاركي للمياه الذي تم انشاءه في شهر يناير من العام 2018, ويتيح المصنع وحسب مديرته المهندسة فلسطين أبو الرب فرص عمل لما يزيد عن 25 طالبًا, حيث أن المصنع الذي يعتمد على الآبار الجوفية يصدر منتجاته التي تمتاز بجودتها العالية إلى السوق المحلي كما ويصدر منتوجاته إلى خارج البلاد ليصبح المصنع وخلال فترة قصيرة رافدًا مميزًا لمنتجات المياه نظرًا للجودة العالية والتقنيات الحديثة التي يستخدمها في المصنع في منتجاته, مؤكدةً أن السعة الانتاجية للمصنع وخلال ساعةٍ واحدة تصل غلى 2000 عبوة وبأحجام مختلفة مشيرةً إلى أن المصنع بصدد التوسع نظرًا لحجم الطلب الهائل لمنتجاته, ولا ينحصر دور المصنع فقط في الشق الانتاجي حيث أنه يساعد الطلبة في كليات الهندسة على انجاز مشاريعم من خلال خلال نقل تجربة المصنع الناجحة لهم، كما وتحتوي الجامعة أيضًا على محطةٍ لغسيل الحافلات الخاصة بالجامعة.

وتسعى الجامعة على الدوام وضمن خططٍ دائمة ومتجددة لمواكبة كافة التطورات والتحديثات التي تخدم العملية العلمية فيها, والهدف من وراء ذلك تحقيق التميز والريادة لها بما يخدم الوطن والمجتمع المحلي حيث أن التعليم المميز ينعكس على واقع الحياة ويطورها للأفضل, وهذا ما يعد الشغل الشاغل للجامعة وكادرها.

مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/01 الساعة 15:19