عقلاتي مش «مستوعبات»
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/31 الساعة 03:13
منذ شهر تقريباً لم تنقطع تعليقات المواطنين والقراء على مستودعات الغباوي لتخزين الحبوب، وكثير منهم استهجن أن تهدم صوامع العقبة التي شيّدت قبل أربعين سنة عن سبق اصرار وترصّد بمحاولتين تفجيريتين، لنقوم بعدها بدمل القمح في الأرض والتي أطلقوا عليها مسمّى «مستوعبات» القمح!
قد يكون تخزين القمح الأفقي أوفر من الناحية المادية للإنشاء، وقد تكون خطوة جميلة في حال فاضت الصوامع عن حاجتها ونزلت شلالات القمح من أعلى قممها.. لكن «فيوزات» مخّي مش «مستوعبات» أن نهدم صوامعنا.. لنمدّ شوادرنا في بواطن الأرض قاصدين تخزين إنتاجنا.. المسألة تماماً كمن يهدم بيته وينصب خربوشاً على أنقاض بيته بداعي أن العيش في الخربوش أفضل وأأمن!
كنت أتمنى تصديق أن «مستوعبات» القمح.. بنيت «وفق أحدث المعايير الهندسية والعلمية الدولية التي تضمن ديمومة المنشآت وسلامة المواد المخزنة وحمايتها من أية أضرار تؤثر على مواصفاتها الفنية» حسبما ورد في أكثر من تقرير إخباري وعلى لسان أكثر من مسؤول مختص.. الى أن رأيت صوراً لهذه «المستوعبات» فرأيتهنّ «مستوحشات» من المواد المستخدمة في التغليف والبناء.. صدقوني لا نناكف ولا نحاول أن نقلل من الانجاز.. لكن عندما يقال إن هذه المستوعبات «بنيت بأحدث المعايير الهندسية والعلمية الدولية».. وأنا أشاهد مجرّد مشمّعات عادية كنت قد استخدمتها شخصياً بتغطية «شوالات الاسمنت» في الشتوية الماضية.. مشمّعات عادية تباع في محال مواد البناء، وقد وضعوا ثقّالات على هذه المشمّعات كي لا يطيّرها الهواء «عجال كاوشوك» مهترئة.. فكيف لي أن أصدّق أن هذه هي «المعايير الهندسية العلمية الدولية» والتخزين مرتبط بمشمّع وعجل بكم..؟؟!
وأحيط علماً القائمين على هذه «المستوعبات».. أن هناك كائناً حياً يدعى «الجردون» أو الجرذ.. رمادي اللون يتكاثر بسرعة، لديه أسنان حادّة جدا هل عرفتموه؟.. «بقرطة» واحدة «بخزق» المشمّع وحسب.. «سيخزق الكاوشوك» ويعيث فساداً بــ (المستوعبات).. فتصبح (المستوعبات) مش (مستوعبات) اللي صارلهن!. ناهيك عن العبث البشري من سرقة وحرق وتخريب عن قصد أو بدون قصد
هناك فصل شتاء قادم.. وقد تصل سرعة الرياح في الغباوي والمفرق الى 100كم في الساعة، ولا أعتقد أن لدينا (الوقت) حتى نبحث عن مشمّعاتنا وشوادرنا في أربيل والسليمانية حتى مع وجود الاطارات المزروعة على تلال القمح
كنت أتمنى الاكتفاء بعبارة «الجود من الموجود» بدلاً من.. «وفق أحدث المعايير الهندسية والعلمية الدولية التي تضمن ديمومة المنشآت».. لكانت أنسب!
غطيني يا كرمة العلي بشادر وحطّي فوقي «عجل تركتر»!
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/31 الساعة 03:13