بعض الأشياء ينبغي ألا تُنسى
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/30 الساعة 01:30
في زمن صار الحصول على المعلومة أمرا يسيرا وسهلا، ازدحمت عقول البشر بالمعلومات، حتى صارت تعاني من الاكتظاظ، وتشتكي من الحمولة الزائدة، فيقوم الدماغ بنقل مجموعة من المعلومات من الذاكرة القريبة، ليحفظها في خزائن الذاكرة المتوسطة أو البعيدة، ليفسح المجال أمام المزيد من المعلومات.
وفي هذه الحركة المستمرة وسط الزحام، تُطوى كثير من المعلومات والأشياء، ونعبّر عن هذه الحال بقولنا: نسيت، مما يوقعنا في مواقف محرجة مع الناس، وربما مع أقربهم إلينا أو إلى قلوبنا. ومثال ذلك: أن ينسى الزوج ذكرى يوم زفافه، ولا يقوم بما يدل على تذكره لهذه المناسبة السعيدة، حيث ستقوم زوجته وشريكته بالمناسبة السعيدة بقلب نهاره إلى ليل، وجنته إلى جحيم، وتريه نجوم الظهر في عز المساء؛ لأن نسيان هذه المناسبة يعني أن هذا الشريك قد نسيها شخصيا، وأنه لا يشعر بالسعادة معها، وقد تصل الأمور بينهما إلى حد خروج الزوجة من بيتها، واستقرارها في بيت أهلها، كنوع من التصعيد على هذا الذنب الذي لا يغتفر.
وكذلك في خضمّ هذه الآلات والأجهزة التي (يتمسْمَر) فريق من الناس أمامها، ويجلس أحدهم كالتمثال الحجري، لا يأكل ولا يشرب، ولا يذهب للحمام لقضاء حاجته، ينسى هذا الإنسان أنه إنسان، وأن له احتياجاتٍ طبيعية، كالأكل والشرب وقضاء الحاجة، وينسى أن له أهلا، وينسى أن للآخرين حقا عليه، فينقلب إلى آلة، دون مشاعر وأحاسيس، ولا يتفاعل إلا مع الألعاب التي يجالسها ليلَ نهار.
وبين نسيان المناسبات والإنسانية، ينسى فريق من الناس الأديان والأوطان، فبعضهم يمضي ست ساعات أو يزيد بصحبة الأجهزة ولا يقوم لصلاة أو قراءة قرآن، وآخر يجلس مثل ذلك أو أكثر وهو ينشر الإشاعات بين الناس، ويسجل بالصوت والصورة ما يهدم أمن بلده، ويزعزع استقراره، لأن الشهرة والمعجبين والمشاهدات قد لحست عقله، فغاب عن الوعي، ونسي أمن وطنه، وتجرد عن مسؤولياته.
في بحر الأجهزة والمعلومات، علينا ألا ننسى الأديان والأوطان والإنسان، وكذلك المناسبات السعيدة في حياتنا، لنظل على تواصل مع ربنا وأنفسنا وأحبابنا، كي لا نغرق في عالم افتراضي يحجبنا عن واقعنا.
الدستور
وفي هذه الحركة المستمرة وسط الزحام، تُطوى كثير من المعلومات والأشياء، ونعبّر عن هذه الحال بقولنا: نسيت، مما يوقعنا في مواقف محرجة مع الناس، وربما مع أقربهم إلينا أو إلى قلوبنا. ومثال ذلك: أن ينسى الزوج ذكرى يوم زفافه، ولا يقوم بما يدل على تذكره لهذه المناسبة السعيدة، حيث ستقوم زوجته وشريكته بالمناسبة السعيدة بقلب نهاره إلى ليل، وجنته إلى جحيم، وتريه نجوم الظهر في عز المساء؛ لأن نسيان هذه المناسبة يعني أن هذا الشريك قد نسيها شخصيا، وأنه لا يشعر بالسعادة معها، وقد تصل الأمور بينهما إلى حد خروج الزوجة من بيتها، واستقرارها في بيت أهلها، كنوع من التصعيد على هذا الذنب الذي لا يغتفر.
وكذلك في خضمّ هذه الآلات والأجهزة التي (يتمسْمَر) فريق من الناس أمامها، ويجلس أحدهم كالتمثال الحجري، لا يأكل ولا يشرب، ولا يذهب للحمام لقضاء حاجته، ينسى هذا الإنسان أنه إنسان، وأن له احتياجاتٍ طبيعية، كالأكل والشرب وقضاء الحاجة، وينسى أن له أهلا، وينسى أن للآخرين حقا عليه، فينقلب إلى آلة، دون مشاعر وأحاسيس، ولا يتفاعل إلا مع الألعاب التي يجالسها ليلَ نهار.
وبين نسيان المناسبات والإنسانية، ينسى فريق من الناس الأديان والأوطان، فبعضهم يمضي ست ساعات أو يزيد بصحبة الأجهزة ولا يقوم لصلاة أو قراءة قرآن، وآخر يجلس مثل ذلك أو أكثر وهو ينشر الإشاعات بين الناس، ويسجل بالصوت والصورة ما يهدم أمن بلده، ويزعزع استقراره، لأن الشهرة والمعجبين والمشاهدات قد لحست عقله، فغاب عن الوعي، ونسي أمن وطنه، وتجرد عن مسؤولياته.
في بحر الأجهزة والمعلومات، علينا ألا ننسى الأديان والأوطان والإنسان، وكذلك المناسبات السعيدة في حياتنا، لنظل على تواصل مع ربنا وأنفسنا وأحبابنا، كي لا نغرق في عالم افتراضي يحجبنا عن واقعنا.
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/30 الساعة 01:30