في السؤال عن رجال الدولة ؟!

مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/29 الساعة 13:29

حينما نستذكر الرسائل الملكية السامية في أي كلمة أو اجتماع أو توجيه أو عند إفتتاح مجلس الأمة في كل ذكرى جلوس العرش الملكي السامي والأوراق النقاشية الملكية والاجتماعات واللقاءات الملكية الدورية مع مختلف مكونات وشرائح المجتمع ومن بين تلك التوجيهات رسائل جلالة الملك في تكليف أي حكومة وفي تعيين قادة الجيش ومدراء المخابرات العامة وآخرها إلى اللواء الحنيطي بمناسبة صدور الارادة الملكية السامية تعيينه قائدا للجيش كلمات قلبية معبرة.. فأستندت على معانيها الوطنية القومية في ثوابت الإنسان الاردني العربي توجيها معنويا كبيرا للقيادة الواعدة على المستوى الذي يستفيد منه الإنسان في فهم ثوابت الدولة.. فالمطلوب دائما من الإنسان حيثما يكون فهم التوجيه وترسيخ ارتباطه الوجداني بالتوجيه القيادي الاعلى.

والمتابع لتلك الفعاليات والرسائل واللقاءات والمقالات أنها تنطلق من مشكاة واحدة وطريق واحد ورؤية مستقبلية مستقرة واضحة. وهذه أخلاق القائد الأعلى الهاشمي التي تنعكس بأخلاقيات المسؤول حيث قام اللواء الحنيطي بزيارة قائد الجيش السابق الفريق محمود فريحات لأن الهدف واحد هو خدمة الوطن وتستكمل فيها متطلبات ما يقوم به المسؤولين السابقين لأن البناء عملية تراكمية.. فتحية إلى القوات المسلحة الأردنية وجميع منتسبيها في تقدير حالة الوعي والمسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقها. لأنهم القدوة في الانضباط والانجاز والمثابرة في شتى مجالات الإدارة والقيادة والمعرفة وصناعة الإنسان الأردني والقوى البشرية المتميزة

هناك كاريزما نمطية تخص الشخص القيادي وهناك سمات شخصية ينفرد فيها كل شخص تختلف عن الاخرى، وفي ظل الحديث عن الإدارة العامة والتخطيط والشخصية العامة يتباكى البعض على شخصيات وطنية فذة وكان لها حضور كبير في الساعات الفاصلة في التاريخ الاردني العربي..

وهذا هو الأردن يكبر حضوره كلما كبرت التحديات، وليس هناك اكبر من التحديات التي واجهت البلاد في العشر سنوات الأخيرة ..

نحن أيها الناس من أوصلنا أنفسنا الى هذه الدائرة.. أو الظاهرة .. أو التساؤل عن رجال دولة بحجم وصفي التل وهزاع المجالي.. التي تصفون ظاهرها وتغمضون عيونكم عن تشخيص باطنها ويبقى علاج الأعراض عملية ترحيل للسبب الرئيسي الذي ينخر الجسم ويحطم مناعته الرئيسية..

هناك تكسير لمجاديف الشخصية الوطنية. مطلوب شخصية تنمو وتكبر على معرفة الوطن كل الوطن جغرافيا الوطن وتاريخه الممتد أفقيا وعاموديا ، شخصية العارف بفجوات الإدارة والاقتصاد ، العارف بأحكام الشريعة والعلوم العامة والتحديات .. تلك الشخصية التي يجب أن تكون كل مؤسسات الدولة حاضنة لها ،و يحتاج الأمر إلى تفاصيل حياتية مثل حديقة تريح النفس ورصيف واسع يحمي الإنسان من السيارات والى هواء نقي ، ويحتاج أن يحظى برعاية صحية جيدة ... ويحظى بتعليم جامعي ومدرسي متميز.

فليس المطلوب من تلك الشخصية أن تصلح الأمور لوحدها وإن كان الواجب يحتم على الإنسان القيادي أن يكون على أعلى صفات الابداع والإرادة والعطاء والصبر والتحدي..

لماذا أيها الناس يكسر بعضنا مجاديف الآخر ولا يقبل الاختلاف معه ومطلوب منه أن يكون أبوه وزير وعمه مدير وابن عمه سفير ...

كفى كفى ...

على الجميع أن يمارسوا ردعا ذاتيا معنويا و أخلاقيا وأن يتركوا جاهلية المناصب وعمليات الابتزاز التي تمارس على المناصب وتبادل المنافع..

علينا أن نترك النفاق ..والقيل والقال .. والتطاول على وسائل التنمية التي يجب أن تتوزع بعدالة على الجميع..

اتركوا عنكم الشائعات والاشاعات... وتسريب الكتب الرسمية..

فكم من متفوق يعمل بغير اختصاصه وكم ممن تخرج من الجامعة بصعوبة بالغة يجلسون في المكاتب الفاخرة ويمارسون البزنس ويتبادلون المنافع..

رجال الدولة الذين نبحث عنهم يمقتون الفساد ولا تلين لهم قناة ، ووقفوا على الثغور يحموا الوطن بأهداب العيون..

رجال الدولة الحقيقيون تجدوهم خارج تلك المعادلة التي تتوارث المناصب. وغالبية ما نبحث عنهم من المتميزين سنجدهم في الجيش والأجهزة الأمنية ممن تنزهوا عن صغائر الأمور وكان الاردني بالنسبة إليهم اردني يقيسونه بالانجاز لا بالاحباط والانحياز يعرفون ظروفه ويوفرون له أسباب التنمية والتطوير فيصنعون منه ذاك الأردني الذي تعرفونه صاحب الصلابة النفسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، يحمل بندقيته ولو بالحد الأدنى خدمة علم في معسكرات خو والجيش اينما تكون ... يعمل بجد حتى لو كان عمره ٧٠ ويشعر نفسه بأنه ذاك الفتى الذي يعرف بلاده ومدنها وقراها وشيوخ القبائل وتاريخهم المشرف في الدفاع عن القيم ومقاومة التجبر ويعرف الشيخة بندر ومشخص المجالي وكايد مفلح عببدات أول شهيد أردني على أرض فلسطين ومحمد الحنيطي . ويعرف أبطال القدس الشريف والملك الشهيد عبد الله الأول والشهيد عبد القادر الحسيني.

ذاك الفتى الذي يعذبوه المسؤولين، ومطلوب منه أن لا يفكر ولا يبدع حتى لا تتكشف سوءتهم .. فأين نحن من صناعة رجالات الدولة؟ وهناك ضحية المغرر بهم والمدفوعين لتحطيم القيادات الواعدة..

ذاك الفتى الذي ارهقته البطالة ولم يجد أجرة الوصول إلى شركة التشغيل في العاصمة لكي يعمل في الخارج...ذاك الفتى الذي باع أبوه الارض وعلمه في الجامعة لكي يشتغل . ومن بعد ذلك أورثه الديون..

أيها الناس ارحموا الأجيال وأعطوا الفرصة للشباب علموا ابناؤكم أن العمل عبادة..

أيها المعلم لماذا يذهب الطالب لأخذ الدرس الخصوصي أيها الحكومة وفري أسباب الرفاه للمعل..

أيها المسؤولون افتحوا صفحة جديدة لأنفسكم، يا اصحاب القرار حاسبوا الفاسدين..

هل تعرفون ابو ذر الغفاري رضي الله عنه ، من أوائل الذين اسلموا وجهروا بإسلامهم وأول من حيا الرسول صلى الله عليه وسلم بتحية الإسلام ومن أكثر الذين رووا الحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام ، من أهل التواضع والعلم .. أفتي في خلافة أبي بكر، وعمر، وعثمان...

وكان جواب رسول عليه الصلاة والسلام عدم تسليمه ولاية أحد بلاد المسلمين...

إن النفاق والمرض الاجتماعي ومخرجات العملية الانتخابية تفرز اقل الكفاءات لتمثيل المجتمع وتفتك بثقة الناس والمجتمع..

علينا أن نعلن الثورة البيضاء التي يقودها جلالة الملك ثورة الأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة على الفساد وعلى جاهلية المناصب وحب الفساد التي هي فتنة هذا الزمان..

علينا أن ندعم مواقف جلالة الملك في الدفاع عن فلسطين وعن الأقصى والدفاع عن الأمة العربية..

وهناك قيادات واعدة تمتلك أفكار عملية وطنية مبدعة ومتميزة فما أجمل الانفتاح على أفكارهم .. وحتى لو لم يسعفهم القدر شرف الخدمة بالجيش إلا أنهم عسكريين بالفطرة بالتفكير والعمل.

اللهم أحفظ الوطن وقيادته الهاشمية الحكيمة واحفظ جيشنا العربي المصطفوي بطل معارك الكرامة واللطرون وباب الواد والجولان.. واحفظ شبابنا الواعد .. والخير في كل أبناء الوطن

مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/29 الساعة 13:29