رامي المعادات يكتب: هل انتهى عصر التعليم الاردني القوي على المستوى العربي

مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/28 الساعة 08:15
كتب : رامي المعادات اتخذت كل من قطر والكويت قبل ايام قرارا يتضمن إلغاء اعتماد أكثر من 15 جامعة أردنية لتردّي التعليم فيها والتساهل في منح الشهادات لأبناء هاتين الدولتين الشقيقتين. معلنين ان عصر التعليم الاردني "القوي" على المستوى العربي قد إنتهى، وبعد قرابة السبعين عاما من التميز على مستوى التعليم الجامعي الاردني والذي كان المُصدر الأول للخبرات والكفاءات لجميع الدول العربية، بات اليوم مصدرا لتدني المستوى التعليمي لأبناء الدول الشقيقة وعودتهم من الجامعات الاردنية كما ذهبوا ! . هذه الضربة الموجعة بحق التعليم الاردني جاءت في وقت ضيق جدا، حيث امتحانات الثناوية العامة على الابواب، وهنا ، قررت الجهات المسؤولة عن التعليم في الاردن الرد من خلال اوراق الامتحانات، متخذين من الحكمة "عند الامتحان يكرم المرء او يهان" قاعدة لهم ولردهم الذي سيحطم كل "الافتراءات" بحق التعليم الاردني. وبالفعل تم اعداد الامتحانات بكل مسؤولية ، وهنا ، جاءت الصدمة ! حصول طالب على معدل 100% ، ومعدلات لم تسبق ان وردت في سجلات المملكة ولا حتى وردت بتاريخ الدول المجاورة.
وبهذه العلامات اثبتت الجهات المسؤولة عن المنظومة التعليمية "وهي ليست التربية فقط" ، ان الخير ما زال في بلد الخير والكفاءات.
وايضا كان ردا رادعا لكل من سولت له نفسه ان يتطاول على التعليم الاردني، وبهذه الطريقة "خليناهم يعرفوا احنا مين"!. دعوكم مما سبق ... ان الوضع التعليمي في الاردن بتردي مستمر وهذا امر لا يختلف عليه اثنان، وذلك بسبب السياسات الخاطئة التي جعلت من المنظومة التعليمية منظومة متسيبة، ابتدءا من "تقزيم" المعلم وتحجيمه وسحب كل الصلاحيات منه وتركه امام الطلبة مكتوف اليدين مقيد، بالاضافة الى تقنين وتغريب المناهج الدراسية واخراج التاريخ الذي نفخر فيه وادخل امورا مستحدثة تتنافى مع المجتمع المحلي، والكل يذكر ازمة المناهج والاخطاء التي جاءت فيها وخصوصا في مادتي التاريخ والدين ! . ان التعليم هو سبيل التقدم لأي دولة، وهذا الشيء الوحيد الذي جعلنا مميزين ولنا مكانة في العالم اجمع، كيف لا والكفاءات الاردنية هي من وضعت حجر الاساس في التعليم بدول الخليج وباقي الدول العربية والاسلامية، كيف لا وبعض خريجي هذه الدول منهم من اصبح وزيرا للتعليم في بلده ومنهم من اصبح رمزا للأدب العربي ومنهم من اصبح شاعرا والامثلة كثيرة، اننا شعب كتب عليه ان يكون معطاءا ورمزا للعلم والادب، فلماذا يصر البعض على تغيير واقعنا التعليمي، والعودة بنا الى عصور الجهل والتخلف عن باقي الدول!؟.
نظرياً وعملياً لا يوجد علامة كاملة، ولا حتى 99.9% الا في الأجوبة العلمية القطعية، فكيف تم الحصول على هذه العلامات الغير منطقية، نحن لا نحجم قدرات ابنائنا واخواننا الطلبة لكن ما حصل يخالط الخيال، ومؤشر خطير جدا ، ولو عدنا الى الدورات السابقة وبالتحديد عندما تسلم الدكتور محمد ذنيبات زمام التربية، لوجدنا ان نسبة قليلة حصلت على علامات مرتفعة، حتى ان نسبة النجاح انخفضت في جميع التخصصات التعليمية والمهنية، ولكن بالمقابل تم افراز جيل كامل من طلبة ذهبوا للجامعات فقط من اجل الدراسة، "وهذا كلام ليس استنتاجي بل نسب حقيقة" ، فبعد اعوام من الجامعات المليئة بالسلوكيات الخاطئة والتي لا يخلوا يوم تقريبا دون وقوع مشاجرات، بعضها راح ضحيتها طلبة جاءوا للجامعة من اجل العلم وليس لفرد العضلات، اصبحت جامعاتنا في فترته فقط لمن تعب واجتهد والنتائج عكست على ارض الواقع .... وهنا لا انصب من نفسي مراقبا سلوكيا ولا محللا ولا صاحب حكمة لاني احد ابناء هذه الفترة الغير متزنة تعليميا للأسف. صدقوني لست كارها لنتائج هذه السنة ولكن اخشى ما اخشاه ان يتم انشاء جيلا يأخذ المحصول بلا تعب ولا جهد فيسهل عليه خسارته!. الخلاصة، لا نريد الا ان يكون تعليمنا واقعيا ومنطقيا وليس مربوطا بقرارات سياسية، نريد جيلا من الشباب الواعي، فهؤلاء هم الامل، فلا تقتلوا فينا الامل !
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/28 الساعة 08:15