لا يحتاج فوزجونسون الى الكثير من الاجتهاد والعناء

مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/25 الساعة 02:34
كتب الدكتور رجائي حرب لا يحتاج فوز رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الى الكثير من الاجتهاد والعناء للغوص عميقاً في ثنايا شخصيته والكاريزما التي يتمتع بها والافعال التي سيقوم بها وذلك لان وجوده كوزير للخارجية البريطانية وانحداره من بوتقة حزب المحافظين وتوجهاته المتطرفة تكشف وبكل وضوح عن صفات ومميزات الرجل التي يتمتع بها واعتقد جازما أن الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب هو عراب نجاح فوز بوريس جونسون، وهو الذي دفع به إلى هذا الموقع وذلك لما يتمتع به الرجلان من صفات متشابهة تكاد تذكرنا بالشبه الكبير بين الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الإبن ورئيس الوزراء البريطاني إبن حزب العمال توني بلير خلال الحرب على العراق، والذي تمت مكافأته برئاسة الحكومة لثلاث مرات على جهوده في دعم الولايات المتحدة الامريكية بتلك الحرب، وتأليف أكاذيب امتلاك العراق للسلاح النووي نعم إننا اليوم أمام تشابه منقطع النظير في نفس الوقت خطير بين الرئيس ترامب وبوريس جونسون في الشكل والمضمون وفي التهور والتصريحات النارية وفي التراجع والجبن في اللحظات الأخيرة، وبين تقديم وتفضيل الابعاد الاقتصادية والمنهج البراغماتي على القضايا السياسة وسمعة الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا التي كانت يوماً من الأيام عظمى إنهما يتشاركان النهج العُنصري ذاته في معالجة قضايا المهاجرين واللاجئين وفي التعامل مع الدول الأخرى باستعلاء، وكلاهما يحمل عداءاً واضحاً وضوح الشمس للإسلام والمُسلمين، وينحازان للعِرق الأبيض، ويذكروننا بصراع السود والبيض في الولايات المتحدة الامريكية وحرب الشمال والجنوب هناك والتمييز العنصري ومآلات ذلك على المجتمع الأمريكي في تلك الفترة
ولا يترك جونسون مناسبةً إلا ويتطاول بها على المُسلمين، ويهاجَم المنقّبات ويصَفهنّ باللصوص، ويقول عن الإسلام أنه سبب تخلّف المُسلمين في كل العالم
ولا يجوز أن ننسى أو نتناسى أن الداعم الرئيس لحملة الرجلين ونجاحهما كرئيسين كان اليهود بعدما قدما الوعود القاطعة لاسرائيل ومن خلفها اللوبي اليهودي واللوبي الصهيوني اليميني المسيحي المتطرف بخدمة أهدافهم ومشروعهم التوسعي ونواياهم الاستعمارية وغاياتهم العدوانية وسحقهم لفكرة قيام الدولة الفلسطينية وتجاهلهم لأصدقائها من العرب الذين قدموا يوماً القرابين على عتبات التطبيع معهم من هنا نستطيع الجزم باستقراء مواقف الرئيس البريطاني جونسون تُجاه العديد من أزَمَات منطقتنا، وكأن التاريخ يعيد نفسه، فقد سار سلفه الأسبق توني بلير خلف جورج بوش الابن وفعلا بالمنطقة ما فعلا من تخريب لكل البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهشموا حالة السلم والأمن الاقليمي ونشروا الفوضى وضعضعوا استقرار المنطقة بأكملها لصالح إسرائيل
وبالتالي سيكون جونسون صدى صوت ترامب في مواقفه ضد إيران، وسيتخندق في التحالف الثلاثي الفرنسي البريطاني الألماني لحِماية حريّة الملاحة في الخليج، مما سيثير حفيظة إيران ويزيد من تصعيد أسهم ونداءات المواجهة المسلحة والحرب، ولن يأل جهداً لإعلان الطلاق البائن بينونة كبرى مع الاتّحاد الأوروبي، لإخراج بريطانيا من جغرافيتها الحقيقية ويجعلها مشلولة وعاجزة وألعوبةً بيد الولايات المتحدة الأمريكية، خاصةً وأنه يسعى إلى توقيع اتفاق شراكة اقتصادية مع الولايات المتحدة الامريكية كبديل عن الاتحاد الاوروبي، وهذا هو الانقلاب الكامل على مفاهيم الطبيعة لأن بريطانيا هي التي كانت تحتل الولايات المتحدة في يومٍ من الأيام وتتحكم في مصيرها واليوم تنعكس الآية انعكاساً لن يرض الشعب البريطاني العريق ولن يقبل بهذا الانحطاط في قيمة بريطانيا مما سيشكل عاملاً حاسماً في تقصير عمر حكومة جونسون وتعاضم قوة وحجم المُعارضة التي يُواجهها داخِل حزبه وفي البرلمان معًا، مع عدم اغفال تسارع الاحداث العالمية وإمكانية اتخاذه لقرارات تخدم المواقف الأمريكية في العالم وتقضي على مستقبله السياسي إن محور الشر الحقيقي في العالم يكتمل الآن بعد نجاح رئيس الوزراء البريطاني ( ترامب، جونسون، نتنياهو ) ما يجعلنا ننتظر مزيداً من التصعيد وحدّة التوتر في مشاكل المنطقة كلها، سيما وان هؤلاء المتغطرسون الثلاثة يتقاسموا فكرةً واحدةً وهي عدم فهم قضايا ومشاكل المنطقة كما يريدها أهلها وسكانها، ويفرضون وصفات وحلول غير قابلة للتنفيذ على غرار صفقة القرن المزعومة، مما سينذر بإشعال حروبٍ جديدة وبمزاعم مختلفة لإعادة التلاعب بمصير المنطقة ورسم وجهها الجديد بالصورة التي تلائم وجهة نظر هذا المحور البائس، كما وأننا وبكل تأكيد سنشهد عودة التطرُف والجماعات الارهابية من جديد كمحاولةٍ بائسةٍ لإشغال المنطقة عن النوايا الجهنمية التي يفكر بها هذا المحور، بوريس جونسون على صفيح ساخن وبكل تأكيد لن ينام ليله الطويل ولن يغمض له جفن إلا بعدما يعطي لترامب ما يريد وبالمقابل فإن الشعب البريطاني والبرلمان والمعارضة سيكونوا له بالمرصاد وستكون الساحة البريطانية مؤهلةً لكل الاحتمالات ... واللي بعيش ياما حيشوف 24/7/2019
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/25 الساعة 02:34