القدس، ماذا بعد عمليات الهدم والجرف؟

مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/25 الساعة 01:31
إسرائيل تقوم بأكبر جريمة في القدس، تهجير 500 فلسطيني من منازلهم، وهدم أكثر من مئة شقة في 16 عمارة سكنية في حي وادي الحمص في باهر، وينتظر حوالي 250 شقة مصيرا مشابها. ومن أشد المفارقات أن البيوت المهدمة تتبع اداريا وقانونيا للسلطة الوطنية الفلسطينية، ولكن يبدو أن اسرائيل ما عادت تعترف بالسلطة ولا اوسلو وتوابع ما يسمى الحل السلمي.
تسارع وتيرة عمليات الهدم الاسرائيلي في القدس يعني على المدى القريب ان لا مقدسي سيبقى في المدينة، تفريغها من أهاليها قسريا وبالقسر الطوعي . وهي من الخلاصات الاولية أولية لسيناريو إسرائيلي يمشي ضمن مشروع استيطاني للسيطرة الكاملة على القدس، ولا سيما المناطق المعروفة ب»ج».
الرواية الاسرائيلية الرسمية تبرر عمليات الهدم بانها أمنية بحتة، توفير حماية لمناطق محاذية لجدار العزل. وفيما يجري على الارض بنظر كثيرين عمليات اخلاء جديدة للقدس، وعزلها عن محيطها الفلسطيني، وحيث تصبح غير قابلة للحياة، وتفريغها من السكان، وذلك ضمن سيناريوهات ما يسمى صفقة القرن.
قبل أيام رحل المناضل الفلسطيني رئيس بلدية نابلس رياض الشعكة 76، واحد من رموز النضال الفلسطيني، رحل على صمت، نعاه بقايا من وجدان عربي ما زال عالقا في ذاكرة النضال الفلسطيني. الشعكة تعرض الى 70 محاولة اغتيال فاشلة، وأدت الى بتر ساقيه، وهوصاحب مقولة « إن استاطعوا قطع اقادمي فلن يستطيعوا قطع نضالي «.
ثمة تزامن لافت وقابل للمقاربة بين عمليات الهدم الاسرائيلي وزيارة كوشنير المرتقبة الى الشرق الاوسط ووفاة المناضل الشعكة، وزيارة وفد اعلامي عربي تطبيعي الى اسرائيل. وما راج عن مدون عربي مغمور، سجل انجازا شخصيا واشتهر بفيديو ظهر به مطرودا من القدس والاطفال والمراهقين يلاحقونه بالاحذية والزبالة والنفايات والشتائم والبصق.
عمليات الهدم في القدس، وتهجير المقدسيين مرت دون أي تعليق رسمي عربي إلا من بعض الدول، وغابت عن اهتمامات وسائل الاعلام العربي الكبرى، وكما غاب خبر وفاة المناضل العكشة، وكأن القضية الفلسطينية بكل مفرداتها ما عادت مهمة ولا مؤثرة، وحتى الجماهير العربية فانها تخضع لعمليات غسيل ادمغة ومحو واستبدال في جدولة الاولويات القومية.
تقاطعات رمزية، ولكنها تقرأ في سياق سيناريوهات لتحولات عميقة في الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي. فالسؤال المطروح عن فوارق كبرى بين لحظات هامة في تاريخ المنطقة، 50 عاما من الاحتلال، وماكينة التجريف الاسرائيلي يبدو أنها ستكون كاسحة في الجولات الحالية.
على مستوى المنطقة الصراع يزداد تعقيدا، وايران تتحول الى العدو الاول للدول العربية. والفلسطينيون في أشد حالات العزلة السياسية في المجالين الاقليمي والدولي. زيارات كوشنير الى المنطقة تثير فزاعات صفقة القرن، ولأن يصبح في كل زيارة أن صفقة القرن ستمر سيناريوهات وفقا للمخطط الامريكي -الاسرائيلي لا محالة.
الدستور
  • قانون
  • يعني
  • رئيس
  • عرب
  • وفاة
  • عربية
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/25 الساعة 01:31