أسئلة حول الإعلام الأردني

مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/24 الساعة 23:15
هل يمكن لجيش أن يخوض معركة بدون أن تكون له قيادة؟ سؤال يطرحه الواقع الإداري للإعلام الأردني خاصة الرسمي منه في هذه الأيام، حيث تخلوالمواقع القيادية للمؤسسات الإعلامية الرسمية كلها من قادة أصلاء يوجهّون دفته، فمؤسسة الإذاعة والتلفزيون بلا مدير عام أصيل منذ شهور، ومثلها هيئة الإعلام، وهاهي وكالة الأنباء الأردنية- بترا- بلا مدير عام أصيل، أي أن كتائب الإعلام الأردني كلها بلا قادة، وهي حالة غير مسبوقة في تاريخ بلدنا مما يجعلنا نطرح جملة من الأسئلة منها:
لمصلحة من استمرار أزمة الإعلام الأردني والعمل المتواصل لإضعافه، وهل هذا جزء من الجهود المبذولة لإضعاف الدولة الأردنية وتجريدها من عناصر قوتها الناعمة والإعلام من أهم هذه العناصر إن لم يكن أهمها؟ وهل مازال الإعلام يحتل موقعاً استراتيجياً متقدماً في هيكل الدولة الأردنية كما كان الحال في سنوات ألقه، ومن ثم فإن اختيار قيادته تخضع لشروط خاصة كما كان عليه الحال. أم تم تهميش دور الإعلام ومن ثم صار فراغ المواقع القيادية في مؤسساته ليس أمراً هاماً لأنه لا دور استراتيجي مطلوب من هذه المؤسسات؟
هل موقع المدير العام لأي مؤسسة موقعاً هامشياً حتى يظل فارغاً خاصة في المؤسسة الإعلامية التي تحتاج إلى متابعة حثيثة على مدار الساعة وفق رؤية استراتيجية تخدم الدولة بكل مكوناتها؟ لذلك لم يعرف تاريخ الدولة الأردنية فراغاً طويلاً في المواقع القيادية لمؤسسات الإعلام الأردني يوم كانت هذه المؤسسات مكوناً استراتيجياً من مكونات قوة الدولة الأردنية.
إلى متى سيظل العمل في مؤسسات الإعلام خاضع للأمزجة المتقلبة من جهة ولأسس التوظيف المعتمدة في ديوان الخدمة المدنية، في عملية تجاهل واضحة لحقيقة أن الإعلامي مبدع وصاحب رسالة، بجب أن يكون مثقف غزير المعلومات، قادر على الحوار والتحليل والاستنتاج، يجمع بين شرطين هما شرط أن يكون كفوء وشرط الولاء المبني على القناعة، وكلها أسس لا تكفلها شروط ديوان الخدمة المدنية للتوظيف، مما يستوجب إعادة النظر في شروط الانخراط في أجهزة الإعلام ؟ وقبل ذلك فيمن يتولى قيادة هذه الأجهزة بحيث لا تكون هذه المواقع جوائز ترضية أو حسب المتيسر، فإذا أردنا إنقاذ الإعلام الأردني من ضحالة الثقافة والفكر وتدني المهنية عند عدد من العاملين فيه بسبب سياسات وأسس التوظيف المعتمدة الآن، فلا مفر من العودة إلى الأسس والشروط التي كانت معتمدة سابقاً فيمن يتم اختيارهم لقيادة المؤسسات الإعلامية. وفي شروط من يعمل في أجهزة الإعلام.
إلى متى ستظل الدولة الأردنية بدون استراتيجية إعلامية عابرة للحكومات وتقلبات أمزجة وزرائها خاصة أن الكثيرين منهم طارئين على الإعلام غرباء عن أجوائه وآليات عمله.
هل لدى الحكومة إرادة حقيقية لمعالجة أزمة الإعلام الأردني التي طالت زماناً وطال الحديث حولها عقوداً أم أن مايجري يصب في تكريس هذه الأزمة؟
هذه الأسئلة وغيرها تحتاج إلى أن تؤخذ على محمل الجد لنعيد للإعلام الأردني ألقه ويستعيد هو دوره في خدمة الدولة الأردنية بعد أن صار جزءً منه يعمل في تحطيبها.
Bilal.tall@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/24 الساعة 23:15