’حماية الصحفيين‘: ’الصحافة لم تُدقق في صحة فيديو ’الكلاب البوليسية‘ في بلدية إربد

مدار الساعة - كشف تقرير رصد الإعلام الأسبوعي الذي يصدره مركز حماية وحرية الصحفيين عن نشر 41 مادة صحفية مكررة لتغطية حادثة استخدام الكلاب البوليسية قبيل زيارة رئيس الوزراء د. عمر الرزاز لبلدية إربد منها 6 مواد في الصحف اليومية الأربع، وبنسبة (14.6%)، و35 مادة في وسائل الإعلام الإلكتروني وبنسبة (85.6 %).

وقال التقرير الذي صدر عن المركز اليوم ويغطي الفترة من (15ـ- 21/7/2019) إن وسائل الإعلام في عينة الرصد استخدمت ثلاثة فيديوهات مسربة لتعزيز مصداقية ما تنشره في 15 خبرا وتقريرا تمثل (36.6 %) من إجمالي ما تم رصده.

وأشار تقرير الرصد إلى أن وسائل الإعلام في عينة الرصد استخدمت الفيديوهات اعتمادا على ما تم بثه في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الوقت الذي أعلنت فيه بعض الوسائل في عينة الرصد عن مصدرها، فإن وسائل إعلام أخرى أبقت مصدر الفيديوهات مجهولا؛ مما يؤثر سلبا على مصداقيتها.

وأضاف التقرير أن عينة الرصد نشرت 11 مادة عن استخدام الكلاب البوليسية في تفتيش مبنى بلدية إربد وبنسبة (26.8 %)، كما نشرت 13 مادة لتغطية بيان مديرية الأمن العام وبنسبة (31.7%)، و9 مواد لتعليقات الرزاز على الحادثة وبنسبة (22.0%)، و5 مواد للاجتماع الشعبي وبنسبة (12.2%).

وأكد التقرير أن وسائل الإعلام في عينة الرصد لم تعمل على التأكد من مصداقية الفيديوهات، ولم تتصل بالجهات المعنية للتأكد من مصداقية الحادثة لتقديم معلومات موثقة وموسعة، معتمدة فقط على الفيديوهات، إلى جانب تأخر مديرية الأمن العام في إصدار بيان توضيحي.

وبحسب نتائج التقرير فإن وسائل الإعلام اعتمدت في تغطية استخدام الكلاب البوليسية في بلدية إربد على مصادر معرفة في 29 مادة مكررة وبنسبة (70.7 %)، مقابل اعتمادها على المصادر المجهولة في 12 مادة مكررة وبنسبة (29.3 %).

وأظهرت نتائج الرصد اعتماد وسائل الإعلام على تعددية المصادر في 5 مواد مكررة بنسبة (12.2 %)، متساوية بذات النسبة والعدد مع تعددية عرض الآراء، بينما كانت نتيجة المعالجة القانونية صفر بالمئة، فلم تقم أي من وسائل الإعلام في عينة الرصد بتقديم أية إشارة قانونية للحادثة.

وبلغت نسبة المواد المكررة (92.7%) تمثل 38 مادة مكررة وهي نسبة عالية جدا وفقا للتقرير، الذي أشار إلى أن نسبة الاعتماد على الخبر المكرر بلغت (56.1 %) تمثل 23 خبرا مكررا، ثم الاعتماد على البيان الصحفي وبنسبة (29.3%) تمثل 12 مادة مكررة، ثم التقارير الصحفية المكررة وبنسبة (9.8%) تمثل 4 مواد مكررة.

وأوضح التقرير أن عدم اعتماد المؤسسات الإعلامية في عينة الرصد على متابعة القضية والاستعانة بمصادر خاصة بها أدى إلى اعتماد التكرار؛ مما انعكس سلبا على مضمون المعلومات التي قدمتها هذه الوسائل للجمهور.

وأوصى التقرير الاهتمام بتحقيق معايير المصداقية بالحيادية والموضوعية والاعتماد على مصادر موثوقة ومعرفة لدعم مصداقية النشر، وإنتاج مواد خاصة لتحقيق التميز والمنافسة بدلا من استسهال النسخ واللصق وتكرار نشر ما ينشر، والالتزام أكثر بالإفصاح عن المصادر خاصة إذا كانت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والعمل على فحص مصداقيتها قبل نشرها، حتى تتلافَ الترويج لمعلومات غير موثقة مصدرها منصات التواصل الاجتماعي، واللجوء إلى الجهات المعنية بالحدث "أياً كانَ" لاستقاء المعلومات والتعليقات الموثقة لتدعيم مصداقية المعلومات المقدمة للجمهور، مما يعزز ثقته بالوسيلة الإعلامية.

وتاليا نص التقرير : 

نص التقرير

أظهرت نتائج رصد تغطيات الإعلام لزيارة رئيس الوزراء د. عمر الرزاز لمحافظة إربد واستخدام الكلاب البوليسية لتفتيش مبنى البلدية للفترة الواقعة بين (15ـــــــ 21/7/2019) نشر 41 مادة مكررة منها 6 مواد مكررة في الصحف اليومية (الغد، الرأي، الدستور، الأنباط) وبنسبة (14.6 %)، مقابل 35 مادة مكررة وبنسبة (85.4 %) نشرتها الصحف الالكترونية في عينة الرصد (عمون، جو24، جفرا، رؤيا، سرايا، سواليف، مدار الساعة، البوصلة، السبيل، ورم).

ويوضح الجدول رقم (1) توزيع المواد ونسبها على عينة الرصد.

وأبدت وسائل الإعلام اهتماما بتغطية استخدام الكلاب البوليسية لتامين مبنى بلدية إربد قبيل زيارة رئيس الوزراء د. عمر الرزاز لها في حادثة وصفت بــ "غير المسبوقة "، فيما أصدرت مديرية الأمن العام بيانا أعلنت فيه بأن استخدام الكلاب البوليسية كان خطأ شخصيا.

واستندت وسائل الإعلام في عينة الرصد على مقطع فيديو مسرب نشر أولا على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تظهر فيه كلاب بوليسية تتفقد مبنى قيل إنه لبلدية إربد، واعتمدته وسائل الإعلام لتأكيد مدى مصداقيتها لوقوع الحادثة.

وأظهرت نتائج الرصد استخدام العديد من وسائل الإعلام في العينة ثلاثة فيديوهات ترتبط بالحادثة ارتباطا وثيقا وهي:

1. فيديو الكلاب البوليسية وهي تتفقد المبنى.
2. فيديو لرئيس الوزراء د. عمر الرزاز معلقا على الفيديو.
3. فيديو اجتماع في مقر رابطة الكتاب الأردنيين فرع إربد لعدد من وجهاء ومسؤولي البلدية يستهجنون فيه استخدام الكلاب البوليسية.

ووثق فريق الرصد استخدام الفيديوهات في 15 خبرا وتقريرا تمثل (36.6%) من إجمالي عينة الرصد البالغة 41 مادة تم رصدها في عينة الرصد، وهي نسبة عالية جدا تؤكد حرص وسائل الإعلام على تأمين مصداقية للحادثة.

ولاحظ فريق الرصد أن عددا من وسائل الإعلام في عينة الرصد صرحت عن مصدر الفيديوهات التي تلقتها من وسائل التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إلا أن وسائل إعلام أخرى تجاهلت الإشارة إلى ذلك تماما.

ولاحظ فريق الرصد أن وسائل الإعلام في عينة الرصد لم تعمل على التأكد من مصداقية الفيديو وتفاصيله واعتمدته باعتباره معلومة موثقة تماما، فضلا عن تجاهلها الاتصال المباشر بمديرية الأمن العام للتأكد من تفاصيل الخبر والمعلومات التي نشرتها حول الحادثة.

وسجل فريق الرصد تأخر الجهات المعنية في مديرية الأمن العام في إصدار بيان يوضح الأسباب التي دعت لاستخدام "الكلاب البوليسية" في الكشف عن المكان، مما أبقى المعلومات التي تلقاها الجمهور مثيرة للتساؤلات عن الأسباب والدوافع التي أدت لاستخدام الكلاب البوليسية في حادثة "غير مسبوقة"، بينما تجاهلت وسائل الإعلام الإجابة عن مثل هذه الاسئلة، باستثناء وكالة عمون التي نشرت خبرا مجهول المصدر تماما تحت عنوان (مصدر: الرئيس الرزاز لم تكن حياته مستهدفة) في محاولة منها للإجابة عما إذا كانت حياة الرئيس مستهدفة في مبنى بلدية إربد أم لا، فيما قالت مديرية الأمن العام في بيانها المتأخر "إن استخدام الكلاب البوليسية إجراء روتيني لكن استخدامها كان اجتهاد شخصي خاطئ".

وبحسب نتائج الرصد فإن مضامين تغطية الحادثة انحصرت في 6 محاور رئيسية كان أولها بيان الأمن العام، ثم فيديو استخدام الكلاب البوليسية...إلخ، وقد توزعت على النحو التالي:

1. خبر مرفق بالفيديو لاستخدام الكلاب البوليسية في تفتيش مبنى البلدية: وبلغ عدد المواد 11 مادة تمثل (26.8 %) من إجمالي المواد التي تم رصدها.
2. بيان الأمن العام: حظي بالنسبة الأكبر من التغطية إذ بلغ عدد المواد المكررة 13 مادة تمثل نسبة (31.7 %).
3. تعليقات الرزاز على الحادثة: وبلغ مجموع المواد المكررة التي تناولت تعليق الرزاز على الحداثة 9 مواد مكررة تمثل نسبة (22 %).
4. الاجتماع الشعبي: نشرت وسائل الإعلام في عينة الرصد 5 مواد مكررة عن الاجتماع الشعبي الذي عقد في إربد عقب زيارة الرزاز واستخدام الكلاب البوليسية تمثل نسبة (12.2 %).
5. مقالات الرأي: تم رصد مقالين فقط تناولا الحادثة يمثلان نسبة (4.9 %).
6. نفي استهداف حياة الرزاز: نشر موقع واحد خبرا مجهول المصدر بهدف نفي أن يكون استخدام الكلاب البوليسية بسبب استهداف حياة الرزاز مثل نسبة (2.4 %).

لقد ظلت الموضوعية في عرض المعلومات حاضرة نسبيا في مجمل التغطيات، قياسا للمعطيات السابقة، كما ظهرت الحيادية في التغطية بشكل لافت خاصة في نشر تعليقات الرئيس الرزاز، وبيان مديرية الأمن العام، وكذلك في عدم التوسع بنشر معلومات عن الاجتماع الشعبي الذي أعقب زيارة الرزاز.

ويوضح جدول رقم (2) توزيع مضمون التغطيات المكررة ونسبها.

المعايير المهنية والحقوقية والقانونية:

وثق فريق الرصد اعتماد وسائل الإعلام على المصدر المعرف بنسبة (70.7 %) تمثل 29 مادة، مقابل اعتمادها على المصادر المجهولة بنسبة (29.3 %) تمثل 12 مادة مكررة.

وأظهرت نتائج الرصد اعتماد وسائل الإعلام على تعددية المصادر في 5 مواد مكررة بنسبة (12.2 %)، وقد انعكس الاعتماد على تعددية المصادر في عرض أكثر من رأي في المادة الواحدة حيث بلغت المواد المكررة التي تضمنت تعددية في عرض الآراء 5 مواد وبنسبة (12.2 %).

وظلت المعالجة الحقوقية والقانونية غائبة تماما عن جميع التغطيات وبنتيجة (صفر)، ولم يسجل فريق الرصد ورود أية إشارة قانونية في إجمالي المواد التي تم رصدها.

ويوضح الجدول رقم (3) تصنيف المواد وتوزيعها حسب المعايير المهنية والقانونية.

مصادر وفنون العمل الصحفي:

اعتمدت وسائل الإعلام في عينة الرصد على الخبر لتغطية الحدث إذ بلغت نسبته في التغطية (56.1 %) تمثل (23) خبرا، تلاه الاعتماد على البيان الصحفي الصادر عن مديرية الأمن العام وبنسبة (29.3 %) تمثل 12 مادة مكررة.

وجاء الاعتماد على التقارير الصحفية بنسبة (9.8 %) تمثل (4) تقارير تكررت مضامينها تماما.

وفي الوقت الذي لم تعتمد فيه أيّا من وسائل الإعلام في عينة الرصد على التصريحات الخاصة معروفة المصدر، فإن فريق الرصد وثق مقالين فقط تحدثا عن الحادثة ودلالاتها، مما يكشف عن عدم اهتمام كتاب الرأي والمقالات بالحادثة نفسها.

ووثق فريق الرصد تكرار 38 مادة من إجمالي 41 مادة مكررة وبنسبة بلغت (92.7 %) وهي نسبة عالية جدا لا تسمح بمنح وسائل الإعلام في عينة الرصد خصوصية او تميزا.

ومن الواضح أن عدم حرص المؤسسات الإعلامية في عينة الرصد على متابعة القضية والاستعانة بمصادر خاصة أدى إلى اعتماد التكرار مما انعكس سلبا على مضمون المعلومات التي قدمتها هذه الوسائل للجمهور، وهو ما أشرنا اليه بوضوح في الجدول رقم (2) السابق.

 ويوضح الجدول رقم (4) توزيع مصادر وفنون العمل الصحفي التي اعتمدتها وسائل الإعلام في عينة الرصد:

النتائج:

1. اعتمدت وسائل الإعلام في عينة الرصد على منصات التواصل الاجتماعي في نشر ثلاثة فيديوهات توثق حادثة استخدام الكلاب البوليسية، وتعليق رئيس الوزراء، والاجتماع الشعبي.
2. اعتمدت عينة الرصد على الفيديوهات في إطار تأكيد مصداقيتها، بالرغم من أنها لم تقم بأي جهد للتحقق من مصداقية الفيديو ومصادره.
3. تحاشت بعض الوسائل في عينة الرصد الإفصاح عن اعتمادها على الفيس بوك في نشر الفيديو الذي يوثق استخدام الكلاب البوليسية.
4. ركزت عينة الرصد على الخبر في التغطيات.
5. لا تزال نسبة الاعتماد على المصادر المجهولة مرتفعة.
6. لا تزال المعالجات الحقوقية والقانونية غائبة تماما.
7. بسبب اعتماد وسائل الإعلام في عينة الرصد على النسخ وإعادة النشر فقد ظل معيار تعدد المصادر ومعيار تعددية الآراء في أضعف حالاته، بسبب عدم المتابعة الخاصة من قبل وسائل الإعلام، وتطوير المعلومات وتحديثها لتقديمها للجمهور.
8. لا تزال نسبة المواد المكررة عالية جدا ووصلت نسبتها إلى 92.7 %.

التوصيات:

1. على وسائل الإعلام الاهتمام بتحقيق معايير المصداقية بالحيادية والموضوعية والاعتماد على مصادر موثوقة ومعرفة لدعم مصداقية النشر.
2. التوسع في متابعة القضايا واللجوء الى مصادر موثوقة وعرض أكثر من رأي ومصدر لضمان المزيد من المصداقية، فضلا عن إنتاج مواد خاصة لتحقيق التميز والمنافسة بدلا من استسهال النسخ واللصق وتكرار نشر ما ينشر.
3. الإفصاح عن المصادر التي تعتمدها وسائل الإعلام خاصة إذا كانت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والعمل على فحص مصداقيتها قبل نشرها، حتى تتلافَ الترويج لمعلومات غير موثقة مصدرها منصات التواصل الاجتماعي.
4. اللجوء إلى الجهات المعنية بالحدث "أياً كانَ" لاستقاء المعلومات والتعليقات الموثقة لتدعيم مصداقية المعلومات المقدمة للجمهور، مما يعزز ثقته بالوسيلة الإعلامية.

ملحق

جداول توزيع المواد على وسائل الإعلام في عينة الرصد وتصنيفها