مع امين عام الثقافة اللبنانية وما نقلته عنه (مدار الساعة) من عتب!
كتب : عبدالحافظ الهروط – للمرة الثانية اتاح لي مهرجان جرش ان التقي امين عام وزارة الثقافة اللبنانية علي الصمد، ولكن هذه المرة في جلسة قبل مغادرته عمان عائداً مع الوفد اللبناني الى بلاده، وكانت الى جانبنا الشاعرة والاعلامية ماجدة داغر وبعض الحضور.
هذا الشاب الوسيم، يستطيع ان ينتزع اعجاب متحدثيه واقناعهم بما يقوله، ويبدي لهم من رأي.
ولعل تخصص علي الصمد بالجغرافيا، وعمق ثقافته، جعلاه كثير البحث عن الأشياء التي تجول في خاطره، ولأنه، ايضا، يحب استطلاع الاماكن والمواقع بمختلف أسمائها ومزاياها، كان عليه التعرف على أكبر قدر ممكن عن الاردن والاردنيين، ولكن قصر الزيارة لم تمكّنه من تحقيق ما يريد.
قال عن المهرجان الكلام القليل، ولكنه عبّرعن عتبه الشديد على الجهات التي لم تنصف وتسوّق الاردن بما يستحق.
"الاردنيون طيبون وكرماء وأهل كرامة، ليسوا كغيرهم اذا ما زرت بلدانهم لا تنال الراحة وهم يلّحون عليك بطلباتهم حتى انك تتمنى لو لم تزرهم، ويالطبع،انك لن تكرر الزيارة".
على العكس من هذا، "سأعود الى الاردن قريباً، لأتمتع بأجواء مدنه ومناطقه ، فهذا البلد فيه كل موارد النهوض، رغم الذي نسمعه من تحديات اقتصادية وما تواجهه المنطقة على الصعيد السياسي".
سألته أي المناطق زرتها، حتى تبدو مشدوهاً؟
قال: بالتأكيد جرش، ففهمت ان اعجابه بآثار هذه المدينة التاريخية، أكثر ما هو معجب بالمناسبة وفعالياتها، فكان أن بدأنا بالحديث عن هذا الارث الكبير، وكان للحديث عن الهم الثقافي والهم الفني وتحديداً الاغنية العربية التي تراجعت في كلماتها والحانها ومؤديّها.
"عمان رغم مشكلة السير جميلة، وقد استمتعت بطبيعتها الجغرافية، انا لا يهمني هذه الاماكن الشاهقة" وأشار بيده عالياً الى المكان الذي التقينا به، كمثال لا للحصر.
قلت له : انت لم تر في الاردن المتميز في سياحته الا خيطاً من شعاع الشمس يكاد لا يُرى، فهو قوس قزح بجماله.. الاردن متنوع السياحة، دينياً وأثرياً وتاريخياً وعلاجياً ومناخياً، واخذت أعدّ له المواقع واحداً تلو الآخر، وبما اسعفني به المجلس الاعلى للشباب (وزارة الشباب حالياً) من اطلاع خلال الزيارات والبرامج التي كان ينظمها مع القطاعات الشبابية العديدة، اما الاردنيون فيكفي ما قلته عنهم، ولأنهم لا يتحدثون عن انفسهم، اقول الشعب الاردني وليس الذين يكثرون الثرثرة من المسؤولين.
قال " زرت المغطس، وعندما سألت المعنيين في الحديث عنه، كم عدد الزوار الذين يأتون اليه يومياً؟، تفاجأت بالاجابة: 200 زائر! هذا عدد لا يتناسب مع معلم ديني بهذه الأهمية، أين التسويق السياحي وأين التسويق الاعلامي؟!
وقال "امضيت نحو ساعتين في مسبح احد الفنادق في منطقة البحرالميت ..صدفة كان الى جانبي زائر فرنسي، تناولنا الحديث خلالها عن هذا البلد الجميل، عبّرعن اعجابه بالاردن ووصفه بأنه يملك موارد طبيعية ومزايا، من الممكن ان تجعله بلداً ناهضاً مزدهراً كأي بلد متقدم".
"سأعود الى الاردن في شهر آب المقبل، رغم شدة الحرارة"
قلت له: على عكس ما تقول، الاردن مثلما هو متنوع سياحياً فهو متنوع مناخياً، عند حضورك، انت في ضيافتي، سأطلعك على جميع المواقع التي تريدها، هذا البلد بعض الجهات المعنية مقصرة بحقه، وسياسات الحكومات اتعبته ولم تنصفه، اما الشعب الاردني فشهادتي به كأردني، مجروحة.
شكرني، وهز برأسه قائلاً باللهجة اللبنانية المحبوبة "خيّي كِل السياسات العربية هيك".