البيئة في المنهاج المدرسي الأردني كتاب العلوم نموذجاً

مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/22 الساعة 15:39


كتبت : اعداد: الدكتورة منى يعقوب هندية
خبيرة البيئة والمياه
أحسست كخبيرة في البيئة والمياه بالفخر للاهتمام التربوي بقضايا البيئة، من خلال أعداد معايير تحليل المناهج والكتب المدرسية من قبل هيئة تربوية مدنية، ومنها وضع معيار البيئة أساسا في بناء المنهاج. وقد أتيحت الفرصة لخبراء في المركز الوطني للمناهج بوضع مجموعة من المفاهيم والمهارات الحياتية لتكون عابرة لجميع المواد الدراسية والكتب. وقد ترجمت هذه المفاهيم في الإطار العام للمناهج الأردنية (أذار، 2019) ليكون هاديا لكل مؤلف وواضع منهاج. وفعلا احتوى الإطار العام على المفاهيم العابرة للمواد (ص 40-44)
وما يهمني هنا ان المفاهيم والقضايا البيئية كانت في مقدمة المفاهيم العابرة للمواد. وهذا يعني ببساطة ان كل طالب وطالبة سيعي القضايا البيئية في جميع الكتب: العربي والعلوم والتربية الوطنية وسائر الكتب الأخرى. فالبيئة قضية كل المواد وكل الطلبة. وبرأيي هذا إنجاز سيسجل للمركز الوطني للمناهج
وقد ورد في الإطار العام (ص 41) تعريفا علميا لقضايا البيئة، يركز على علاقة الانسان بالبيئة، والمحافظة على توازنها، ويستثمر مصادرها استثمارا راشدا بما يسمح باستدامة الموارد للأجيال القادمة، وتحقيق التنمية المستدامة. بالإضافة إلى تحديد القضايا البيئية بما يلي:
- التوازن البيئي
- ترشيد الاستهلاك
- التنمية المستدامة
- إدارة الكوارث الطبيعية

يعتبر هذا إنجاز يشكر عليه الخبراء في المركز الوطني للمناهج
وعند مراجعتي كتاب الصف الأول الابتدائي- علوم- وهو أول كتاب أنجزه المركز الوطني للمناهج، وجدت بعض الملاحظات التي استوقفتني، على سبيل المثال لا الحصر:
- تعريف مفهوم البيئة: " كل ما يحيط بنا من ماء وهواء وتراب .... الخ وهو جزء من البيئة" انتهى الاقتباس. وتركوا الطلبة والمعلمين في حيرة من أمرهم فيما هو الجزء الباقي من البيئة!!
- عرف الكتاب البيئة الطبيعية: وهي البيئة التي لم يتدخل فيها الإنسان مثل الجبال والمحيطات والمراعي ...!!فهل هذا كلام دقيق؟ ومن المدهش أن الكتاب بعد ذلك، يطلب من طلاب الصف الأول إيجاد بيئة طبيعية داخل المدرسة!! فأي مدرسة هذه التي تحتوي بيئة طبيعية لم تمسها يد إنسان من غابات وصحاري ومحيطات؟
- كما تحدث الكتاب عن "المربى" الذي اعتبره بيئة طبيعية علما بأن كلمة مربى تدل على مكان تدخل فيه الإنسان.
لم أشاهد ما تحدث عنه الإطار العام للمناهج في كتاب العلوم من تفكير وإبداع ومواطنة وحقوق ومهارات حياتية، ولن أتحدث عن طابع الكتاب التلقيني او ترجماته الضعيفة، فهذا ليس مما ركزت عليه في هذه المقالة. قرأت الكتاب وحزنت!! طلابنا ابناؤنا يستحقون الأفضل، وانا على يقين الاردن يزهو بخبرائه المتنورين المتجددين الذين يستطيعون تقديم ما هو أفضل لأردن أقوى. نعم نستحق مناهج الأفضل.

مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/22 الساعة 15:39