بين طابا المصرية والعقبة الأردنية

مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/17 الساعة 03:37

ليس غريبا أن يلفت انتابهك عندما تصل منطقة طابا السياحية التي تعج بالسياح الاردنيين على الرغم من أنها لا تبعد أكثر من نصف ساعة في القارب السريع عن العقبة في جنوب الاردن على الرغم من تشابه التضاريس والطقس والبحر.
كما ان العقبة لا تخلو من عوامل جذب كثيرة لتكون مقصدا سياحيا اردنيا قبل ان تكون عالميا من تنوع فنادقها وكثرة عددها واحتوائها على أسواق تجارية قريبة من البحر ناهيك عن المطاعم العديدة والمثيرة ناهيك غن التنظيم وميزة الخدمات التي كلفت الدولة عشرات الملايين خلال العشرين عاما حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن من تنظيم ونظافة، الا ان كل هذا وللأسف لم تمكن العقبة والقائمين على الشأن السياحي من استقطاب الاردنيين الذين يفضلون زيارة المناطق المجاورة على السياحة الداخلية.
اكيد ان هذا ليس مزاجيا او عبثيا فهناك ثمة أسباب وعوامل عديدة تدفع بنا إلى هذا التوجه.
فعلي الرغم من ارتفاع الأسعار في طابا كموضوع النقل وعدم توفر أسواق مما يضطرك إلى الشراء من الفنادق بأسعار مرتفعة و ان تستقل سيارة بسعر باهظ وخيالي جدا وكذلك الاستفادة من المنتجات السياحية غالية التكاليف كما هو الحال في كل القضايا المتعلقة بالتسويق السياحي في ظل عدد لا يصل إلى ربع ما هو موجود في العقبة من فنادق يغيب عنها التنوع مما يحصر خياراتك.
الا ان هناك أمرا لافتا هو اسعار الفنادق والعروض التي تقدم للسائح الذي يتمكن من الاقامة باحداها لمدة ليال شاملة الوجبات الثلات باسعار اقل من تكلفة يوم واحد في العقبة.
ان هذا النوع من الترويج مدروس بعناية ففي مقابل الاقامة المنخفضة الثمن التي تغري السائح وتشجيعه على القدوم يتم تعويضه في جانب آخر لعدم وجود الأسواق والمحلات التجارية تجعله مضطرا إلى التعامل مع الواقع الموجود بأسعار مرتفعة جدا وهكذا تتمكن الدولة من تسويق منتجها وجلب عمل صعبة من خلال التخفيض هنا وارتفاع هناك.
فعلى الجميع إدراك بأن كما السياحة الخارجية مهمة في جلب أموال صعبة فالسياحة الداخلية أيضا مهمة في الحيلولة دون خروج العملة الصعبة التي تسهم في زيادة الاستقرار المالي لأي دولة بزيادة احتياطاتها من العملات الصعبة.
ولا ننسي اهمية السياحة بالأصل في اقتصاد الدول حيث تعتبر في بعضها عصبا مهما وموردا رئيسيا للاقتصاد بكل جوانبه بما فيها مساعدة الشباب على العمل وبالتالي انخفاض نسبة البطالة.
وعلى الرغم من أن الأرقام لدينا تشير إلى ارتفاع الدخل السياحي خلال العامين الاخيرين الا اننا نعتقد انها ما زالت دون الطموحات والتطلعات في ظل الاجواء وتنوع الطقس في الاردن الذي يحتوى على العديد من الأماكن السياحية والتراثية وجمال في طبيعته ناهيك عن العنصر البشري.
مما يتطلب دراسة شاملة للواقع السياحي وإعداد خطة تسويقية تشمل إعادة النظر بالأسعار للاستفادة من عنصر الامن والاستقرار لدينا الذي تفتفده الكثير من دول الجوار.. لا ان نكتفي بما لدينا فالتنوع وتغيير الاستراتيحيات والخطط والتسويق مطلوب دائما.
الدستور

مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/17 الساعة 03:37