’شومان‘ تختتم أيامها الثقافية في السلط بأمسية متميزة لـ ’بيت الناي‘
مدار الساعة - بذلك التآلف الواضح بين أعضاء الفرقة، وسلاسة الانتقال بين معزوفة وأخرى، برعت فرقة "بيت الناي" الموسيقية بتقديم سلسلة من المعزوفات المستمدة من الموروث الشعبي العربي، مساء أمس السبت، في دار مؤسسة إعمار السلط.
جاء ذلك، خلال حفل ختام أيام مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافية في السلط، التي استمرت لأربعة أيام متتالية، برعاية معالي العين د. مروان الحمود، بالتعاون مع محافظة البلقاء وبلدية السلط الكبرى ووزارة الثقافة/ مديرية ثقافة البلقاء، ووزارة السياحة والآثار العامة/مديرية سياحة البلقاء، وشركة النقليات السياحية (جت)، وبشراكة إعلامية مع تلفزيون المملكة وصحيفة الغد.
واشتملت الأيام على باقة متنوعة من الفعاليات والأنشطة الفنية والثقافية، بالتشارك مع "مؤسسة إعمار السلط، ومركز موسى الساكت، ومركز زي الثقافي، ومتحف السلط التاريخي (بيت أبو جابر) التابع لمديرية سياحة البلقاء، والهيئة الملكية للأفلام وغرفة تجارة السلط، ومجموعة ممن تلقوا دعم المؤسسة".
وبالعودة إلى مشروع "بيت الناي" الذي تدعمه مؤسسة شومان، ضمن برامج المنح والدعم لديها؛ ويهدف إلى تعزيز الموروث الموسيقي الشعبي عن طريق آلة الناي، وبالتالي تقديم المساحة لتعلم العزف على الآلة وإعادة إنتاجها وتصنعيها في عمان وغور المزرعة.
وتضمنت فعاليات اليوم الأخير، كلمة للرئيسة التنفيذية لمؤسسة شومان، فالنتينا قسيسية، أكدت فيها تقرب المؤسسة من التعرف على خصوصية محافظة السلط ومجتمعها، أثناء التخطيط للأيام؛ ما سّهل علينا بناء برنامج ثقافي فني يتماشى مع ثقافة المجتمع وموروثه.
وقالت قسيسية "السلط كانت محطتنا الرابعة في تجوالنا بمحافظات المملكة، بعد بعد العقبة وإربد والكرك، وأن في كل مدينة أردنية تعلمنا الكثير، عن الموروث الغني لهذه المدن، وعن الشغف الذي يختزنه هؤلاء الناس، والذي يقود خطواتهم ليبدعوا ويتميزوا، مع بقائهم محافظين على إرثهم القوي الذي يمتد لعشرات السنوات".
واعتبرت قسيسية أن الفائدة التي تتشكل خلال هذه التظاهرة تكون متبادلة، ففي حين تقدم مؤسسة شومان أسبوعاً من الفعاليات المتنوعة التي تستهدف الأسرة بجميع أفرادها، فإن الفريق العامل على هذه الفعاليات، يتزوّد بالمعرفة عن المجتمعات المحلية وخصوصياتها، إضافة إلى التحديات الثقافية التي تواجهها.
وبحسبها، فإن مؤسسة شومان التي بدأت عملها قبل أكثر من أربعين عاما، ويمولها البنك العربي، هي من المؤسسات التي تستثمر في البنية الفوقية: بالإنسان وثقافته، ولديها مجموعة من البرامج المتكاملة التي تبدأ مع الطفل واحتياجاته المعرفية والمهارية، وليس انتهاء بالشباب.
فعاليات اليوم الأخير اشتملت على أنشطة إبداعية للأطفال، صاحبها مخيماً للمعلمين طول الاسبوع في منتدى زي الثقافي، وورشتا عمل حول البحث العلمي، والأخرى متعلقة بكتابة السيرة الذاتية ومقابلة العمل، إضافة إلى عروض أفلام لبنانية قصيرة ومعرض للكتاب.
كما اشتملت على ورشة لصناعة الأفلام في بيت الأفلام التابع للهيئة العلمية للأفلام، تلاها عرضًا لمبادرة نقش بعنوان "كيف أنار فاراداي العالم". و"نقش" تدعمها مؤسسة شومان وهي مهتمة بغرس مفاهيم العلوم في نفوس الأطفال، وتفعيل دور الترفيه التعليمي في البيئة التعليمية.
وسعيًا لإثراء التجربة الثقافية، وبالشراكة مع شركة النقليات السياحية (جت)، تمكن رواد فعاليات أيام "شومان" الثقافية في السلط في يوميها الثاني والثالث من التنقل بين أماكن الفعاليات داخل مدينة السلط على متن باص مكشوف، كما قدمت فرقة درم جام جزءًا من عرضها الموسيقي على متن الباص ذاته.
تجدر الإشارة إلى أن فعاليات أيام شومان الثقافية تُقام في أماكن مختلفة في مدينة السلط، منها مسرح إعمار السلط، مركز موسى الساكت، منتدى زي الثقافي، متحف السلط التاريخي (بيت أبو جابر)، ساحة العين، قاعة البلدية، وغيرها من الأماكن.
وتعتبر "شومان"؛ ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.